ملخص
بعد جلسات استمرت ستة أسابيع في محكمة مانهاتن بنيويورك، أعلنت هيئة المحلفين إدانة دونالد ترمب بجميع التهم الـ34 الموجهة إليه في قضية المعروفة إعلامياً بـ "أموال الصمت".
اعتبر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، الذي دانته هيئة محلفين في نيويورك هذا الأسبوع، خلال مقابلة بثت اليوم الأحد، أن صدور عقوبة بالسجن بحقه قد تكون "نقطة تحول" بالنسبة إلى مؤيديه.
وحذر المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل خلال مقابلة أجرتها قناة "فوكس" من أن عقوبة السجن "سيكون من الصعب على الجمهور تقبلها"، مضيفاً "كما تعلمون، في وقت من الأوقات هناك نقطة تحول".
محنة ميلانيا
بعد جلسات استمرت ستة أسابيع في محكمة مانهاتن بنيويورك، أعلنت هيئة المحلفين إدانة دونالد ترمب بجميع التهم الـ34 الموجهة إليه في قضية تزوير مستندات حسابية نهاية عام 2016 لإخفاء مبلغ مالي دفعه لشراء صمت ممثلة الأفلام الإباحية السابقة ستورمي دانييلز في شأن علاقة جنسية عام 2006، وهي علاقة يواصل دونالد ترمب إنكارها.
وبات الجمهوري المرشح لانتخابات نوفمبر أول رئيس أميركي سابق تتم إدانته جنائياً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكشف ترمب أن محاكمته الجنائية التاريخية كانت قاسية للغاية على زوجته ميلانيا، أبرز الغائبين عن حضور الجلسات التي انتهت بإدانته.
وحضر ثلاثة من أبنائه البالغين إلى قاعة المحكمة في مانهاتن خلال الأيام الأخيرة من المحاكمة، كما أن السيدة الأولى السابقة تغيب عن النشاطات الانتخابية لزوجها، ولم تظهر في أي من لقاءاته الانتخابية، ونادراً ما تظهر معه في مكان عام.
وقال ترمب إن ميلانيا "بخير لكن أعتقد أن الأمر قاس للغاية عليها"، مضيفاً "وجب عليها قراءة كل هذه الترهات" في شأن العلاقة الجنسية التي ينفي إقامتها مع دانييلز، ومتابعاً "أعتقد أن الأمر كان على الأرجح، وبطرق عدة، أصعب على عائلتي مما كان عليّ".
أودعوه السجن
من جانبها دعت ممثلة الأفلام الإباحية السابقة ستورمي دانييلز القضاء الأميركي إلى سجن المرشح الجمهوري الذي بات، على حد قولها، منفصلاً عن الواقع.
وقالت ستورمي (45 سنة) على موقع صحيفة "دايلي ميرور" البريطانية في أول مقابلة لها منذ صدور الحكم عن محكمة نيويورك، "أودعوه السجن".
وأضافت، "أعتقد أنه يجب أن تصدر بحقه عقوبة بالسجن ويقدم ساعات الخدمة العامة للمحرومين، أو أن يكون كيس ملاكمة طوعي في ملجأ للنساء"، معتبرة أن المرشح الجمهوري "منفصل تماماً وكلياً عن الواقع".
وفي ختام مداولات استمرت يومين، أعلنت هيئة محلفين تضم 12 مواطناً عادياً من نيويورك بالإجماع إدانة ترمب الخميس الماضي بجميع التهم الموجهة إليه في قضية تزوير مستندات محاسبية، بهدف إخفاء مبلغ مالي دفعه لشراء صمت دانييلز تفادياً لفضيحة جنسية قبل انتخابات عام 2016 التي خاضها الجمهوري ضد هيلاري كلينتون.
وتؤكد الممثلة السابقة أنها أقامت علاقة جنسية مع دونالد ترمب قبل 10 أعوام، وهي واقعة ينفيها دونالد ترمب بشدة.
ويغرق هذا الوضع غير المسبوق حملة الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر بين الرئيس الديموقراطي جو بايدن وسلفه الجمهوري في أجواء من الشكوك.
الحقيقة دائماً
وقالت ستورمي دانييلز إن الإدلاء بشهادتها أمام القضاء "كان أمراً مخيفاً مع المحلفين الشاخصين إليّ طوال الوقت، لكن كما ذكرت من قبل فقد قلت الحقيقة على الدوام".
وكانت شهادة الممثلة السابقة ستيفاني كليفورد، وهو اسمها الحقيقي، النقطة المحورية في المحاكمة، فقد سردت بالتفصيل العلاقة الجنسية بالتراضي حيث كان "ميزان القوى غير متوازن".
وقالت، "لم تنته المسألة ولن تنتهي أبداً بالنسبة إلي"، فعلى رغم إدانة ترمب "لا يزال عليّ التعايش مع هذا الإرث".
ويواجه الرئيس السابق عقوبة السجن مدة تصل إلى أربعة أعوام وربما غرامة أيضاً، لكن القاضي قد يصدر عقوبة السجن مع وقف التنفيذ أو حتى خدمة المجتمع.
وأضافت ستورمي، "لا أعرف ماذا ستكون العقوبة، أو ماذا سيفهم ترمب من ذلك؟"، وقالت "يجب إيجاد العقوبة التي تناسب الجريمة، لكن يجب أن تكون عادلة وتؤثر في هذا الشخص بالذات".
ومنذ إدانة دونالد ترمب لزمت ستورمي دانييلز الصمت، في حين أوضح زوجها باريت بلايد ومحاميها كلارك بروستر الذي عهد إليه التحدث باسمها في الإعلام، أن الخوف كان وراء هذا الصمت.
الأنصار الأغبياء
وأعلن باريت بلايد على شبكة "سي إن إن" أنها "لا تزال تسعى إلى تقبل الحكم، والآن سيلاحقها جميع أنصار ترمب الأغبياء".
ورداً على سؤال صحافية في إحدى القنوات المحلية أشارت إلى الضغط الذي تعرضت له ستورمي دانييلز قبل الإدلاء بشهادتها في المحكمة وذهبت إليها مرتدية "سترة واقية من الرصاص"، قال المحامي إن ذلك كان بدافع "الخوف من قيام أحدهم بعمل جنوني".
وفي خطاب غير متماسك وصف دونالد ترمب، الجمعة الماضي، المحاكمة بأنها "غير عادلة" ومزورة من دون تقديم دليل على ذلك، ووعد "باستئناف عملية الاحتيال" بعد صدور الحكم.
من جانبه اعتبر جو بايدن أن "من الخطر وغير المسؤول أن يقول أي شخص إن هذه المحاكمة مزورة لمجرد أن الحكم لم يرق له".