ملخص
في سبتمبر (أيلول) 2023 قادت أذربيجان هجوماً خاطفاً جديداً واستولت على منطقة ناغورني قره باغ بأكملها من دون أن تتدخل القوات الروسية، وأنهت بذلك ثلاثة عقود من النزاع للسيطرة على الجيب.
جرح العشرات في أرمينيا اليوم الأربعاء خلال تظاهرة أمام البرلمان للمطالبة باستقالة رئيس الوزراء نيكول باشينيان بعدما استخدمت الشرطة قنابل صوتية، بحسب ما أفاد مصور وكالة الصحافة الفرنسية.
ونقل الجرحى في سيارات الإسعاف إلى المستشفيات وكان بعضهم مصاباً في الأرجل أو المعدة.
وأعلنت وزارة الداخلية في هذا البلد القوقازي اعتقال 60 شخصاً من آلاف المتظاهرين المشاركين بتهمة "عصيان الطلبات المشروعة للشرطة".
وأدت التظاهرة التي نظمت احتجاجاً على تسليم قرى إلى أذربيجان، إلى فوضى، إذ حاول المشاركون فيها تجاوز الطوق الذي فرضته الشرطة.
ويقود التحرك ضد باشينيان رئيس الأساقفة باغرات غالستانيان الذي خاطب الحشود اليوم مندداً بالتنازل عن أراضٍ لأذربيجان في خطوة اعتبرها "غير قانونية" ومديناً "التنازلات الأحادية والمذلة" لأرمينيا.
وأكد نيكول باشينيان في كلمة أمام النواب أن يريفان مستعدة لتوقيع اتفاق سلام مع باكو "خلال شهر"، مدافعاً عن التنازل الأخير عن أربع قرى حدودية لأذربيجان باعتباره تنازلاً ضرورياً لتجنب نزاع جديد مع باكو.
وتواجه البلدان في حربين، الأولى في التسعينيات وانتصرت فيها أرمينيا وكسبت أذربيجان الجولة الثانية عام 2020، وحققت باكو كذلك انتصاراً خاطفاً في 2023 على الانفصاليين الأرمن في ناغورنو قره باغ واستعادت السيطرة على هذا الجيب.
وأدت هذه الهزيمة إلى توتر العلاقات بين أرمينيا وحليفتها التقليدية روسيا التي تتهمها يريفان بعدم دعمها.
وقال باشينيان اليوم إن بلاده ستنسحب من منظمة معاهدة الأمن الجماعي، التحالف العسكري لدول الاتحاد السوفياتي السابق بقيادة موسكو، لكنه لم يحدد موعداً نهائياً لذلك.
انسحاب روسي
وأعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن الجنود الروس المنتشرين في ناغورني قره باغ منذ خريف 2020 أكملوا انسحابهم من أذربيجان اليوم الأربعاء، بعد تسعة أشهر تقريباً من استعادة باكو هذا الجيب الذي سيطر عليه انفصاليون أرمن لمدة ثلاثة عقود.
وقالت الوزارة الأذربيجانية في بيان مقتضب بعد شهرين تقريباً من بدء عمليات مغادرة هؤلاء الجنود الروس "أنجزت عملية الانسحاب الكامل لأفراد وأسلحة ومعدات قوة حفظ السلام الروسية في أذربيجان في الـ12 من يونيو (حزيران)"، واتفق الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأذربيجاني إلهام علييف على الانسحاب الذي بدأ في منتصف أبريل (نيسان).
وفي خريف عام 2020 اندلعت حرب استمرت ستة أسابيع بين أذربيجان والانفصاليين المدعومين من أرمينيا للسيطرة على ناغورني قره باغ، وأسفرت عن مقتل 6500 شخص، وانتهت الحرب بهزيمة القوات الأرمينية التي اضطرت إلى التنازل عن مناطق شاسعة، ونشرت روسيا بعد ذلك قوة لحفظ السلام قوامها 2000 جندي لفرض شروط وقف إطلاق النار وانسحاب قوات الانفصاليين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي سبتمبر (أيلول) 2023 قادت أذربيجان هجوماً خاطفاً جديداً واستولت على منطقة ناغورني قره باغ بأكملها من دون أن تتدخل القوات الروسية، وأنهت بذلك ثلاثة عقود من النزاع للسيطرة على الجيب، ونددت أرمينيا بشدة بتقاعس حليفتها روسيا وتقربت منذ ذلك الحين من الغرب.
وتزامناً كثفت باكو ويريفان مفاوضاتهما وأعلنتا في منتصف مايو (أيار) أنهما اتفقتا على ترسيم جزء من الحدود المشتركة، وهو شرط مسبق لأي اتفاق سلام دائم.
وفي هذا السياق وافق رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان على إعادة أربع قرى حدودية في منطقة تافوش سيطرت عليها قوات بلاده في التسعينيات، مما أثار حركة احتجاجية واسعة في بلاده.
ويطالب المتظاهرون بتشجيع من قائد الاحتجاجات رئيس الأساقفة في البلاد باغرات غالستانيان يومياً باستقالة باشينيان الذي وصل إلى السلطة في عام 2018 ويعتبرونه خائناً، إذ أعادت أرمينيا القرى الحدودية الأربع لجارتها أذربيجان في نهاية مايو، وأكد باشينيان أن هذا القرار يهدف إلى ضمان السلام مع باكو.
وينظر مراقبون إلى تنفيذ هذا الاتفاق الذي يتعلق بمنطقة حدودية يبلغ طولها 12.7 كيلومتر على أنه خطوة رئيسة نحو تطبيع العلاقات بين الدولتين المتنافستين الواقعتين في منطقة القوقاز بعد عقود من النزاعات الإقليمية، وخاضت الدولتان حرباً في عام 1990 انتصرت فيها أرمينيا.