Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السلحفاة المصرية نحو الانقراض ببطء وحساسية

انخفضت أعدادها بنسبة 85 في المئة ومشروع وطني لإعادتها إلى بيئتها الطبيعية

قلة المراعي الطبيعية في المناطق التي تستوطنها تعد واحدة من الأسباب الرئيسة التي أدت إلى نقص أعدادها (مواقع التواصل)

ملخص

تمتاز تلك السلحفاة بصدفة عالية لونها بين العاجي والذهبي والبني مع بعض الخطوط السوداء على حوافها. وهذه الألوان تتوافق مع البيئة التي تعيش فيها مما يمثل نوعاً من التمويه الذي يساعد على حمايتها من الأخطار المختلفة.

لأعوام طويلة كان من الشائع أن يربي بعض المصريين سلحفاة صغيرة في منازلهم باعتبار أن هذا الكائن الصغير البطيء الحركة لا يسبب أي إزعاج، ومتطلباته محدودة للغاية. وهذا النوع من السلاحف يوجد في البلاد منذ زمن طويل، ويعيش في المناطق الصحراوية القريبة من الشواطئ.

والسلحفاة المصرية ثاني أصغر سلحفاة برية في العالم، وأدرجت خلال الأعوام الأخيرة على رأس القائمة الحمراء للكائنات الأكثر تعرضاً للانقراض. ويتراوح طول الواحدة ما بين 10 و14 سنتيمتراً. والأنثى في هذا النوع تكون أكبر حجماً من الذكر.

وتعتمد السلاحف المصرية في طعامها على الأعشاب والخضراوات والفاكهة، لكن قلة المراعي الطبيعية في المناطق التي تستوطنها تعد واحدة من الأسباب الرئيسة التي أدت إلى نقص أعدادها بصورة كبيرة. فطبقاً لتقديرات الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة فإن عدد السلاحف المصرية حالياً يصل إلى نحو 8 آلاف سلحفاة، بعد أن كان يقدر بنحو 55 ألفاً، أي إنها انخفضت بنسبة تصل إلى 85 في المئة.

في محيط المخاطر

وتمتاز السلحفاة بصدفة عالية لونها بين العاجي والذهبي والبني مع بعض الخطوط السوداء على حوافها. وهذه الألوان تتوافق مع البيئة التي تعيش فيها مما يمثل نوعاً من التمويه الذي يساعد على حمايتها من الأخطار المختلفة.

ويقول أستاذ المحميات الطبيعية والعميد السابق لمعهد الدراسات والبحوث البيئية عمر تمام إن "السلحفاة المصرية تعرف باسم ’تستودو كلايمانى‘، وهي واحدة من ضمن أنواع عدة للسلاحف موجودة في مصر، وتعد من أندر أنواع السلاحف وأصغرها حجماً. وكانت السلحفاة المصرية تعيش في بيئاتها الطبيعية وتوجد في مصر بأعداد كبيرة، وتتركز بصورة أساسية في سيناء والساحل الشمالي على امتداده والصحراء الغربية. لكن في الفترة الأخيرة قل عددها بصورة كبيرة لأسباب متعددة من بينها أن هذه السلاحف تتكاثر بصورة محدودة، فالسلحفاة المصرية تضع بيضتين فقط في العام، لذا تتزايد أعدادها ببطء شديد".

 

ويضيف "أيضاً واحدة من أكثر المشكلات التي أدت إلى تناقص أعداد السلاحف المصرية هي عدم الاهتمام بهذا التخصص في الطب البيطري. بالتالي عند تربيتها في المنازل مثلما كان شائعاً لا تكون هناك معلومات صحيحة حول طريقة التعامل معها، مما يؤدي إلى فقدان أعداد كبيرة منها. وفي الوقت ذاته لا بد أن تكون القوانين مفعلة في ما يتعلق بمنع التجارة في مثل هذه الكائنات، وفي حال ضبطها مع التجار تودع بيئات مناسبة مثل المحميات الطبيعية، وهذا هو السبيل الوحيد لحمايتها والحفاظ عليها".

حماية الحياة البرية

الاتجار بالسلاحف من دون ترخيص مجرم بالفعل في مصر وفقاً للمادة الرابعة من قانون البيئة الصادر عام 1994، كما وقعت البلاد عام 1975 على اتفاقية التجارة العالمية للحفاظ على الأنواع البرية المهددة بالانقراض (سايتس). لكن هذه القوانين تحتاج إلى تفعيلها بصورة أكبر، إذ يتم تداول وبيع هذه السلاحف في بعض الأسواق الشعبية المصرية مثل "سوق الجمعة"، إضافة إلى تداولها في المتاجر التي تبيع الحيوانات الأليفة عموماً.

ونتيجة الخطر الكبير الذي تعاني منه السلحفاة المصرية حالياً والحاجة الماسة للعمل على زيادة أعدادها، جاء مشروع حماية السلحفاة المصرية الذي تتبناه الجمعية المصرية لحماية الطبيعة، ويعد من أهم المشروعات المعنية بحماية السلاحف المصرية حالياً.

وعن هذا تقول مسؤول برنامج الحماية بالجمعية المصرية لحماية الطبيعة نادية شريف "نهدف من خلال هذا المشروع إلى العمل على حماية السلحفاة المصرية وإعادتها إلى بيئتها الطبيعية، وبالفعل نتابع السلاحف الموجودة لدينا ونقوم بقياس وزنها وطول الصدفة بصورة شهرية. وإطلاق السلاحف في بيئتها الطبيعية يتطلب مرحلة لاحقة وهي المراقبة، لنتابع مدى قدرة السلاحف على التأقلم وإعادة التكيف مع هذه البيئات. والسلاحف كائن حساس للغاية وتعايشه أو عدم تعايشه في بيئة معينة يعد مؤشراً جيداً لصحة البيئة في منطقة معينة، وتعيش السلحفاة المصرية على ساحل صحارى البحر المتوسط، وتمتد المنطقة التي توجد فيها إلى الساحل الشمالي وسيناء، وتوجد غرباً في ليبيا وشرقاً في صحراء النقب بفلسطين".

بعيداً من المنازل

وتضيف "أحياناً يؤدي تغير طبيعة المكان إلى ظهور أخطار جديدة تهدد السلاحف، فمثلاً امتداد الزراعة المنظمة في مكان بعينه يؤدي إلى ظهور بعض الكائنات مثل الغربان والطيور الجارحة التي أحياناً تقوم باصطياد هذه السلاحف وأكلها. وفي الوقت ذاته فإن امتداد العمران يؤدي لاختفاء النباتات الطبيعية الموجودة في المكان، والتي تتغذى عليها بعض الكائنات البرية مما يؤدي إلى هلاكها. وفي مصر امتداد العمران إلى منطقة الساحل الشمالي الغربي أفقد هذه السلاحف جزءاً كبيراً من بيئتها الطبيعية، وإن لا تزال هناك بعض المواقع والمحميات الطبيعية في هذه المنطقة تصلح موئلاً مناسباً لها، ويمكن اتخاذها مركزاً لإكثار هذه السلاحف".

وتتابع "من أهم الأمور التي يجب العمل عليها في هذا الصدد نشر الوعي بين الناس بقيمة وأهمية الحياة البرية والحفاظ عليها، فأحياناً يأتي إلينا أشخاص يربون مثل هذه السلاحف في منازلهم راغبين في ضمها إلى المشروع وإعادتها لبيئتها الطبيعية بعد أن أدركوا أنها تعاني خطر الانقراض، وأن الأفضل لها أن تعيش في بيئاتها الطبيعية وليس في المنازل، فالوعي عامل رئيس في حماية الحياة البرية بصورة عامة، وليس فقط بخصوص السلاحف".

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة