Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انسحاب بايدن يربك أجندة لقاءات نتنياهو في واشنطن

يحاول تأمين الدعم لموقفه من الصفقة والسير في خط وسطي بين الحزبين داخل الكونغرس

يسعى بنيامين نتنياهو إلى اعتماد خط وسطي بين الحزبين الأميركيين خلال خطابه المتوقع الأربعاء في الكونغرس (أ ف ب)

ملخص

نتنياهو يريد استغلال زيارته إلى واشنطن، ولا سيما خطابه أمام الكونغرس الأربعاء المقبل، في محاولة إعادة تأسيس قيادته في الولايات المتحدة، وأكثر من ذلك مكانته السياسية في إسرائيل، وإعادة تأهيل صورته كأقوى سياسي إسرائيلي مؤثر في الولايات المتحدة

يصل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إلى واشنطن بعد أقل من يوم من إعلان الرئيس الأميركي جون بايدن انسحابه من السباق الرئاسي، مما أدخل مستشاريه في حال إرباك حول اللقاء وطبيعته، فيما أعلن مقربون منه أن أجندة اللقاء المتوقع غداً الثلاثاء قد تتغير وقد لا تتصدر حرب غزة أولوية المسؤولين، في وقت يكثف مستشاروه جهودهم لإنجاح لقاء له مع الرئيس السابق رونالد ترمب.

كذلك فرض إعلان بايدن لقاء ثالثاً ضمن برنامج نتنياهو مع كاميلا هاريس، صاحبة أكثر الحظوظ لإرث بايدن في التنافس الرئاسي خلال الانتخابات الأميركية في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وما بين استقالة بايدن وفرص الفوز بالانتخابات بين هاريس وترمب، يسعى نتنياهو إلى اعتماد خط وسطي بين الحزبين خلال خطابه المتوقع الأربعاء في الكونغرس، فنتنياهو وقبل تدشين الطائرة الإسرائيلية "أجنحة صهيون" التي ستنقله الى واشنطن، ولدى وصوله إلى مطار بن غوريون الدولي، قوبل بعشرات المطالبين بالإعلان الفوري عن صفقة أسرى ووقف الحرب.

إلا أن مئات المتظاهرين من عائلات الأسرى وداعميهم لم يحصلوا على أية إجابة واضحة بعد الرسالة التي أدلى بها نتنياهو قبيل إقلاع الطائرة، وأبقى فيها الوضع ضبابياً تجاه كل ما يتعلق بالأسرى ووقف الحرب، وهما الموضوعان اللذان يسعى نتنياهو إلى ضمان دعم أميركي لمواقفه حولهما، فقد شدد نتنياهو على ضرورة عودة الأسرى لكنه لم يضعها ضمن الملفات الملحة، حتى وإن كان ذلك على حساب وقف الحرب من دون تحقيق أهدافها، كما يطالب الأهالي.

خطاب الكونغرس

كما لم يتطرق نتنياهو إلى انسحاب الرئيس بايدن من السباق الرئاسي، لكنه قدم له الشكر لدعمه إسرائيل طوال فترة رئاسته، وتحديداً منذ حرب "طوفان الأقصى". وأبرز نتنياهو أهمية زيارته واشنطن وخطابه أمام الكونغرس عندما ركز على مساعيه إلى الحفاظ على متانة العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، بغض النظر عن الرئيس المقبل، وقال "في هذا الزمن من الحرب وعدم اليقين توجد هناك أهمية بالغة للغاية في أن يعرف أعداؤنا أن الولايات المتحدة وإسرائيل تقفان معاً اليوم وغداً ودائماً".

وإزاء تكهنات الإسرائيليين حول ما سيتضمنه خطابه أمام الكونغرس، قال "سألقي كلمة أمام الكونغرس ومجلس الشيوخ بصفتي رئيساً للحكومة الإسرائيلية، وسأشدد على الأهمية الكامنة في دعم كلا الحزبين لإسرائيل، وسأخاطب أصدقاءنا من جانبي الحلبة السياسية لأقول لهم إنه وبغض النظر عن الشخصية التي ستنتخب لقيادة الشعب الأميركي بعد الانتخابات الرئاسية، فإن إسرائيل تبقى أهم حليف للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وحليف لا غنى عنه".

وبحسب أكثر من سياسي ومرافق لمسيرته السياسية وعلاقاته مع واشنطن، فسيحقق نتنياهو نجاحاً ولو إعلامياً خلال زيارته وتحديداً في خطابه، فنتنياهو المتهم الأول في إخفاقات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وإخفاقات حرب غزة التي لم تحقق هدفاً بعد نحو 10 أشهر، والمتهم بملفات جنائية في المحاكم الإسرائيلية، يُعتبر، وفق سياسيين وخبراء إسرائيليين، لاعباً قوياً في السياسة الأميركية ومؤثراً كبيراً في خطاباته، وهذا بحد ذاته سيحقق بعض النجاحات لزيارته، فنتنياهو يريد استغلال زيارته إلى واشنطن، ولا سيما خطابه أمام الكونغرس، لمحاولة إعادة تأسيس قيادته في الولايات المتحدة، وحتى أكثر من ذلك مكانته السياسية في إسرائيل، وإعادة تأهيل صورته كأقوى سياسي إسرائيلي مؤثر في الولايات المتحدة، بحسب مقربين منه.

ويصل نتنياهو إلى واشنطن في وقت يعتبره مناسباً جداً، أيضاً بحسب مقربين، باعتبار "أن خصومه الديمقراطيين ومنتقديه في حال من الفوضى، والوضع السياسي للرئيس جو بايدن ضعيف، وعلى النقيض من ذلك فإن حلفاء نتنياهو الجمهوريين وأنصاره متحدون ويحتفظون بأفضل زخم سياسي لهم منذ أعوام".

 ووسط هذا التخبط الذي تعيشه الأروقة السياسية الديمقراطية يصل نتنياهو إلى واشنطن محاولاً استغلال الأيام القليلة لزيارته القصيرة بغية تحقيق الهدف المرجو، بينما تهز الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية إسرائيل وتؤرق مسؤوليها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

صفقة الأسرى وحرب غزة

حديث نتنياهو المقتضب قبل سفره حول ملف الأسرى، والذي ناقشه لساعات طويلة مع الوفد المفاوض ورؤساء الأجهزة الأمنية مساء أمس الأحد ليس صدفة، فهو يريد أن يبحث أولاً في واشنطن تحفظاته على النقاط الثلاث المركزية التي ناقشها اجتماع الأحد وتمت بلورتها خلال الجلسة الأخيرة للوفد في القاهرة، والمتعلقة بـ "محور فيلادلفيا" و"معبر رفح"، وعودة فلسطينيي القطاع للشمال، فكما كان القرار الصادر عن اجتماع أمس الأحد مقتضباً من دون الخوض في تفاصيله، فقد جاء حديثه قبل سفره مقتضباً أيضاً وسط صرخات المتظاهرين في المطار، وقال إن "سفري إلى واشنطن سيوفر الفرصة للبحث في قضايا مهمة لنا ولهم، والتعاون من أجل تحرير جميع مخطوفينا وتحقيق النصر على 'حماس' وتصدير الإرهاب والعدوان الذين يمارسه محور الشر الإيراني"، وهي كلمات أثارت غضب المحتجين من عائلات الأسرى ومن معارضين إسرائيليين بعد تكرار مسألة النصر على "حماس"، على رغم إدراكه وبناء على ما أكده له رؤساء الأجهزة الأمنية، من أن هذا الشعار ما هو إلا "حلم لن يتحقق".

وشهد اجتماع أمس الأحد حول الصفقة وسفر الوفد المفاوض خلافات ومشادات كلامية، وبعد خمس ساعات اقتنع نتنياهو بضرورة سفر الوفد، لكن ما يتكشف من وراء الكواليس أن سفر الوفد لا يعني موافقة نتنياهو على التعديلات الأخيرة، وقد حرص الغاضبون منه على تسريب جوانب مما اتفق عليه مع طلب نتنياهو الحفاظ على سريتها لمناقشتها أولاً أمام الأميركيين والاتفاق معهم حولها.

 ونقل عن مسؤول إسرائيلي أن الوفد لن يغادر قبل يوم الخميس لأن نتنياهو يريد استغلال اجتماعاته في البيت الأبيض لتنسيق المواقف وضمان وجود دعم أميركي لمطالبه الجديدة، إذ لا يمكن لنتنياهو مطالبة الوسطاء الذين يضغطون على "حماس" لقبولها من دون الدعم الأميركي لها.

وبحسب المسؤول الإسرائيلي فلم يتحدد بعد أين ستجرى المحادثات، إضافة إلى أنه لم يتضح بعد متى ستنقل إسرائيل الموقف المعدل إلى الوسطاء.

ونقل الخبير السياسي براك ربيد عن مسؤول آخر شارك في الاجتماع أن نتنياهو أوضح "ألا إمكان لإعادة آلاف المسلحين لشمال قطاع غزة، وبأنه ستكون هناك مراقبة وإشراف لمنع نقل الأسلحة من جنوب القطاع إلى شماله"، وهذا شرط جديد غير مكتوب في النص الأصلي للاتفاق، وفق ربيد، الذي أضاف قائلاً إن "شرطاً كهذا، ووفق ما يعتقد كبار المفاوضين، يمكن أن يعرقل الصفقة، كما أن نتنياهو يريد أن تضاف في بنود الصفقة زيادة عدد المخطوفين الأحياء الذين تشملهم المرحلة الإنسانية الأولى من الصفقة، مع مطلب آخر لنتنياهو وهو أن تحافظ إسرائيل في أي اتفاق على السيطرة على 'طريق فيلادلفيا' عند الحدود بين مصر وغزة، والسيطرة على معبر رفح من أجل منع تهريب الأسلحة إلى 'حماس' من مصر".

الحدود الشمالية في جعبة نتنياهو  

أما في كريات شمونة، شمال إسرائيل، فعلت أصداء مؤتمر آخر شارك فيه مئات المسؤولين على النقاش بين نتنياهو والوفد المفاوض بعد أن وصلهم قرار المؤتمر بإعلان إضراب شامل لم تشهده إسرائيل منذ قيامها، ومن شأنه أن يشلها كلياً إذا لم يوافق نتنياهو على الصفقة ووقف الحرب، ومن شأنه كذلك أن يمهد لوقف القتال في الشمال أيضاً.

ويضع نتنياهو الجبهة الشمالية والوضع اللبناني وتحديداً "حزب الله" ضمن ما يسميه "محور الشر"، ويشمل إيران و"حزب الله" و"حماس" والحوثيين، لكنه سيكون حريصاً في الولايات المتحدة على مناقشة التوترات عند الحدود مع لبنان وصياغة إستراتيجية أميركية - إسرائيلية مشتركة حول الحدود الشمالية، وفي هذا الملف سيحاول نتنياهو التوصل إلى تفاهمات حول هذه المسألة إذا فشلت جهود المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين في التوصل إلى تسوية سلمية، وإقناع "حزب الله" بالانسحاب لـ 10 كيلومترات من الحدود، وفق مطّلع على برنامج نتنياهو في واشنطن، والذي أكد أن الاتفاق على هذا البند لوحده سيدفع إسرائيل إلى الموافقة على مختلف بنود تسوية بين الطرفين.

من جهة أخرى سيحاول نتنياهو التوصل إلى تفاهمات حول ما يجب القيام به ما لم يحصل أي اتفاق مع لبنان، وبالتالي طرح مسألة التعاون الكامل في أي حرب بين البلدين، ويقول مسؤول إسرائيلي إن "تل أبيب لديها قناعة أنه قد يكون هناك اتفاق مع 'حزب الله' حتى لو لم يكن هناك وقف لإطلاق النار في غزة، وكان هناك انتقال للمرحلة الثالثة.

وما بين جبهتي غزة ولبنان أدرج نتنياهو اليمن ضمن ملف مناقشاته، كجبهة ثالثة تعرّض أمن وسكان إسرائيل للخطر، فبعد الهجوم الإسرائيلي على الحديدة رفعت إسرائيل ذروة استعداد الرد إلى أقصى درجاتها بالتنسيق مع واشنطن لتضمن دفاعاً جوياً أميركياً، ووفق تقرير للجيش الإسرائيلي فإن المنظومة الدفاعية الأميركية منتشرة في مناطق واسعة للتصدي لصواريخ ومسيرات الحوثيين، الذين أكد نتنياهو "أن الأهم من يمول ويدير هؤلاء وهي إيران، ولا بد من الاتفاق مع واشنطن على تعزيز التنسيق والتعاون لمواجهة طهران ووكلائها في المنطقة، بما يضمن أمن إسرائيل والمصالح الأميركية".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير