ملخص
ارتفع مؤشر "ستاندرد أند بورز 500"، الذي يقيس أداء أكبر 500 شركة مدرجة بالبورصات الأميركية بنسبة تجاوزت 1 في المئة وصعد مؤشر "داو جونز" الصناعي أقل عند 0.32 في المئة
استقبلت "وول ستريت" خبر تنحي الرئيس الأميركي جو بايدن عن الترشح للانتخابات الرئاسية بإيجابية، إذ قفزت مؤشرات الرئيسة بنسب قياسية وصلت إلى 1.6 في المئة.
بدا المستثمرون متفائلين حالياً من احتمال الفوز الأكبر للمرشح الجمهوري دونالد ترمب بالرئاسة، إذ يتوقع أن تعطي سياساته في خفض الضرائب والسعي لخفض الفائدة وغيرها دفعة جديدة لـ"وول ستريت" لتواصل ارتفاعاتها القياسية المسجلة منذ العام الماضي.
تفاؤل الشركات
وانعكس هذا التفاؤل بقفزة في مؤشر "ناسداك المجمع"، الذي يقيس أداء شركات التكنولوجيا، بعد ارتفاعه بنسبة 1.6 في المئة، إذ يتوقع أن تكون هذه الشركات المصنفة كشركات نمو من أكبر المستفيدين من سياسات ترمب في خفض الضرائب والفائدة، كون ذلك يمنحها فرصة أكبر للنمو السريع.
وارتفع مؤشر "ستاندرد أند بورز 500"، الذي يقيس أداء أكبر 500 شركة مدرجة بالبورصات الأميركية، بنسبة تجاوزت واحداً في المئة، وصعد مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة أقل عند 0.32 في المئة.
تغير سياسي منقذ
لم يكن الصعود في "وول ستريت" متوقعاً لولا تغير المشهد السياسي في واشنطن، فحتى نهاية الأسبوع الماضي، كانت هناك توقعات بهبوط قوي للأسهم الأميركية بعد ارتفاعات قياسية تجاوزت 17 في المئة لمؤشر "ستاندرد أند بورز" منذ بداية العام، بينما بلغت 22 في المئة لمؤشر "ناسداك". وازدادت حدة التوقعات بهبوط قوي للأسهم الأميركية بعد سجل المؤشران "ناسداك" و"ستاندرد أند بورز 500" أسوأ أداء منذ أبريل (نيسان) 2024 على مدار الأسبوع الماضي.
جمود سياسي متوقع
وعلى رغم هذا التحول إلا أن هناك ترقباً إذا ما كان الحزب الديمقراطي سيرشح فعلاً نائبة الرئيس كامالا هاريس للانتخابات أم سيختار مرشحاً آخر. وحظوظ ترمب بالفوز أكبر كون هناك تعاطف شعبي معه بعد محاولة اغتياله، غير أن المهم في هذا السياق للمستثمرين أن خروج بايدن من الانتخابات يفتح آملاً أكبر بأن يفوز الحزب الديمقراطي بمقاعد أكثر في مجلسي النواب والشيوخ، وأهمية هذا الأمر لـ"وول ستريت" أن هناك فرصة بتشكيل ترمب لحكومة عاجزة عن تنفيذ أي شيء بوجود غالبية ديمقراطية في مجلس الشيوخ أو مجلس النواب قد تعطل أي قانون لترمب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
الشركات، والمستثمرون عموماً، يستفيدون من حالة الجمود السياسي في واشنطن لرسم سياسات واضحة في أربع سنوات، لا يتوقعون منها تغييرات جذرية.
تخوّف من التضخم والحمائية
وهناك تخوف حقيقي إذا تمكن الجمهوريون من حصد غالبية في الكونغرس، فمن ناحية قد تكون هناك تخفيضات ضريبية إيجابية للشركات، لكن من ناحية أخرى فإن ترمب قد يفرض رسوماً جمركية تاريخية على الصين وغيرها من الدول، وربما تكون بعضها حليفة، وسيؤدي هذا التوجه الحمائي إلى إضعاف الدولار ورفع أسعار السلع والمنتجات من جديد، بالتالي الدخول في حلقة جديدة من التضخم الذي يفترض رفع الفائدة لاحتوائه.
أرباح الشركات المتوقعة
وهناك عامل آخر يلعب دوراً في دفع "وول ستريت" هو الترقب لإعلانات الشركات للربع الثاني هذا الأسبوع، إذ يتوقع أن ترتفع الأرباح لتعطي دفعة جديدة لمؤشر "ستاندرد أند بورز"، لكن هناك حالة من عدم اليقين لدى المستثمرين حول كيفية اتجاه الأسواق فعلياً، لأن تقييمات الأسهم ارتفعت بشكل مبالغ فيه، فأسهم الشركات التكنولوجية الكبرى مثل "أمازون" و"ميتا" و"إنفيديا" و"مايكروسوفت" و"أبل" تتداول عند مكررات ربحية (ربحية السهم إلى سعر السهم) فوق 30 مرة، وهو مكرر مرتفع للغاية ويفترض أن يكون بين 15 إلى 20 مرة ليكون مغرياً للاستثمار.
الفائدة الأمل الوحيد
وهناك أمل واحد قد يكون حاسماً في دفع صعود البورصات الأميركية وهو أسعار الفائدة، التي ترجح كل التحليلات والتوقعات بأن يبدأ مجلس الاحتياط الفيدرالي في خفض الفائدة في سبتمبر (أيلول) المقبل.
وشهدت "وول ستريت" استمرار الهبوط القياسي لسهم شركة "كراود سترايك" للأمن السيبراني إذ هوى بنسبة 13.5 في المئة، بعد أن أدى تحديث برنامج من الشركة إلى انقطاع التكنولوجيا على مستوى العالم.