Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ناجية من العنف الأسري: بداية رومانسية انتهت باحتجازي كرهينة

والدتها لم تتعرف عليها بعد إحدى جولات الخطف والعنف اللذين تعرضت لهما إستر

تحدثت إستر إلى "اندبندنت" عن تجربتها مع العنف المنزلي موضحة سبب الحاجة الماسة إلى المساحات الآمنة للنساء (إليزا كيتشر)

ملخص

تروي إستر تجربتها المريرة مع العنف المنزلي، إذ بدأت علاقتها بالحب والرومانسية لكنها سرعان ما تحولت إلى إساءة دائمة. تعرضت للضرب والطعن واحتجزت كرهينة. بعد تحمل دام طويلاً تمكنت من الهرب وإعادة بناء حياتها بفضل مساعدة مؤسسات متخصصة، وهي تسهم الآن في دعم النساء الناجيات.

بدأت علاقة إستر* بالورد والقصائد والرسائل، لم يكن شريكها العاطفي الجديد قادراً على إغداقها بالهدايا الباهظة الثمن، لكنه كان يخبرها باستمرار أنها جميلة ويرسل لها رسائل رومانسية مقتبسة من الإنترنت.

وسرعان ما قطع وعوداً كبيرة واعترف لها بحبه وشجعها على التخلي عن حياتها بالكامل والانتقال إلى لندن للانضمام إليه.

أدركت إستر بعد فوات الأوان أن سلوكه كان "قصفاً بالحب" - إغداق شخص ما بلفتات كبيرة لكسب ثقته وعاطفته - ولكن في ذلك الوقت، انجذبت إستر إلى هذا الأسلوب لأن علاقاتها السابقة الفاشلة جعلتها ضعيفة وهشة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وسرعان ما تحولت سعادتها إلى حال من الرعب عندما بدأ شريكها آنذاك تعنيفها والإساءة إليها والتلاعب بها واستمر الأمر ثمانية أعوام، كانت تخشى الاستعانة بالشرطة مع أنه في إحدى المرات طعنها بمفك براغي، وفي مرة أخرى حطم زجاجة على رأسها.

تتذكر إستر العلاقة قائلة "كان الأمر رائعاً في البداية وكان مذهلاً. وبسبب نشأتي اعتقدت أنني قد أحظى بطريقة حياة عائلية مختلفة كوني كنت أفتقر إلى الحب من بعض أفراد العائلة أثناء نشأتي".

تروي إستر قصتها لصحيفة "اندبندنت" تزامناً مع إطلاق حملة "خطوة بخطوة" Brick by Brick مع مؤسسة "ملاذ" Refuge الخيرية، والتي تهدف إلى جمع مبلغ 300 ألف جنيه استرليني من أجل بناء منزل آمن لضحايا العنف المنزلي للحصول على حريتهن.

ساعد حملة "خطوة بخطوة" وتبرع هنا أو أرسل رسالة نصية BRICK إلى 70560 للتبرع بمبلغ 15 جنيهاً استرلينياً.

تقول إستر إنها كانت دائماً ترغب في أن يحبها رجل ما، وكانت مستعدة للالتزام تماماً بالعلاقة بمجرد أن يقول لها أحدهم كلمة أحبك.

"كان الأمر رائعاً في البداية"

وتقول "تطور الأمر بسرعة كبيرة. وتركت حياتي كلها وانتقلت معه إلى لندن وكان الأمر رائعاً".

ولكن بمجرد أن فعلت ذلك تغير كل شيء. وخلال ليلتها الأولى في شقته استيقظت لتجده يرقص بصورة غريبة في زاوية الغرفة، وعندما سألته ما الذي يحدث لكمها في وجهها.

تقول إستر إن عينها اسودت جداً نتيجة اللكمة، مضيفة أن حبيبها السابق اعتذر ووعدها بأنه لن يفعل ذلك مرة أخرى، لذلك سامحته. لكنه كان يحتسي كميات كبيرة من الكحول وتفاقم جنونه وخرج الأمر عن السيطرة بنحو متزايد.

ومن ثم تطورت العلاقة من سكرات الحب الجديد إلى تعرضها للهجوم من قبل شريكها مرتين في الأسبوع تقريباً. وخلال تلك الفترة، عانت إستر من الإساءة الجسدية والجنسية والنفسية والمالية.

تتذكر "إذا سألني شخص بصورة عشوائية في محطة الحافلات عن الوقت كان [شريكي يعتبرني] أغازله، لذلك كنت أعلم أنني سأدفع الثمن لاحقاً إذا تحدث معي أي أحد".

تتذكر إستر إحدى المرات عندما قام غرباء في الشارع بإلقاء القبض على حبيبها السابق واقتادوه بالقوة إلى مركز الشرطة المحلي، بينما كانت تركض خلفهم وتتوسلهم تركه فيما كان الدم ينزل من أنفها.

وتضيف "أصبت بعديد من الكدمات والجروح والغرز والأذى الذي شكل حكايتي [جعل حياتي بالصورة التي صارت عليها]، وإن ذكرت السبب وراء قيامه بكل هذا التعنيف سيظن الآخرون أن هذا جنون تام".

وعقبت قائلة "لذلك كنت دوماً أمشي كمن يمشي على بيض. لا أستطيع القول إن العنف أصبح أسوأ، لكن في بعض المرات كان أسوأ من مرات أخرى. هناك كثير من المواقف التي يمكنني التحدث عنها".

"انهرت في الشارع"

تتذكر إستر وقتاً طعنها خلاله بمفك براغي بعد أن حاول صديقه إضافتها على "فيسبوك"، وكذلك المرة التي شق فيها رأسها بعد أن ضربها بزجاجة في مكان عام، وحينها اتصل صاحب متجر محلي بالشرطة.

وتقول "انهرت في الشارع حينها. ثم نقلتني سيارة إسعاف إلى المستشفى لكنني سرحت نفسي من المستشفى بمفردي".

وتضيف إنه خلال علاقتهما لم تتصل هي نفسها بالشرطة أبداً، لكن الجيران والأقارب والمارة كانوا يتصلون بهم كثيراً.

وفي حادثة أخرى، تذكر كيف تناثر دمها على الجدران، ومع ذلك لم تتخذ الشرطة أي إجراء على رغم أن شريكها آنذاك كان مداناً بالعنف وخاضعاً لأمر حماية الصحة العقلية [قرار قضائي يسمح للسلطات البلدية المحلية باستخدام إجراءات إضافية لحماية السلامة العامة].

وخلال العلاقة، كان من الصعب على إيستر الاحتفاظ بوظيفة لأن شريكها كان يغار من وجودها مع زملائها الذكور. وفي إحدى المرات طُردت بصورة غير عادلة من وظيفتها في مجال الاستقبال لأنها كانت تذهب إلى العمل باستمرار بإصابات واضحة.

وتقول إن مزيج الخوف منه والخوف من أن تكون وحيدة أبقاها محاصرة في العلاقة. وتفاقمت هذه الأمور بسبب إساءته لها التي أدت إلى انعدام احترامها لذاتها ولفترات مظلمة من المعاناة من الاكتئاب.

وفي نهاية العلاقة، بعدما كانت هجرته لفترة أطول من المعتاد بسبب جدال بينهما، وعندما عادت قام بمهاجمتها. وتتذكر قائلة "لقد ضربني بشدة لدرجة أنه لم يكن يريدني أن أخرج إلى الأماكن العامة لأنني كنت أبدو في حال مزرية".

"احتجزني رهينة في منزلي"

توضح إيستر أنه جعل صديقه يسجنها في المنزل بينما كان يخرج للعمل، وعند عودته للمنزل كان يعطيها عقاقير مخدرة ويضربها ويغتصبها.

لم يكن يسمح لها باستخدام الحمام للنظر إلى نفسها وبقيت بنفس الملابس طوال الأسبوع. وبحلول نهاية هذه المحنة، لم تكن قادرة على الكلام.

وفي النهاية سمح لها بمغادرة المنزل وخرجا معاً، وتنسب هذا القرار إلى خوفه من أن يتساءل أحدهم عن مكانها وتحضر الشرطة.

وتقول إستر "كان مظهري فظيعاً للغاية. ولم أكن أعرف كيف أبدو لكن الناس كانوا يقفون ويحدقون بي".

وعندما دخل حبيبها السابق إلى المتجر اغتنمت الفرصة للركض نحو المحطة، وتمكنت من القفز على متن القطار وصولاً إلى منزل والدتها.

وتقول إستر "عندما فتحت والدتي الباب، أغمي عليها لأنني لم أكن أشبه نفسي. كانت أذني مصابة وأنفي وعيناي وشفتاي مشقوقة. كان لدي كدمات في جميع أنحاء جسدي".

بعد ذلك، أخبرتها والدتها أنها كانت تبدو وكأنها ضحية حرب. مكثت في المستشفى لمدة 10 أيام واعتقل حبيبها السابق، لكنها تقول إن الخوف والاكتئاب منعاها من توجيه التهم ضده.

على رغم عودتها إليه بعد ذلك فإن إستر ترى الآن أن احتجازها كرهينة كان بداية النهاية، إذ بدأت أخيراً التفكير بتركه.

كانت القشة الأخيرة عندما دعس على عنقها وظهرها. وتقول إستر إن تلك كانت اللحظة التي هزتها أكثر من الحوادث السابقة وجعلتها تدرك أنه إما سيقتلها أو ستقتل هي نفسها إذا بقيت.

تقول إستر "عندما هرب واستدعى سيارة الإسعاف، قررت أن هذا يكفي. فقدت الوعي لبعض الوقت وفكرت أنني سأتوجه بالتهم [أرفع شكوى قانونية] هذه المرة".

ذهبت إستر إلى المستشفى – وما زالت تعاني مشكلات مستمرة في الظهر نتيجة الاعتداء - واعتقل المعتدي عليها أخيراً ودين في وقت لاحق.

"هل هذا كله من أجلي؟"

نُقلت إستر إلى ملجأ إذ اعتبر خطراً بقاؤها في نفس المنطقة.

وتقول "انهرت باكية وقلت ’هل هذا كله من أجلي؟‘ لأن [المكان] كان دافئاً ومريحاً للغاية. وكان الأمر يبعث على الراحة وكأنني أستطيع التنفس مرة أخرى".

وتقع ملاجئ العنف المنزلي التي تؤوي عديداً من النساء المعرضات لخطر القتل إذا بقين في المنزل مع المعتدين عليهن، في أماكن سرية وتوجد تدابير أمنية صارمة لضمان بقاء نزلائها في أمان.

كان الملجأ بعيداً كل البعد من "[الحياة] المرهقة والفوضوية والمخيفة" مع المعتدي عليها، وتقول إن الاعتناء بها جعلها تشعر وكأنها طفلة مرة أخرى.

وتوفق إيستر الآن بين العمل المدفوع الأجر لدعم النساء المعرضات للخطر والعمل التطوعي في قطاع العنف المنزلي، بما في ذلك الملجأ الذي أقامت فيه. وتمارس إستر السباحة وكرة الشبكة والمسرح.

وتقول إنها تشعر وكأنها تتحدث عن شخص آخر عندما تتحدث عن العنف المنزلي الذي تعرضت له. وتضيف "أجد نفسي أفكر ’واو، انظري أين كنت وأين أنا الآن‘. وما زال الأمر لا يصدق بالنسبة لي. عاطفياً، أنا أكثر سعادة مما كنت أتخيل. الحياة بها مشكلاتها ولكن حتى لو كان يومي سيئاً، أفكر أنه لا يمكن أن يكون بمثل سوء أي يوم سابق".

يرجى التبرع الآن لحملة "خطوة بخطوة"، التي أطلقتها صحيفة "اندبندنت" ومؤسسة "ملاذ" الخيرية، للمساعدة في جمع 300 ألف جنيه استرليني لبناء مساحة آمنة للنساء لتمكينهن من الهرب من العنف المنزلي وإعادة بناء حياتهن وصنع مستقبل جديد لأنفسهن.

*تم تغيير الاسم لحماية هويتها

© The Independent

المزيد من تقارير