ملخص
قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن بلاده تسعى لتحقيق السلام للجميع وليس لديها نية للصراع مع أي دولة مضيفاً أن طهران مستعدة لإنهاء الأزمة النووية مع الغرب.
أعلن رافائيل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس الثلاثاء، أنه شعر برغبة أكبر من جانب المسؤولين الإيرانيين للانخراط مع الوكالة على نحو أكثر جدية بعد محادثات في نيويورك، مضيفاً أنه يأمل في زيارة طهران في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وفي مقابلة مع "رويترز" قال غروسي، إن البرنامج النووي الإيراني يتقدم بوتيرة منتظمة، لكنه أوضح أنه يرغب في المضي قدماً في الأسابيع القليلة المقبلة في الجهود الرامية إلى وضع الأساس للمحادثات بين إيران والغرب.
وأضاف أن أي محادثات نووية مستقبلية ستكون مختلفة عن الاتفاق النووي لعام 2015، وتوقع دوراً أكبر للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأشار إلى أنه توجد ضرورة للبدء في الإعداد الآن لمفاوضات مستقبلية محتملة بين الغرب وإيران.
طهران مستعدة للعمل مع القوى العالمية
قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الثلاثاء، إن طهران مستعدة لإنهاء الأزمة النووية مع الغرب، ودعا إلى إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا عبر الحوار.
ويأمل رجال الدين الإيرانيون في تخفيف العقوبات الأميركية التي عرقلت الاقتصاد الإيراني. وقال بزشكيان، "مستعدون للانخراط مع المشاركين في الاتفاق النووي لعام 2015. إذا جرى تنفيذ التزامات الاتفاق على نحو كامل وبنية حسنة. ويمكن بعد ذلك الدخول في حوار حول القضايا الأخرى".
كان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب قد قرر في عام 2018 التخلي عن الاتفاق بين طهران والقوى العالمية الست وأعاد فرض عقوبات كبيرة على طهران. وفشلت جهود سعت لإحياء الاتفاق.
وفرض اتفاق 2015 سقفاً لإيران في تخصيب اليورانيوم عند درجة نقاء 3.67 في المئة والاحتفاظ بمخزون من هذه المادة لا يتجاوز 202.8 كيلوغرام، وهي حدود تخطتها إيران بفارق كبير منذ ذلك الحين.
وتشعر بريطانيا وفرنسا وألمانيا، التي لا تزال طرفاً في الاتفاق النووي، بأن قيادة طهران لن تغير مسارها وأن التوصل إلى اتفاق أوسع يشمل البرنامج النووي والدور الجيوسياسي لإيران أمر غير واقعي في الوقت الراهن.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون وإسرائيل طهران باستخدام برنامجها النووي ستاراً لمحاولة تطوير إمكانات إنتاج أسلحة نووية. وتقول إيران، إن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط.
وتدهورت علاقات إيران بالغرب منذ هجوم حركة "حماس" المتحالفة مع إيران على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) ومع زيادة دعم طهران للحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا.
وانتقد بزشكيان، وهو سياسي معتدل نسبياً تولى منصبه في أغسطس (آب) ووعد باتباع سياسة خارجية براغماتية، إسرائيل، عدو إيران اللدود، لما وصفها "بالإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة".
وقال، "من الضروري أن يعمل المجتمع الدولي على الفور... على تأمين وقف دائم لإطلاق النار في غزة، ووضع حد للهمجية اليائسة التي تنتهجها إسرائيل في لبنان، قبل أن تمتد إلى المنطقة والعالم". وأضاف الرئيس الإيراني، "نسعى لتحقيق السلام للجميع، وليس لدينا نية للصراع مع أي دولة... وتعارض إيران الحرب وتؤكد ضرورة وقف الصراع العسكري في أوكرانيا على الفور".
ماكرون دعا بزشكيان للسعي إلى تهدئة بالشرق الأوسط
أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طالب نظيره الإيراني بزشكيان خلال اجتماع في نيويورك أمس بأن تستخدم طهران نفوذها لإرساء "تهدئة عامة" في الشرق الأوسط وحذره من تقديم دعم عسكري لروسيا.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان، إنه خلال الاجتماع الذي عُقد على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة عمد ماكرون إلى "تسليط الضوء على مسؤولية إيران في دعم تهدئة عامة واستخدام نفوذها مع الأطراف المزعزعة للاستقرار"، في إشارة واضحة إلى "حزب الله" المدعوم من طهران.
وأضاف البيان أن ماكرون حذر بزشكيان من تقديم دعم عسكري لموسكو في حربها ضد أوكرانيا بعد أن اتهمت دول غربية طهران بتزويد روسيا بصواريخ.
وقال البيان، إن ماكرون "حذر الرئيس الإيراني من استمرار الجمهورية الإسلامية في دعم حرب روسيا العدوانية في أوكرانيا".
وعلى صعيد آخر، طالب ماكرون نظيره الإيراني بأن تطلق بلاده "من دون تأخير" الفرنسيين الثلاثة "المحتجزين تعسفياً رهائن في السجون الإيرانية منذ عامين".
ونقل البيان عن ماكرون إعرابه عن أسفه لظروف احتجازهم "غير اللائقة"، مجدداً التأكيد على أن حريتهم "شرط أساسي لأي تحسن في العلاقات الثنائية مع فرنسا".