Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قتال شرس بين الجيش والسوداني و"الدعم السريع" على جسور الخرطوم

غوتيريش يعرب للبرهان عن قلقه إزاء التصعيد في البلاد وندد بـ"تداعياته المدمرة على المدنيين وأخطار تمدده إقليمياً"

نازحون سودانيون يقفون طوابير للحصول على المياه في مخيم بمدينة القضارف شرق البلاد (أ ف ب)

ملخص

الولايات المتحدة تعلن مساعدة إنسانية جديدة للسودان بقيمة 424 مليون دولار

يخوض الجيش السوداني "قتالاً شرساً" مع قوات "الدعم السريع"، "داخل الخرطوم" اليوم الخميس، وفق ما أفاد مصدر عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية، بينما تحدث شهود عيان عن غارات جوية وقصف في أنحاء العاصمة.
وقال المصدر العسكري الذي طلب عدم الكشف عن هويته "قواتنا تخوض قتالاً شرساً مع الميليشيات المتمردة داخل الخرطوم"، مشيراً إلى أن الجيش عبر جسرين رئيسين فوق نهر النيل الفاصل بين أجزاء العاصمة الخاضعة لسيطرة الجيش وتلك الخاضعة لسيطرة قوات "الدعم السريع". وأفاد السكان بأن المواجهات بدأت فجراً.

وقال شهود ومصادر عسكرية إن الجيش السوداني شن قصفاً مدفعياً وجوياً في العاصمة السودانية الخرطوم اليوم الخميس في أكبر عملية له لاستعادة الأراضي هناك منذ بداية الحرب المستمرة منذ 17 شهراً بينه وقوات "الدعم السريع" شبه العسكرية.
وجاء هجوم القوات المسلحة التي فقدت السيطرة على معظم أنحاء العاصمة في بداية الصراع، قبل كلمة من المقرر أن يلقيها قائدها الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك خلال وقت لاحق من اليوم.
وقال شهود إن قصفاً عنيفاً واشتباكات اندلعت عندما حاولت قوات من الجيش عبور جسور فوق النيل تربط المدن الثلاث المتجاورة التي تشكل منطقة العاصمة الكبرى، وهي الخرطوم وأم درمان وبحري. وأفاد العديد من سكان أم درمان بوقوع "قصف مدفعي مكثف" بدأ في وقت مبكر من الخميس، حيث سقطت القنابل على المباني السكنية بينما حلقت الطائرات الحربية العسكرية في سماء المنطقة.
واستعاد الجيش بعض الأراضي في أم درمان خلال وقت سابق من هذا العام، لكنه يعتمد في الغالب على المدفعية والغارات الجوية، ولم يتمكن من طرد قوات "الدعم السريع" من أجزاء أخرى من العاصمة.
وواصلت قوات "الدعم السريع" أيضاً إحراز تقدم في أجزاء أخرى من السودان خلال الأشهر القليلة الماضية، في صراع تسبب في أزمة إنسانية واسعة النطاق ونزوح أكثر من 10 ملايين شخص ودفع مناطق من البلاد إلى الجوع الشديد أو المجاعة.
وتعثرت جهود دبلوماسية تبذلها الولايات المتحدة وقوى أخرى مع رفض الجيش حضور محادثات كانت مقررة الشهر الماضي في سويسرا.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أعرب لقائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان عن قلقه إزاء "تصعيد" النزاع في السودان، وذلك لدى لقاء جمعهما على هامش انعقاد الجمعية العامة في نيويورك.

والسودان من بين الملفات التي تتصدر جدول أعمال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، إذ يهيمن تردي الأوضاع الإنسانية وأزمة اللاجئين على المناقشات المتصلة بالحرب التي اندلعت في البلاد في أبريل (نيسان) من العام الماضي.

وانزلق السودان إلى حرب مدمرة العام الماضي بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".

150 ألف قتيل

وقالت منظمة الصحة العالمية هذا الشهر إن عدد القتلى في السودان بلغ 20 ألف شخص في الأقل، لكن بعض التقديرات تشير إلى حصيلة أعلى من ذلك بكثير. وقال المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو إن عدد القتلى ربما وصل إلى 150 ألف شخص.

وقالت جويس مسويا القائمة بأعمال منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة إن "الشعب في السودان عاش الجحيم مدى 17 شهراً، والمعاناة لا تنفك تزداد".

وحذر تقرير لهيئة مدعومة من الأمم المتحدة من خطر تفشي المجاعة على نطاق واسع في السودان على نحو لم يشهده أي مكان في العالم منذ عقود.

وجاء في بيان للأمم المتحدة عن اللقاء بين غوتيريش والبرهان أن "الأمين العام أعرب عن قلق بالغ إزاء تصعيد النزاع في السودان"، مندداً بـ"تداعياته المدمرة على المدنيين السودانيين وأخطار تمدده إقليمياً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت الولايات المتحدة أعلنت في وقت سابق الأربعاء عن مساعدة جديدة بقيمة 424 مليون دولار إلى السودانيين خلال اجتماع رفيع المستوى في الأمم المتحدة في شأن الحرب الدامية المستمرة بين الجيش وقوات "الدعم السريع".

وقالت البعثة الأميركية إلى الأمم المتحدة إن المساعدات تشمل 175 مليون دولار ستشتري بها واشنطن فوائض غذاء من مزارعيها لمصلحة النازحين في السودان ودول الجوار، بعد أن حذر تقييم مدعوم من الأمم المتحدة من خطر مجاعة واسعة النطاق.

"كارثة ذات أبعاد هائلة"

في كلمتها خلال الاجتماع، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس- غرينفيلد إن العالم يجب أن يكثف جهوده "بشكل كبير"، معربة عن أسفها لتجاهل كثيرين "كارثة ذات أبعاد هائلة".

وأضافت توماس- غرينفيلد "بينما نجلس هنا اليوم يواجه أكثر من 25 مليون سوداني الجوع الحاد. وكثيرون منهم يعانون المجاعة، وبعضهم يضطر إلى أكل أوراق الشجر والتراب لتفادي نوبات الجوع، ولكن ليس الموت جوعاً".

وجاءت تصريحات السفيرة غداة تشديد الرئيس الأميركي جو بايدن على وجوب أن يوقف العالم تسليح طرفي النزاع في السودان.

وشددت توماس- غرينفيلد على أن "هذه الكارثة الإنسانية هي من صنع الإنسان، ناجمة عن حرب لا معنى لها أدت إلى عنف لا يوصف وعن الحرمان القاسي لضحاياها من الغذاء والماء والدواء".

ووجهت نداء جديداً للسماح بدخول المساعدات إلى مدينة الفاشر التي تحاصرها قوات "الدعم السريع" في إطار سعيها للسيطرة كلياً على ولاية غرب دارفور.

وقالت توماس غرينفيلد "يتعين علينا إرغام الطرفين المتحاربين على قبول هدن إنسانية في الفاشر والخرطوم وغيرهما من المناطق المعرضة للخطر الشديد".

وحذر المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي الأربعاء من أن الأوضاع مروعة في السودان. وقال "إذا لم يمت الناس بالرصاص، فإنهم يتضورون جوعاً حتى الموت، وإذا تمكنوا من البقاء على قيد الحياة، يواجهون المرض أو الفيضانات أو التهديد بالعنف الجنسي وغيره من الانتهاكات المروعة، والتي إذا ارتكبت في أماكن أخرى ستتصدر عناوين الصحف اليومية".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات