رؤيتان مختلفتان للاقتصاد الأميركي أمام الولايات الحاسمة

سيطرح المرشحان كامالا هاريس ودونالد ترمب الأربعاء رؤيتين مختلفتين للاقتصاد، وهو موضوع يحتل أولوية لدى العديد من الناخبين الأميركيين قبل أول مقابلة تلفزيونية منفردة لنائبة الرئيس الأميركي منذ خوضها السباق الرئاسي.

تلقي هاريس خطاباً في بيتسبرغ، المدينة الصناعية الكبرى في بنسلفانيا التي تعتبر من الولايات المتأرجحة، ويتوقع أن تحدد فيه ما تصفه حملتها بأنها سياسة "براغماتية" تناقض سياسة الرئيس الجمهوري السابق.

ثم تجري نائبة الرئيس مقابلة مع شبكة "أم أس أن بي سي" الإخبارية التي تميل إلى اليسار، في اختبار نادر لقدرتها على التعامل مع أسئلة غير مكتوبة منذ أن خلفت الرئيس جو بايدن في السباق الرئاسي.

"صنع في أميركا"

من جهته سيتحدث ترمب عما يسميه اقتصاد "صنع في أميركا" في ولاية كارولينا الشمالية المتأرجحة أيضاً، غداة وعده بطفرة اقتصادية مدفوعة بالرسوم الجمركية الباهظة على الواردات الأجنبية.

يأتي ذلك وسط مخاوف أمنية جديدة بالنسبة إلى ترمب الذي نجا من محاولتي اغتيال هذه السنة، إذ تحدث عن "تهديدات كبيرة" على حياته من قبل إيران، وذلك بعد أن أعلن فريق حملته الانتخابية أن أجهزة الاستخبارات الأميركية حذرته من تهديدات "حقيقية ومحددة" من قبل طهران.

والرجل المسلح الذي اتهم بالتخطيط لقتل ترمب في ملعب الغولف الخاص به في فلوريدا قبل أكثر من أسبوع، راين روث، وجهت إليه الثلاثاء تهمة محاولة اغتيال مرشح رئاسي بارز.

لا تزال الانتخابات الرئاسية الأميركية حامية جداً قبل أقل من ستة أسابيع على موعد التصويت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، مع اعتبار كثير من الأميركيين أن الاقتصاد هو المسألة الأكثر أهمية بعد سنوات من ارتفاع الأسعار في فترة التعافي بعد انتهاء جائحة "كوفيد".

يعمل كل من هاريس وترمب على توجيه رسالته الاقتصادية لعدد ضئيل من الناخبين المترددين، في نحو ست ولايات متأرجحة يتوقع أن تحسم نتيجة الانتخابات في هذا البلد الذي يبلغ تعداد سكانه 330 مليون شخص.

تقدم هاريس

منذ خلفت بايدن في السباق الرئاسي في يوليو (تموز)، تظهر استطلاعات الرأي أن هاريس تتقدم على ترمب حين سئل الناخبون بمن يثقون أكثر في شأن الاقتصاد، علماً أن الناخبين ما زالوا غير مطلعين على سياساتها.

وقالت حملة هاريس إن خطابها في بيتسبرغ سيركز على نشأتها في الطبقة المتوسطة لإظهار أنها تفهم الضغوط الاقتصادية، على عكس الملياردير ترمب.

وستقول، كما أوضحت حملتها، "بالنسبة إلى دونالد ترمب، فإن اقتصادنا يعمل بشكل أفضل إذا كان يعمل لمصلحة أولئك الذين يمتلكون ناطحات السحاب الكبيرة، وليس أولئك الذين يبنونها، وليس أولئك الذين يجهزونها بالأسلاك، وليس أولئك الذين يمسحون الأرضيات".

كما ستكشف عن مقترحات "لضمان قيادة أميركا للعالم في التصنيع في صناعات المستقبل".

تعهدات ترمب

يقدم ترمب تعهدات مماثلة لتعزيز التصنيع الأميركي، ولكن مع لمسته الحمائية الخاصة.

وقالت حملته في بيان عن زيارته لمينت هيل بولاية كارولاينا الشمالية إن إدارة بايدن- هاريس كانت "ضعيفة" وأن "التزام ترمب الثابت بوضع أميركا أولاً هو تحديداً ما تحتاج إليه البلاد لإنهاض اقتصادنا".

كرر ترمب وعوده السابقة بمعاقبة الشركات التي تبيع الأميركيين سلعاً مصنوعة في الخارج، وذلك في خطاب ألقاه في سافانا بولاية جورجيا الثلاثاء.

ورفض تحذيرات خبراء من أن خطته ستكلف الأسر الأميركية آلاف الدولارات سنوياً وأن التعريفات الجمركية الطويلة المدى ستتسبب بمزيد من التضخم.

انتقادات الجمهوريين

وتأتي مقابلة هاريس مع شبكة "أم أس أن بي سي" والتي ستبث عند الساعة 23:00 ت غ، ضمن جهودها لصد انتقادات الجمهوريين لجهة أنها تتجنب المقابلات الكبرى ولا تعقد مؤتمرات صحافية.

منذ انسحاب بايدن من السباق الرئاسي، أجرت هاريس مقابلة واحدة فقط مع محطة تلفزيون وطنية في أغسطس (آب)، حين جلست مع مرشحها لمنصب نائب الرئيس تيم وولز للرد معاً على أسئلة شبكة "سي أن أن".

ووصف مرشح ترمب لمنصب نائب الرئيس جاي دي فانس قرار هاريس إجراء المقابلة مع محطة ليبرالية بأنه "مثير للشفقة لشخص يريد أن يكون رئيساً".

أجرى ترمب العديد من المقابلات في الأسابيع الماضية، لكن العديد منها كان مع وسائل إعلام تعد قريبة من الجمهوريين، فيما كانت مؤتمراته الصحافية تنتهي عموماً بعدم تلقي أي أسئلة من الصحافيين.