Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إشراف شبيل قرينة قيس سعيد المستترة... هل ستظهر؟

مراقبون يستبعدون أن تشهد الولاية الثانية للرئيس التونسي حضوراً لها داخل دائرة الأضواء

متكتمة قليلة الظهور ولا تدلي بأية تصريحات إعلامية ولم تحمل يوماً لقب السيدة الأولى (رويترز)

ملخص

منذ وصوله إلى جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية عام 2019 حاول الرئيس قيس سعيد استباق أي جدل في شأن أي دور محتمل لزوجته من خلال التصريح بأنها "لن تحمل لقب السيدة الأولى، كل نساء تونس أول".

في الـ 15 من سبتمبر (أيلول) 2019 جذبت إشراف شبيل، وهي زوجة الرئيس القادم لتونس قيس سعيد، على مهل ومن دون ضجيج أنظار التونسيين من خلال مرافقتها له للإدلاء بصوته في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.

بعد وصوله إلى سدة الرئاسة إثر الجولة الثانية من الانتخابات في الـ 13 من أكتوبر (تشرين الثاني) من العام نفسه زادت تطلعات التونسيين صوب شبيل، مدفوعين بما ترسخ في ذاكرتهم حول الأدوار التي لعبتها سيدات تونس الأوليات على غرار وسيلة بورقيبة، وليلى الطرابلسي حرم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، حيث كان لهن بصمة كبيرة في إدارة البلاد.

ومع تقدمه إلى الانتخابات الرئاسية في مسعى للفوز بجولة ثانية ثارت تساؤلات حول مدى تأثير محيط الرئيس قيس سعيد في خياراته، لكن كثيرين يستبعدون أن يكون لشبيل، قليلة الظهور الإعلامي والتصريحات، أي دور في هذا الصدد.

لا دور مستقبلاً

منذ وصوله إلى جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية عام 2019 حاول الرئيس قيس سعيد استباق أي جدل في شأن أي دور محتمل لزوجته من خلال التصريح بأنها "لن تحمل لقب السيدة الأولى، كل نساء تونس أُول".

وإشراف شبيل هي قاضية وُلدت في ولاية (محافظة) صفاقس، لكن أصولها ترجع إلى مدينة طبلبة من ولاية المنستير، وكان والدها قاضياً بمحكمة الاستئناف، واضطرته وظيفته إلى التنقل كثيراً في كافة أنحاء البلاد، بالتالي كانت الأسرة تنتقل معه.

 

 

وحذت شبيل حذو والدها، فدرست القانون في جامعة "سوسة"، ثم استكملت دراساتها العليا في المعهد الأعلى للقضاء لتتخصص في العلوم الجنائية.

وشكل القانون عاملاً جمعها بزوجها قيس سعيد، إذ التقيا أثناء عمله كمدرس بكلية الحقوق والعلوم الاقتصادية والسياسية في جامعة "سوسة".

وعلى رغم ما يثار من جدل حول الرئيس قيس سعيد، الذي أطاح المنظومة السياسية الحاكمة طوال السنوات الـ 10 التي تلت انتفاضة عام 2011، إلا أن مراقبين يستبعدون أن يكون هناك دور لإشراف شبيل في المرحلة المقبلة، بخلاف ما كان سائداً مع زوجات الرؤساء السابقين.

يقول الباحث السياسي التونسي نبيل الرابحي إن "قيس سعيد يرفض حكم العائلات، وكان ذلك واضحاً منذ عام 2019، إذ لم يكلف أحداً من عائلته بمنصب حكومي، وما شقيقه نوفل سعيد إلا ممثل قانوني فقط لحملته الانتخابية الآن، والرئيس كلف الجميع بإدارة حملته لكن هيئة الانتخابات تفرض أن يكون هناك شخص يتولى الإدارة القانونية والمالية للحملة الانتخابية لكل مترشح".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويتابع الرابحي لـ "اندبندنت عربية"، "أما السيدة إشراف شبيل فالرئيس قيس لا يقربها إلى الدائرة السياسية، ولا يمكن أن نتحدث عن مؤهلات لوسيلة بورقيبة أو ليلى الطرابلسي، فهي تفوقهم على المستوى الأكاديمي، لكن قيس سعيد يرفض تماماً أن تشارك في إدارة دواليب الدولة ولا دور لها".

وأوضح أنه "في فترة ما زار رفيق الرئيس قيس سعيد رضا شهاب المكي القصر الرئاسي، وعندما حاولت إشراف شبيل حضور اللقاء رفض الرئيس سعيد وقال لها إنك ليست سيدة تونس الأولى، وهو يرفض مثل هذا الإتيكيت".

وأردف أن "الرئيس قيس سعيد يرفض تماماً أن تكون هناك أدوار للعائلة في إدارة دواليب الدولة، كما يرفض قطعاً أن تكون هناك هيكلة أفقية في إدارة الحملة الانتخابية الخاصة به".

كل شيء ممكن

من خلال ابتعادها من القيام بأدوار مُعلنة في إدارة شؤون الحكم في تونس تكون إشراف شبيل قد خالفت أعراف سابقاتها من زوجات رؤساء البلاد، إذ كان لوسيلة بورقيبة حضور طاغٍ وصل حد تعيين أقاربها في مناصب مرموقة، فيما كانت ليلى الطرابلسي تُتهم وعائلتها بالفساد، وصدرت في حقها مذكرة اعتقال دولية وهي في منفاها الاختياري الآن بالسعودية.

وشكل الـ 13 من أغسطس (آب) 2022 تاريخ أول ظهور علني لإشراف شبيل، عندما ألقت كلمة لمناسبة عيد المرأة أثنت خلالها على تعيين نجلاء بودن آنذاك رئيسة للحكومة.

وقالت إشراف شبيل إن "تونس هي أول دولة عربية يتم فيها تعيين امرأة في منصب رئيسة حكومة، وبقدر ما نفخر بالإنجازات التي ضمنها الدستور الجديد في إطار رؤية متكاملة لتكريس حقوق النساء في أنبل معانيها، فإننا مدعوون إلى الحفاظ عليها وتطويرها".

 

 

وكان للعنصر النسائي دور مؤثر في محيط الرئيس قيس سعيد على غرار مديرة ديوانه السابقة نادية عكاشة ورئيسة الحكومة السابقة بودن وغيرهما.

وقال المحلل السياسي محمد صالح العبيدي إن "كل شيء ممكن مع الرئيس قيس سعيد الذي عودنا عنصر المفاجأة في كل مرة، لكن لا أعتقد أنه سيكون لإشراف شبيل دور بارز، وهو ما وعد به الرئيس سعيد قبل وصوله للحكم".

وتابع العبيدي أن "شبيل كان لها خروج واحد تقريباً منذ عام 2019، وذلك في الـ 13 من أغسطس 2022، لذا لا يمكن التكهن بدور محتمل مستقبلاً لها".

الباحث السياسي حاتم النفطي يساير هو الآخر العبيدي والرابحي، ويقول "نستمع إلى أشياء كثيرة حول عائلة سعيد، شقيقه نوفل يلعب بالفعل دوراً، وهو الذي يعبر حتى عن أفكاره، أما السيدة إشراف فلا".

ويُعد الرئيس سعيد من أبرز المرشحين في السباق الرئاسي للفوز بولاية ثانية مدتها خمس سنوات، لكن من الصعب التكهن بما إذا كانت زوجته سيكون لها دور في إدارة الدولة، خصوصاً أنها ظلت متكتمة طوال العهدة الرئاسية الحالية، والتي توشك على الانتهاء.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير