زيلينسكي يزور البيت الأبيض على وقع "سجال ترمب"

سيعرض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خطته "للنصر" على الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس اليوم الخميس، لكن سجاله مع دونالد ترمب يسلط الضوء على التأثير المرتقب لنتيجة الانتخابات الأميركية المقبلة على دعم كييف.

ومن المقرر أن تتضمن زيارة زيلينسكي إلى البيت الأبيض إعلاناً عن زيادة الدعم الأميركي على رغم أنه لم يتضح بعد إن كان سيحصل على الضوء الأخضر الذي يطالب به، ليكون بإمكان أوكرانيا استخدام الصواريخ الأميركية البعيدة المدى باتجاه عمق الأراضي الروسية.

محادثات غير مؤكدة

وكان من المقرر أيضاً أن يلتقي زيلينسكي مع المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترمب الذي يواجه نائبة الرئيس الديمقراطية هاريس في انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، التي يتوقع أن تكون نتائجها متقاربة جداً. لكن يبدو أن هذه المحادثات لن تتم.

واتهم ترمب الرئيس الأوكراني عشية الزيارة برفض إبرام اتفاق مع موسكو، وتساءل مجدداً عن سبب منح الولايات المتحدة كييف مليارات الدولارات.

وسيستضيف بايدن زيلينسكي في المكتب البيضاوي عند الساعة 13:45 بالتوقيت المحلي (17:45 ت. غ) بحسب ما أفاد "البيت الأبيض". وسيدلي الرئيس الأوكراني وهاريس بتصريحات عند الساعة 15:45 قبل اجتماعهما في مكتب نائبة الرئيس. ومن المقرر أن يزور زيلينسكي "الكونغرس" الأميركي.

وخلال اجتماع في مقر الأمم المتحدة بنيويورك أمس الأربعاء أبلغ بايدن "الرئيس زيلينسكي بأنه وجه بزيادة المساعدات الأمنية الأميركية إلى أوكرانيا"، وهو ما جرى إعلانه اليوم.

وألقى زيلينسكي خطاباً تحدى فيه روسيا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس، سعياً إلى حشد الدعم الدولي في ظل وضع ميداني يزداد صعوبة.

العقيدة النووية الجديدة

ويتحدث الرئيس الأوكراني منذ أسابيع عما أطلق عليها "خطة للنصر"، لكنه لم يقدم تفاصيل عن مقترحاته لإنهاء الحرب التي دخلت عامها الثالث.

وقدمت الولايات المتحدة مساعدات اقتصادية وعسكرية بقيمة نحو 175 مليار دولار لأوكرانيا خلال الحرب، على رغم المعارضة المتكررة من قبل الجمهوريين.

لكن إدارة بايدن أعلنت عن مبلغ إضافي قدره 375 مليون دولار أمس، بما في ذلك ذخيرة لقاذفات الصواريخ الدقيقة من طراز "هيمارس" وذخائر عنقودية ومركبات تكتيكية خفيفة.

لكن زيلينسكي يضغط على الولايات المتحدة لإعطاء أوكرانيا الضوء الأخضر لإطلاق صواريخ بعيدة المدى باتجاه الأراضي الروسية، وهو إذن رفض بايدن إعطاءه حتى اللحظة.

وحذرت روسيا بشدة من خطوة كهذه، وكشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس عن قواعد جديدة تشي بأن موسكو قد تفكر في استخدام الأسلحة النووية رداً على هجوم جوي كبير.

وأشار "الكرملين" اليوم إلى أن العقيدة النووية الجديدة التي طرحها بوتين وتسمح لموسكو باستخدام أسلحة نووية ضد بلدان غير نووية يجب أن تكون بمثابة تحذير للغرب.

واعتمدت كييف على الولايات المتحدة كأهم داعم عسكري لها، لكن الانتخابات الأميركية المرتقبة خلال الخامس من نوفمبر تعني أن هذا الدعم قد يكون على المحك.

وردد ترمب عديداً من النقاط التي آثارها بوتين والتي تفيد بأن السياسة الأميركية السابقة هي المسؤولة عن الهجوم الروسي، بينما ينتقد زيلينسكي منذ أعوام.

أفضل بائعي العالم

وخلال تجمع انتخابي أمس وصف المرشح الجمهوري الرئيس الأوكراني بأنه "البائع الأفضل في العالم". وقال "نواصل تقديم مليارات الدولارات لرجل يرفض التوصل إلى اتفاق، زيلينسكي".

وأثار زيلينسكي امتعاض الجمهوريين بعدما قال لمجلة "ذي نيويوركر" هذا الأسبوع إن ترمب والمرشح لمنصب نائب الرئيس جي دي فانس لا يفهمان تعقيدات الحرب الجارية في بلاده.

ولفت ترمب إلى أن بإمكانه وضع اتفاق للسلام في غضون 24 ساعة حال انتخابه، لكن كييف تخشى من أن ينص اتفاق من هذا النوع على تخليها عن أراض احتلتها روسيا.

ودعا رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون الذي رفض عقد لقاء مع زيلينسكي في "الكونغرس"، سفير أوكرانيا لدى الولايات المتحدة إلى الاستقالة بعدما زار زيلينسكي مصنعاً للأسلحة في ولاية بنسلفانيا برفقة حاكمها الديمقراطي، متهماً السفير باستبعاد جمهوريين بصورة متعمدة.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم عن "زيادة" في المساعدات لأوكرانيا، بما في ذلك نحو 8 مليارات دولار من المساعدات العسكرية والذخائر الجديدة البعيدة المدى، قبل اجتماع مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقال بايدن في بيان "اليوم، أعلن عن زيادة في المساعدات الأمنية لأوكرانيا وسلسلة من الإجراءات الإضافية لمساعدتها على الانتصار في هذه الحرب"، من غير أن يعلن منح الضوء الأخضر المأمول من كييف لاستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع ضد روسيا.

ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالمساعدات العسكرية التي أعلنت عنها الولايات المتحدة اليوم، مؤكداً أنها ستساعد بلاده في تحقيق "النصر" على روسيا إزاء الحرب المتواصلة منذ أكثر من عامين.

وقال زيلينسكي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي "سنستخدم هذه المساعدة بأكثر الطرق فعالية وشفافية ممكنة لتحقيق هدفنا المشترك الرئيس، أوكرانيا منتصرة وسلام عادل ودائم وأمن عبر الأطلسي".