ملخص
لعب ميشيل بلاتيني دوراً محورياً في إجهاض حلم سيب بلاتر الخاص بكأس العالم 2022 لدرجة أشعلت خلافات بينهما وصلت إلى رضا السويسري عن استبعادهما من الإدارة الرياضية لعدم تمكن الفرنسي من تحقيق هدفه في خلافته كرئيس لـ"فيفا".
خطط سيب بلاتر لتكون بطولتا كأس العالم 2018 و2022 في خضم برنامج مشترك بين روسيا وأميركا في فكرة كان يأمل أن تمنحه جائزة نوبل للسلام، إذ كان رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" السابق، وهو طفل من مواليد فترة الحرب الباردة، يريد أن يكون أول من يجمع القوتين العظمتين معاً في مشروع مشترك، ولم تكن الفكرة أن يسير الأمر وفق حدث رمزي بل كانت تهدف إلى أن تعمل اللجان المنظمة المحلية معاً كوحدة واحدة.
تأتي التفاصيل الكاملة في كتاب جديد للكاتب ميغيل ديلاني، وتتخذ صدى جديداً في ضوء التطورات السياسية الأخيرة إضافة إلى الحرب الروسية على أوكرانيا، ولقد أحبط قرار اللجنة التنفيذية لـ"فيفا" بمنح تنظيم كأس العالم 2022 لقطر في عملية مشتركة مثيرة للجدل للغاية في ديسمبر (كانون الأول) 2010 خطة بلاتر، وألقى المسؤول السويسري بغضب باللوم في الكثير من هذا على تلميذه السابق، ورئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" آنذاك ميشيل بلاتيني، الذي حول صوته لمصلحة الدولة الخليجية.
لقد أحدثت هذه الخطوة شرخاً بين الرجلين المسيطرين على قمة هرم اللعبة، لتتفكك قيادة الرياضة بأكملها وسط تحقيقات الدولة الأميركية التي أدت في النهاية إلى إصلاح كل من "فيفا" و"يويفا" عام 2015 ورحيل كل منهما عن مناصبهما الرئاسية.
كان العداء شديداً لدرجة أن بلاتر قيل إنه كان أكثر تقبلاً لمصيره، لأنه كان راضياً عن فترته في القمة، وكان راضياً بصورة أكبر لعدم تمكن بلاتيني من تحقيق هدفه في خلافته كرئيس لـ"فيفا".
كان وجه بلاتر شاحباً بصورة فاضحة عند قراءة اسم قطر في ذلك اليوم عام 2010، على رغم أن الناس داخل الهيئة العالمية كانوا يخشون بالفعل أن تسير عملية التصويت في هذا الاتجاه.
وأصدرت وزارة العدل الأميركية في النهاية لائحة اتهام تفيد بوجود "مدفوعات في مقابل" الأصوات، على رغم أن الكتاب يوضح بالتفصيل كيف تم الفوز بكأس العالم على مستوى الدولة، من خلال اتفاقات تجارية وسياسات عليا.
وكانت هناك أيضاً مفارقة تاريخية في القصة التي تُظهر كيف عمل نظام بلاتر بأكمله ضده في النهاية إذ كانت لدى رئيس "فيفا" السابق رؤى عظيمة للعرض الذي أظهر كيف يمكن لكرة القدم أن تشفي الكوكب، مع عمل كل من أميركا وروسيا معاً بعد 20 عاماً فقط من نهاية الحرب الباردة، ومن المعروف أن طموح بلاتر كان الفوز بجائزة نوبل للسلام وكان هذا طريقاً محتملاً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كانت الخطط تتكشف بحلول وقت الغداء السيئ السمعة في قصر الإليزيه في باريس، حيث طلب الرئيس الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي من بلاتيني أن يأتي للقاء مجموعة تتألف من ولي العهد القطري آنذاك والأمير الحالي الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء المؤثر آنذاك الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، وسيباستيان بازان من صندوق "كولوني كابيتال" الأميركي الذي يمتلك 98 في المئة من باريس سان جيرمان، والذي دعمه ساركوزي.
وفقاً للنسخة الأكثر شيوعاً للأحداث، أخبر ساركوزي بلاتيني "أنه سيكون أمراً جيداً" إذا غير تصويته لكأس العالم 2022 لمصلحة قطر، لكن بلاتيني نفى دائماً أي تأثير خارجي في اختياره النهائي، وأصر على أنه اتخذ القرار بنفسه، ثم اتصل هاتفياً ببلاتر ليقول إنهم "لديهم مشكلة" وأنه لا يستطيع "دعمه"، وكان المسؤول السويسري غاضباً.
بعد 10 أيام من ذلك الاجتماع، فازت قطر بالتصويت لاستضافة كأس العالم 2022، وبعد سبعة أشهر اشترت شركة قطر للاستثمارات الرياضية حصة الغالبية في باريس سان جيرمان، وبعد عام من ذلك أطلقت شبكة الجزيرة الإعلامية القطرية قناة بي إن سبورتس في فرنسا، وينفي الجميع في الاجتماع أية صلة بين هذه الأحداث، التي أطلق عليها تحقيق فرانس فوتبول بصورة طبيعية اسم "قطر غيت".
وبحلول عام 2022، في قمة عقدت في كازاخستان قبل شهر واحد فقط من كأس العالم، كانت قطر تشكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علناً على المساعدة اللوجستية التي قدمتها روسيا في التحضير للبطولة، وكان هذا بالطبع لأن المنتخب الروسي تم استبعاده من البطولة نفسها بسبب الحرب في أوكرانيا.
لقد تحول حلم بلاتر إلى كابوس.
© The Independent