Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الاتحاد الأوروبي يتجهز لترمب بإطلاق مشروع إصلاحي

وضعه رئيس الوزراء الإيطالي السابق ونجاحه ليس مضموناً جراء التباين في مصالح الدول الأعضاء والخلافات الأيديولوجية

المستشار الألماني أولاف شولتز ونظيره النمساوب كارل نيهامر خلال اجتماع لرؤساء حكومات الاتحاد الأوروبي في بودابست (أ ف ب)

ملخص

يعرض تقرير دراغي صورة قاتمة عن أوروبا التي تتأخر اقتصادياً عن الولايات المتحدة وتزيد بشكل خطر من اعتمادها على الصين للحصول على بعض المواد الخام والتقنيات الاستراتيجية. ويشير إلى أن نصيب الفرد من الدخل "ارتفع في الولايات المتحدة بنحو مرتين مقارنة بنصيب الفرد من الدخل في أوروبا منذ عام 2000".

قال رئيس الوزراء الإيطالي السابق ماريو دراغي لدى وصوله اليوم الجمعة للمشاركة في قمة بودابست، إن ضرورة اعتماد إصلاحات اقتصادية في الاتحاد الأوروبي صارت "أكثر إلحاحاً" مع انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة.

دراغي نشر تقريراً في بداية سبتمبر (أيلول) لإنعاش النمو المتعثر في أوروبا مقارنة بالولايات المتحدة. وقال في العاصمة المجرية إن "التوصيات الواردة في هذا التقرير كانت ملحة بالفعل، بالنظر إلى الوضع الاقتصادي الذي نحن فيه اليوم، وصارت أكثر إلحاحاً بعد الانتخابات الأميركية".

وأضاف "ما من شك في أن رئاسة ترمب ستحدث فرقاً كبيراً في العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا".

وعد الملياردير الأميركي بخفض الفائض التجاري مع الاتحاد الأوروبي عن طريق فرض ضرائب على واردات المنتجات الأوروبية.

في سبتمبر، حذر دراغي من أن الاتحاد الأوروبي سيشهد "معاناة بطيئة" في حال عدم إجراء تغييرات جذرية. وقال في تقرير من 400 صفحة إنه يتعين على أوروبا العودة إلى تحقيق النمو من خلال ضخ استثمارات ضخمة في الابتكار الرقمي والتحول الأخضر والصناعات الدفاعية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتضع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، التي أعيد تعيينها هذا الصيف والتي وعدت بالاهتداء باستنتاجات ماريو دراغي، تعزيز القدرة التنافسية في قلب سياساتها.

ومع ذلك، فإن نجاح المشروع ليس مضموناً على الإطلاق جراء التباين في مصالح الدول الأعضاء والخلافات الأيديولوجية بينها. وتثير استخلاصات التقرير بعض التحفظات في ألمانيا.

ورحب المستشار أولاف شولتز الجمعة "بعديد من التحسينات والابتكارات التي تحتاج إليها" أوروبا في التقرير، من دون التطرق إلى الطابع الملح الذي عبر عنه عدد كبير من القادة في بودابست.

وقال المستشار الألماني "إن مناقشة تقرير دراغي ستستغرق كثيراً من الوقت وهذا جيد".

يعرض تقرير دراغي صورة قاتمة عن أوروبا التي تتأخر اقتصادياً عن الولايات المتحدة وتزيد بشكل خطر من اعتمادها على الصين للحصول على بعض المواد الخام والتقنيات الاستراتيجية. ويشير إلى أن نصيب الفرد من الدخل "ارتفع في الولايات المتحدة بنحو مرتين مقارنة بنصيب الفرد من الدخل في أوروبا منذ عام 2000".

وقدر الرئيس السابق للبنك المركزي الأوروبي الاستثمارات الضرورية في أوروبا بما يتراوح بين 750 و800 مليار يورو سنوياً، أي أكثر من خطة مارشال الأميركية التي دعمت إعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.

ويمثل ذلك تحدياً كبيراً لدول الاتحاد الأوروبي التي تسعى إلى خفض ديونها وعجز موازناتها.

وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال إن رؤساء الدول والحكومات الأوروبية سيصدرون الجمعة إعلاناً مشتركاً. وقال إن تقرير دراغي يمثل "أساساً ممتازاً للعمل، وثيقة ممتازة".

ويقر قادة الاتحاد الأوروبي بأن هناك "حاجة ملحة إلى اتخاذ إجراء حاسم" في مسودة إعلان مشترك يتناول مجالات العمل الرئيسة التي طرحها ماريو دراغي ومن بينها تعزيز السوق الموحدة واتحاد أسواق رأس المال وتنفيذ سياسة تجارية تدافع عن المصالح الأوروبية، وتسهيل تطبيق القوانين.

من الجانب المالي، يدرك القادة الأوروبيون أنه سيكون من الضروري حشد "تمويل عام وخاص على حد سواء"، ويؤكدون أنهم يريدون "استكشاف كل الأدوات والوسائل"، وهي عبارة مثيرة للجدل أثارت وحدها محادثات طويلة.

وتستبعد ألمانيا وبلدان أخرى "مقتصدة" في شمال أوروبا أي إجراء ينص على توفير ديون مشتركة جديدة، على رغم نجاح خطة التعافي التي أقرت لمرحلة ما بعد كوفيد وبلغت 800 مليار يورو وبدأ تطبيقها في عام 2020. وتعتبر هذه البلدان أن مثل هذا الخيار يظل خطاً أحمر.

لكن من الممكن أن تأخذ في الاعتبار عمليات تمويل عامة عبر موازنة الاتحاد الأوروبي أو زيادة اللجوء إلى بنك الاستثمار الأوروبي.

وسيجري التركيز بشكل أكبر على التمويل الخاص من خلال توجيه مدخرات الأوروبيين لتلبية حاجات الشركات وكسر الحواجز الوطنية التي تمنع إنشاء سوق مالية داخلية فعلية.

وبعيداً من إعلان بودابست، فإن البلدان الأعضاء تخاطر بأن تغرق في مناقشات لا نهاية لها. وإضافة إلى مشكلة التمويل، تتباين مصالحها في شأن اتحاد أسواق رأس المال، وهي مسألة عالقة بلا حل على رغم تكرار طرحها خلال القمم الأوروبية. وبالمثل يتعثر إنشاء اتحاد لصناعات الاتصالات أو الطاقة أو الدفاع منذ سنوات.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار