ملخص
أكد مسؤولان في "حماس" و"فتح" أن الحركتين اتفقتا على تشكيل لجنة تحمل اسم "لجنة الإسناد المجتمعي"، لإدارة قطاع غزة في اليوم التالي للحرب.
حثت شبكة مستشفيات القدس الشرقية المحتلة وأطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل اليوم الثلاثاء على فتح ممر إنساني على الفور للإجلاء الطبي الطارئ من قطاع غزة إلى مستشفيات القدس الشرقية.
وعقد عدد من الأطباء والمتخصصين إحاطة إعلامية في مستشفى أوغستا فيكتوريا في القدس الشرقية بمبادرة من شبكة المستشفيات، وطالبوا بـ"فتح الممر الإنساني على الفور للإجلاء الطبي الطارئ من غزة إلى مستشفيات القدس الشرقية حيث لدينا القدرة والخبرة الطبية".
وقدروا "أن هناك 25 ألف مريض يحتاجون إلى رعاية طبية لإنقاذ حياتهم" في قطاع غزة حيث "الوضع المريع".
وتتواصل الحرب في قطاع غزة منذ أكثر من 13 شهراً بين إسرائيل وحركة "حماس"، وتحاصر إسرائيل القطاع بصورة محكمة، وتسيطر على كل المعابر المؤدية إليه.
وتم منذ بدء الحرب عدد محدود من عمليات إجلاء المصابين والمرضى نظمتها منظمات غير حكومية دولية أو دول أجنبية بينها الإمارات، بالتنسيق مع السلطات الإسرائيلية.
وخرجت معظم مستشفيات قطاع غزة عن الخدمة نتيجة القصف أو النقص في المعدات الطبية والأدوية والطواقم الطبية، أو نفاذ الوقود لتشغيلها، بحسب منظمات دولية.
غضب أميركي
قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل إن الولايات المتحدة حثت إسرائيل اليوم على التحقيق في مزاعم مقتل عمال إغاثة في غزة في ضربات جوية وعبرت عن غضبها من مقتل أحد موظفي منظمة "أنقذوا الأطفال" في الأيام الأخيرة.
وقال باتيل، رداً على سؤال عن مقتل أحمد فيصل القاضي (39 سنة) في ضربة جوية السبت الماضي في خان يونس، إن واشنطن تسعى إلى الحصول على مزيد من المعلومات حول الوفاة، وأضاف، "نحن غاضبون، ونريد مزيداً من المعلومات حول هذه الحادثة".
وتابع، "يتعين على الجيش الإسرائيلي تقديم معلومات إضافية عن هذه الحادثة... نحث إسرائيل على إجراء تحقيق دقيق وشفاف في مثل هذه الأفعال واتخاذ الإجراءات المناسبة في نظامهم".
قال مسعفون إن 23 فلسطينياً قتلوا في أنحاء القطاع، معظمهم في بلدة بيت لاهيا بالطرف الشمالي للقطاع خلال ضربات للجيش الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، في وقت أصدر الجيش أوامر إخلاء جديدة جنوب القطاع الصغير.
وأضاف المسعفون أن ثمانية من هؤلاء لاقوا حتفهم في سلسلة غارات جوية إسرائيلية على بيت لاهيا، وأن أربعة آخرين قتلوا في أماكن أخرى من مدينة غزة، موضحين أن ضربة جوية إسرائيلية لاحقة تسببت في مقتل شخصين وإصابة آخرين في مخيم جباليا.
وذكر المسعفون أن ضربة جوية أخرى على مدرسة الفلاح التي تؤوي عائلات نازحة في حي الزيتون بمدينة غزة قتلت ستة أشخاص وأدت إلى إصابة آخرين، مضيفين أن ثلاث نساء قتلن في رفح، أقصى الجنوب، بنيران طائرة إسرائيلية مسيرة.
ويعمل الجيش الإسرائيلي في جباليا وكذلك في بيت لاهيا وبيت حانون منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وقال الجيش إن قواته قتلت مئات المسلحين داخل البلدات الثلاث منذ بدء العملية.
وتقول إسرائيل إنها تستهدف مسلحين تقودهم "حماس" يعيدون تنظيم صفوفهم ويستخدمون المباني المدنية مثل المدارس والمستشفيات كغطاء لعملياتهم، بينما تنفي الحركة ذلك وتتهم القوات الإسرائيلية بالقصف العشوائي، فيما قالت "حماس" و"الجهاد الإسلامي" إن مقاتليهما أردوا عدداً من الجنود الإسرائيليين في كمائن منذ أكتوبر الماضي.
إشادة إسرائيلية بترمب
واليوم أشاد زعماء إسرائيليون بتوعد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بأنه ستكون هناك "مشكلة خطرة" في الشرق الأوسط ما لم يطلق الرهائن المحتجزين داخل قطاع غزة قبل تنصيبه في الـ 20 من يناير (كانون الثاني) المقبل، بينما كان رد الفعل في غزة مختلفاً.
وفي منشور على موقع "تروث سوشيال" لم يذكر فيه أية جماعة بعينها، قال ترمب إنه يجب إطلاق الرهائن بحلول موعد تأديته اليمين، وإذا لم يلبَ مطلبه فـ "سيتلقى المسؤولون ضربات أشد من أي ضربات تلقاها شخص في تاريخ الولايات المتحدة الطويل والحافل".
واحتجزت حركة "حماس" أكثر من 250 رهينة خلال هجومها على إسرائيل عام 2023، وقد أطلق بعضهم أو حرروا ولكن لا يزال نصفهم تقريباً في غزة، حيث يعتقد أن ثلثهم لقوا حتفهم.
ووجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكثير من وزراء حكومته الشكر لترمب على كلماته القوية، وقال نتنياهو في بداية اجتماع الحكومة إن "الرئيس ترمب ركز كلماته على مربط الفرس، أي 'حماس'، وليس على الحكومة الإسرائيلية كما هو معتاد في أماكن أخرى".
وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إن تصريح ترمب أوضح للجميع من هو على حق ومن على باطل، مضيفاً أن "ذلك هو الطريق لاستعادة الرهائن عبر زيادة الضغط والخسائر على 'حماس' وأنصارها وهزيمتهم بدلاً من الاستسلام لمطالبهم السخيفة".
وفيما عبرت أسر الرهائن عن امتنانها قال منتدى عائلات الرهائن إن "الأمر أصبح واضحاً للجميع حالياً، ولقد حان الوقت ولا بد من إعادتهم لمنازلهم الآن".
توقف المفاوضات
أجرت إسرائيل و"حماس" مفاوضات متقطعة منذ أكتوبر 2023، ولكن بعد إطلاق عدد من الرهائن في نوفمبر من العام نفسه لم يتحقق تقدم يذكر، وتبادل الجانبان الاتهام بالمسؤولية عن فشل المفاوضات.
ورداً على منشور ترمب قال عضو المكتب السياسي في "حماس" باسم نعيم إن "نتنياهو هدم كل الجهود التي استهدفت التوصل إلى صفقة تتضمن تبادل الرهائن بسجناء فلسطينيين محتجزين"، مضيفاً "لذا نفهم أن رسالة ترمب موجهة أولاً إلى نتنياهو وحكومته لإنهاء هذه اللعبة الشريرة".
وقال المحلل السياسي في غزة رامز مغني إن تهديد ترمب موجه إلى "حماس" وداعمتها إيران، محذراً من أنه سيشجع إسرائيل على عدم طرد الفلسطينيين من مساحات شاسعة من غزة، لكن أيضاً ضم الضفة الغربية المحتلة.
وتابع، "هذه التصريحات لها انعكاسات خطرة على الحرب الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية، بمعنى أن إسرائيل ستأخذ هذه التصريحات كضوء أخضر تمهيدي من الإدارة الجديدة لفعل كل ما تراه مناسباً لتحقيق أهداف نتنياهو الحقيقية من الحرب، وهي استكمال مخطط تهجير سكان القطاع وضم الضفة الغربية أو أجزاء كبيرة منها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويقول مسؤولون فلسطينيون ومن الأمم المتحدة، إنه لا توجد مناطق آمنة في القطاع. ونزح معظم سكانه وعددهم 2.3 مليون نسمة إلى مناطق أخرى داخل غزة، وبعضهم نزحوا نحو 10 مرات منذ اندلاع الحرب العام الماضي.
وتنفذ إسرائيل حملة عسكرية على القطاع الفلسطيني المكتظ بالسكان بعد الهجوم الذي قاده مسلحون من حركة "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، بحسب إحصاءات إسرائيلية.
ويقول مسؤولو الصحة في غزة، إن الهجوم الإسرائيلي منذ ذلك الحين أسفر عن مقتل أكثر من 44400 فلسطيني وإصابة عشرات الآلاف كما تسبب في تحويل مساحات واسعة من القطاع الساحلي إلى أنقاض.
لجنة لإدارة القطاع
من جهة أخرى، أكد مسؤولان في "حماس" و"فتح" أن الحركتين اتفقتا على تشكيل لجنة تحمل اسم "لجنة الإسناد المجتمعي"، لإدارة قطاع غزة في اليوم التالي للحرب.
وقال مسؤول في "حماس" لوكالة الصحافة الفرنسية "بعد حوار بناء عقد في القاهرة خلال اليومين الماضيين برعاية الأشقاء في مصر، وافقت ’حماس‘ و’فتح‘ على مسودة اتفاق لتشكيل لجنة الإسناد المجتمعي" لتولي إدارة قطاع غزة بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية.
وأكد مسؤول في "فتح" للوكالة، أن الرئيس محمود عباس "سيصدر مرسوماً رئاسياً بتعيين هذه اللجنة بعد اعتماده مسودة الاتفاق".
وكان قياديان في حركة "حماس" أفادا أمس الإثنين، بأن وفداً قيادياً من الحركة التقى مسؤولين في الاستخبارات العامة المصرية مساء الأحد في القاهرة، وناقش معه سبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
كما التقى الوفد الذي يترأسه القيادي في الحركة الفلسطينية خليل الحية، وفداً من حركة "فتح" كان في زيارة القاهرة وبحث معه في "إدارة قطاع غزة" بعد انتهاء الحرب المتواصلة منذ أكثر من 13 شهراً بين إسرائيل و"حماس".
وقال قيادي في "حماس" إن الوفد القيادي الذي وصل إلى القاهرة السبت الماضي اجتمع مع رئيس الاستخبارات العامة بمصر اللواء حسن رشاد ومسؤولين في مقر الاستخبارات الأحد، و"تمت مناقشة السبل لوقف الحرب والعدوان، وإدخال المساعدات إلى غزة وفتح معبر رفح" الحدودي بين القطاع المحاصر ومصر.
وأكد أن "حماس"، "لم تتلق أي عروض أو اقتراحات جديدة في شأن وقف إطلاق النار أو صفقة تبادل للأسرى على رغم أن جهود الوسطاء متواصلة".
وتقود مصر مع قطر والولايات المتحدة وساطة بين إسرائيل و"حماس" من أجل التوصل إلى هدنة في قطاع غزة، لكن كل المحاولات باءت بالفشل حتى الآن، وأعلنت الدوحة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي تعليق وساطتها إلى حين "توافر الجدية اللازمة" من الطرفين في المفاوضات.