أزمة رحيل المدربين… آفة متكررة في الدوري المصري

واصلت أزمة رحيل المدربين في منتصف الموسم أو قبل المباريات المهمة سيطرتها على أحداث الكرة المصرية، بخاصة مع الأندية الكبرى سواء الزمالك أو الأهلي في الموسم الحالي بعد رحيل جوزيه غوميز عن تدريب الزمالك.

وأعلن المدرب البرتغالي في رسالة عاطفية إلى وسائل الإعلام في مصر رحيله عن منصبه، معللاً الأسباب التي دفعته إلى اتخاذ هذا القرار، وقال "خلال الفترة الماضية كنت أرفض كثيراً من العروض الجيدة لأنني أحب الزمالك، لكنني قررت إنهاء عقدي لأنني أشعر بأن الظروف الملائمة لجلب الألقاب والبطولات غير متوافرة".

وحقق غوميز (54 سنة) مع الزمالك 47 مباراة في جميع المسابقات، حقق الفوز في 27 لقاء وتعادل في تسعة وتلقى 11 هزيمة، محققاً بطولتي الكونفيدرالية الإفريقية وكأس السوبر الأفريقي.

ورحل غوميز عن الزمالك قبل مرحلة مهمة من المباريات بالنسبة إلى الفريق حامل لقب الكونفيدرالية، إذ سيواجه مواطنه المصري البورسعيدي في البطولة القارية ضمن الجولة الثالثة من منافسات دور المجموعات الأحد المقبل، مما يضع ضغطاً على الفريق قبل مرحلة مهمة وحاسمة، إذ يُعدّ المصري منافسه المباشر على صدارة المجموعة التي تضم بلاك بولز الموزمبيقي وإنيمبا النيجيري.

ولن تكون المباريات المهمة على مستوى البطولة الأفريقية فحسب، بل على مستوى المباريات المحلية في الدوري المصري الممتاز، إذ سيواجه الفريق الذي يمتلك كثيراً من الجودة أخيراً سيراميكا كليوباترا.

ويتصدر الزمالك ترتيب مجموعته في بطولة الكونفيدرالية برصيد أربع نقاط من مباراتين، وفي الدوري يحتل الوصافة برصيد تسع نقاط خلف المصري صاحب الـ10 نقاط بعد مرور أربع جولات من الموسم الحالي.

وتشير بعض التقارير الصحافية إلى أن الجهاز الفني بكامله سينتقل مع غوميز إلى فريقه الجديد، وأكدت التقارير أن الفريق الأقرب لتولي المدرب البرتغالي تدريبه هو الفتح السعودي الذي ربطتهما أنباء مفاوضات خلال الأسابيع الأخيرة.

وكشفت التقارير عن أن الفارق في الراتب الشهري هو ما حسم مصير المدرب البرتغالي مع فريق الزمالك، ومن المحتمل استمرار المدرب المساعد أحمد مجدي لقيادة الفريق أمام المصري في مباراة الأحد المقبل قبل أن يرحل للحاق بغوميز في مهمتهما الجديدة.

ومثل هذه الحالات تعرض لها الزمالك خلال الأعوام الأخيرة، أبرزها كانت برحيل المدير الفني الفرنسي باتريس كارتيرون قبل نهائي دوري أبطال أفريقيا عام 2020 أمام نظيره الأهلي في لقاء أطلق عليه "نهائي القرن".

وتشابهت ظروف رحيل المدرب كارتيرون بما فعله غوميز، إذ قام بدفع المقابل المادي المخصص للشرط الجزائي، ورحل من دون إبداء أسباب لتولي تدريب فريق التعاون السعودي آنذاك، بعد أن حقق كارتيرون كثيراً من النجاحات مع الأبيض أبرزها كأس السوبر الأفريقي بالفوز على الترجي التونسي بنتيجة (3-1) في البطولة التي أقيمت في قطر.

وتولى البرتغالي جايمي باتشيكو تدريب الزمالك عقب رحيل كارتيرون وقتها، ولكن لم تكُن هي الولاية الأولى له، بل كان هو المدرب الأول الذي يطلب الرحيل من دون إنذار مسبق خلال العقد الأخير.

وكان باتشيكو رحل في ديسمبر (كانون الأول) عام 2014 أي منذ 10 سنوات كاملة في منتصف الموسم، مما تكرر بعد ذلك من قبل كارتيرون والآن غوميز.

وكانت هناك أمور مشابهة لفرق مصرية أخرى، أبرزها كان مع الأهلي برحيل المدير الفني السويسري رينيه فايلر عن الفريق قبل "نهائي القرن" في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2020، وتولى بدلاً منه الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني، وخرجت التقارير آنذاك بأسباب رحيل المدرب أنه اتخذ القرار بعد ضغوط أسرية عليه.

وفي الدوري المصري بصورة عامة، نجد أن تغيير المدربين آفة اعتادت عليها الفرق حال عدم تحسن نتائجها، فعلى سبيل المثال في الموسم الماضي شهدت البطولة التي تضم 18 فريقاً تولي 41 مدرباً سواء بصفة موقتة أو دائمة مهمة الجهاز الفني، إذ كان فريق المقاولون العرب الأكثر تغييراً للمدربين بوجود خمسة مدربين مختلفين طوال الموسم.