ملخص
نانسي بيلوسي أول امرأة تشغل منصب رئيس مجلس النواب الأميركي، كما كانت أيضاً زعيمة لفترة طويلة للكتلة الديمقراطية في المجلس.
قال مكتب رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي، في بيان اليوم الجمعة إنها أصيبت خلال رحلة إلى لوكسمبورغ ونُقلت إلى مستشفى لإجراء فحوص.
وبيلوسي (84 سنة) هي أول امرأة تشغل منصب رئيس مجلس النواب، كما كانت أيضاً زعيمة لفترة طويلة للكتلة الديمقراطية في المجلس.
وقال المتحدث باسم بيلوسي، إيان كراغر، في بيان "أثناء السفر مع وفد برلماني من الحزبين في لوكسمبورغ لإحياء الذكرى الـ80 لمعركة الثغرة، تعرضت نانسي بيلوسي لإصابة خلال مهمة رسمية ونقلت إلى المستشفى لتقييم حالتها"، ولم يذكر كراغر سبب إصابة بيلوسي.
وبيلوسي هي ثاني عضو من كبار السن في الكونغرس يتعرض لإصابة هذا الأسبوع، وأصيب زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل (82 سنة)، بإصابات طفيفة بعد سقوطه في مبنى الكابيتول.
ويواجه أعضاء الحزب المتقدمون في السن في مجلسي النواب والشيوخ ضغوطاً منذ أعوام لإفساح الطريق أمام جيل جديد من الأصغر سناً لتولي المناصب.
لم تنبع قوة نانسي بيلوسي من فراغ، إذ تتردد مقولة شهيرة في أروقة الكونغرس تقول "عندما تخسر بيلوسي، فمن الأفضل أن تفرغ مكتبك"، ووسط كل الفوضى والاضطرابات التي شهدتها السياسة الأميركية في الأشهر الماضية، ظل قانون واحد ثابتاً وهو أن بيلوسي مؤثرة بشكل فريد ولديها القدرة على صنع أو تدمير المناصب السياسية حتى تلك الخاصة بالرؤساء الأميركيين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وسبق أن وصفتها صحيفة "واشنطن إكزامينر" بأنها لعبت دور "سيدة الدمى" في إقصاء الرئيس جو بايدن ودفع كامالا هاريس إلى صدارة المشهد، ضمن ما اعتبرته الصحيفة اليمينية جهداً منظماً من "مافيا كاليفورنيا" في إشارة إلى الديمقراطيين من ولاية كاليفورنيا الذين وجهوا أقسى ضربة للرئيس بايدن، وكانوا القوة الدافعة وراء قراره بالتخلي عن محاولة إعادة انتخابه، ومارسوا الضغط بلا هوادة لتسليم الشعلة لشخص يعتقدون أنه قادر على هزيمة الرئيس السابق دونالد ترمب في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي لكن ذلك لم يحدث.
كان ينظر إلى بيلوسي على أنها واحدة من النبلاء الذين يعملون خلف الستار لإطاحة بايدن، بينما كان أقرب حلفائها النائب آدم شيف، أحد أبرز الديمقراطيين الذين دعوا بايدن إلى الانسحاب وسط مخاوف متصاعدة من الديمقراطيين في مجلس النواب في شأن قدرة بايدن على الفوز ولهذا طلبوا من بيلوسي توجيه الضربة القاضية لحملة إعادة انتخاب الرئيس المتعثرة بعد أدائه الكارثي في المناظرة ضد ترمب.
ولا ينسى الأميركيون تلك اللحظات التي حبس فيها العالم أنفاسه من جرأة بيلوسي، التي صممت على الهبوط بطائرة رسمية في جزيرة تايوان المتنازع عليها، ووقتها خيل لكثيرين أن الصينيين قد يشعلون حرباً عالمية في لحظة من سخونة الرؤوس، إذا قصفوا طائرة بيلوسي، غير أن حكمة كونفوشيوس فوتت الأزمة، وإن بقيت حزازات الصدور كما هي.
تعود الجذور الأولى لنانسي بيلوسي إلى عائلة إيطالية الأصل، استقر بها المطاف في منطقة عرفت باسم بالتيمور الإيطالية الصغيرة، في ولاية ميرلاند. كان من الطبيعي أن تتأثر بالأجواء السياسية المحيطة بها، لا سيما أن والدها توماس دالساندرو جونيور كان زعيماً ديمقراطياً مهماً في المدينة.
في 26 مارس (آذار) من عام 1940 كان مولدها، أي بعد انطلاق الحرب العالمية الثانية بعام واحد، وقد جاءت بعد خمسة إخوة أكبر منها، خاضوا غمار الحياة السياسية، ولهذا لم تكن هي الاستثناء.
حين بلغت نانسي السابعة من عمرها، وكان ذلك عام 1937، انتخب والدها عمدة لمدينة بالتيمور، رابع أكبر مدن الساحل الشرقي للولايات المتحدة، بعد نيويورك وفيلادلفيا وجاكسونفيل، وتحتل المدينة المرتبة 26 من حيث عدد السكان في البلاد.
سرعان ما صارت نانسي تعرف باسم "ابنة العمدة"، ولمدة ثلاث فترات متتالية حافظ والدها على منصبه، وهي بجواره في حملاته الانتخابية، مما زرع فيها بذور العمل السياسي، ووصل بها الأمر حد المشاركة في أول مؤتمر سياسي للحزب الديمقراطي وهي في سن الثانية عشرة من عمرها.