ملخص
ترتبط حكاية عضوة لجنة الحكام لرياضة التايكوندو سحر مؤمنة بشغف أبنائها لكن القصة لا تنتهي هنا... إليكم مشوارها الذي سبق فترة السماح للنساء في السعودية بالمشاركة في المحافل الرياضية وتمثيل البلاد محلياً ودولياً
"الحكاية تبدأ من هنا"، هكذا تصف الحكمة السعودية سحر مؤمنة رياضتها القتالية المفضلة "التايكوندو" بعد أربعة أعوام من إطلاق اللعبة الخاصة بالسيدات بصورة رسمية في بلدها.
وشاركت سحر خلال الأعوام الأربعة في تحكيم 30 بطولة محلية شارك بها رياضيون ورياضيات، وهي تجربة كما تقول "استثنائية" بالنسبة إلى الفتيات على رغم قصر عمر الرياضة في المملكة.
وتشهد الرياضة في السعودية ارتفاعاً متزايداً من الإناث منذ انطلاقتها عام 2021، إذ يبلغ عدد المسجلات ضمن 46 نادياً سعودياً نحو 700 لاعبة بزيادة نحو 80 في المئة على أول بطولة محلية أقامتها البلاد بمشاركة 150 لاعبة.
وشددت الحكمة التي تشغل منصب عضو لجنة الحكام السعودية على أهمية دور البطولات في الرفع من مهارة اللاعب أو الجهاز الفني، وتضيف "تحسم دقائق المباراة مكانة اللاعب أو الفني في اللعبة، وتحويل حاله إلى حال آخر وسط صخب الجمهور ورهبة الوقوف على أرض الحلبة باعتبارها مسرحاً لإبراز نقاط الضعف وتقويتها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأدت اللاعبات خلال بطولة الأندية للفراشات والفتيات التي استضافها ملعب الرياض في ديسمبر (كانون الأول) الجاري أداءً خرافياً حتى الدقائق الأخيرة، وهناك التقينا مع سحر لتناول موجز تجربتها مع الرياضة الأولمبية الأكثر إثارة وندية.
ولفتت سحر إلى أن الإقبال على اللعبة غير مستغرب "لفوائدها وتأثيرها النفسي والجسدي في اللاعب"، وتضيف "حين كانت اللعبة في مهدها كتبت مقالاً صحافياً عبرت فيه عن النظرة السلبية لمشاركة الإناث في اللعبة القتالية، واليوم يأتي إقبالهن المتزايد وبروزهن رداً شافياً تجاه بعض المعترضين". وتواصل "رافق زيادة العدد تطور الأداء، ومع استراتيجية دعم الأندية ارتفع مستوى التدريب وزاد وعي الفتيات بتقنيات اللعبة من ناحية طرق إحراز النقاط وتصحيح الأداء، وهذا أمر ملاحظ للجميع، كذلك فإن ازدياد أعداد الإناث يجعل اللعبة أكثر إثارة".
مطلع القصة
في حكاية تعود إلى عقد من الزمن بدأت مسيرة سحر في رياضة التايكوندو من غير موعد ولا قصد، حين كان المقصد أبناءها، إلا أن شغف اللعبة أخذها سريعاً إلى صفوف السيدات، كما تقول.
وتابعت "وبدأت الرحلة الممتعة من دون عقد آمال على مستقبل اللعبة، فتطور أدائي حتى حصلت على الحزام الأسود وشهادة تدريب شخصي معتمدة، ولم يكن مد نظري يصل إلى أبعد من تلك الحدود، حتى شرعت السعودية للسيدات فرص المشاركات الرياضية، وبإعلان الاتحاد السعودي للتايكوندو عن دورة حكم معتمد للسيدات في مدينة جدة أزهرت طموحاتي في اللعبة، ثم شاركت في تحكيم بطولات المملكة للسيدات ومنها (بطولة العالم للتايكوندو للسيدات) التي استضافتها العاصمة وأتاحت لي فرصة التعرف إلى مجتمع التايكوندو العالمي في بلادي".
تدين سحر لـ"التايكوندو" برسائله "رياضة نبيلة أكسبتني كثيراً من الصبر والمرونة والتقبل والقدرة على التوقع وسرعة البديهة في التعامل مع المعوقات المستجدة، إلى جانب احتواء لجنة الحكام في اللعبة واحترامهم بعضهم بعضاً".
"التايكوندو" للجميع
وأكدت صاحبة الحزام الأسود دور رياضة التايكوندو لدى كبار السن من خلال دراسة نشرتها مجلة "جيرونتولوجي" في عام 2007، لتأكيد فاعلية تمارين "التايكوندو" في تحسين التوازن والقدرة على المشي لدى كبار السن.
تقول الدراسة التي اطلعت عليها "اندبندنت عربية" أن 20 مشاركاً من فئة تمارين "التايكوندو" (متوسط العمر 72.7 سنة) و20 مشاركاً غير ممارسين للتمارين (متوسط العمر 73.8 سنة) شاركوا في اختبار التوازن والقدرة على المشي باستخدام وضعية الساق الواحدة والوصول المتعدد الاتجاهات والوقوف والمشي والسرعة والجلوس في الوقت المحدد ونسبة ثبات المشي باستخدام تحليل التباين للتصميم. وأظهر المشاركون في "التايكوندو" تحسناً كبيراً، وأثبتت تمارين "التايكوندو" فاعليتها في تحسين التوازن والقدرة على المشي لدى كبار السن المقيمين في المجتمع، وقد نسبت هذه التحسينات إلى حركات "التايكوندو" التي تؤكد مكونات الحركة الديناميكية التي تفتقر إليها عادة أنماط المشي لدى كبار السن.