ملخص
على مدار الساعات الـ24 الماضية أتت الحرائق على مساحة ألف فدان أخرى والتهمت مزيداً من المنازل.
قُتل 16 شخصاً على الأقل في الحرائق التي تشهدها لوس أنجليس منذ الثلاثاء الماضي، بحسب ما أعلن أمس السبت، الطبيب الشرعي في المقاطعة.
ونشر الطبيب الشرعي في مقاطعة لوس أنجليس لائحة بالقتلى من دون ذكر تفاصيل عن هوياتهم.
وجاء في الوثيقة أنه عثِر على خمسة من القتلى في منطقة حرائق باليساديس، و11 في منطقة حرائق إيتون.
مساعدات مكسيكية
أعلنت المكسيك أمس السبت، إرسال تعزيزات لمكافحة الحرائق المتعددة التي تشهدها لوس أنجليس في ولاية كاليفورنيا القريبة من الحدود بين البلدين، وهي منطقة من الولايات المتحدة يعيش فيها كثير من المكسيكيين.
وأعلنت الرئيسة المكسيكية كلاوديا شينباوم في الصباح الباكر، أن "مجموعة مساعدة إنسانية ستغادر إلى لوس أنجليس في كاليفورنيا". وأضافت، "نحن بلد الكرم والتضامن"، ناشرة على منصة "إكس" صورة طائرتي شحن على مدرج مطار.
وكانت شينباوم قالت في وقت سابق الجمعة، "سنرسل فريق دعم إلى لوس أنجليس مع رجال لمكافحة حرائق الغابات"، مشيرة إلى أن "هناك كثيراً من المكسيكيين في هذا الجزء من الولايات المتحدة". وذكرت أن المتطوعين "ينتظرون الأوراق اللازمة للذهاب إلى الولايات المتحدة".
وامتدت الحرائق المتعددة التي اندلعت في لوس أنجليس وأودت بـ11 شخصاً على الأقل، السبت إلى مناطق كانت بمنأى عن الحرائق سابقاً، ومن ثم تأثرت بدورها بأوامر الإخلاء.
الاستعانة بالطائرات
ألقت طائرات مياهاً ومواد إطفاء الحرائق على تلال شديدة الانحدار لوقف انتشار حرائق الغابات في باليساديس بمدينة لوس أنجليس الأميركية شرقاً مع تكثيف جهود مكافحة النيران على الأرض وسط تحذيرات من هبات رياح تصل سرعتها إلى 70 ميلاً في الساعة مما قد يزيد الأمور سوءاً.
وعلى مدار الساعات الـ24 الماضية أتت الحرائق على مساحة ألف فدان أخرى والتهمت مزيداً من المنازل.
وتلقى السكان تحذيرات من احتمال تدهور الأحوال الجوية خلال الأيام الثلاثة المقبلة مما قد يؤدي إلى زيادة اشتعال النيران.
وقال تود هوبكنز المسؤول في إدارة الإطفاء بولاية كاليفورنيا، للصحافيين في مؤتمر أمس السبت، إنه رغم احتواء 11 في المئة من الحرائق في حي باسيفيك باليساديس، فإن النيران أتت على أكثر من 22 ألف فدان (8900 هكتار).
وأضاف، هوبكنز أن حريق باليساديس امتد إلى حي ماندفيل كانيون. وهناك مخاوف من وصول الحريق إلى حي برينتوود الراقي الذي يعيش فيه مشاهير.
تحذير من قوة الرياح
وحذرت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية من تفاقم رياح سانتا آنا، وهي رياح شرقية حارة وجافة. وتوقعت الهيئة أن تشتد قوة الرياح خلال الساعات المقبلة في مقاطعتي لوس أنجليس وفينتورا لتصل سرعتها إلى 30 ميلاً في الساعة مع هبات رياح بسرعة 70 ميلاً في الساعة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وذكرت خبيرة الأرصاد الجوية في الهيئة روز شونفيلد "نحن في فترة متواصلة من طقس الحرائق الخطر حتى الأربعاء". ومن المتوقع أن تهدأ الأحوال الجوية بحلول الخميس.
وقال روبرت لونا قائد شرطة مقاطعة لوس أنجليس، إن أوامر إخلاء صدرت لنحو 153 ألف شخص مما يعني وجود 57 ألف مبنى في دائرة الخطر. وأضاف أن 166 ألفاً آخرين تلقوا تنبيهات بأنهم قد يضطرون إلى إخلاء منازلهم.
6 حرائق متزامنة
وتجتاح ستة حرائق غابات متزامنة أحياء في مقاطعة لوس أنجليس منذ الثلاثاء الماضي، مما أدى إلى وفاة 13 شخصاً على الأقل وإلحاق أضرار أو تدمير 12 ألف مبنى. وتشير التقديرات إلى أن عدد المفقودين يصل إلى 13 على الأقل حتى الآن.
ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى بمجرد أن يصبح الوضع آمناً بما يسمح لرجال الإطفاء لإجراء عمليات تفتيش من منزل إلى آخر.
وهدأت رياح سانتا آنا العنيفة التي أججت حرائق الغابات الجمعة، لكن حريق باليساديس على الحافة الغربية للمدينة بدأ يأخذ اتجاهاً جديداً بسبب الرياح القادمة من المحيط الهادئ، مما يهدد المناطق المكتظة بالسكان في منطقة سان فرناندو فالي.
تدمير أحياء بأكملها
وتسبب هذا الحريق في تدمير أحياء بأكملها وسواها بالأرض.
وقبل اندلاع الحريق الأحدث، أعلن رجال الإطفاء عن إحراز تقدم في إخماد حريقي باليساديس وإيتون في سفوح التلال الواقعة شرقي العاصمة.
وذكرت إدارة الإطفاء في كاليفورنيا أنه جرى احتواء 11 في المئة من حريق باليساديس و15 في المئة من حريق إيتون.
ومع ذلك، أتى الحريقان الكبيران مجتمعين على 36 ألف فدان، أي ما يعادل مرتين ونصف المرة من مساحة مانهاتن.
وسارعت سبع ولايات مجاورة والحكومة الاتحادية وكندا إلى إرسال المساعدات إلى كاليفورنيا، إذ زادت الفرق الجوية التي تسقط المياه ومواد إطفاء الحرائق على التلال المشتعلة والطواقم على الأرض لإخماد الحرائق بالأدوات اليدوية والخراطيم.
تحذيرات من السحب السامة
حذرت السلطات الصحية في لوس أنجليس أمس السبت، السكان من الأخطار الصحية الناجمة من دخان حرائق الغابات الواسعة التي دمرت مساحات شاسعة من المدينة الواقعة في كاليفورنيا وحضتهم على ملازمة منازلهم.
وتجتاح حرائق هائلة ثاني أكبر مدينة في الولايات المتحدة وتنبعث منها سحب سامة في الهواء.
وقال أنيش ماهاجان من إدارة الصحة العامة في مقاطعة لوس أنجليس في مؤتمر صحافي، "نحن جميعاً نواجه دخان حرائق الغابات وهو مزيج من الجسيمات الصغيرة والغازات وأبخرة الماء".
وأضاف، "إنها جسيمات صغيرة تدخل إلى الأنف والحلق وتسبب التهاب الحلق والصداع". وتابع "في المناطق التي يكون فيها الدخان مرئياً أو تكون هناك رائحة دخان، وحتى في الأماكن التي لا يمكنكم رؤية (الدخان) فيها، نحن نعلم أن جودة الهواء رديئة، لذا يجب عليكم الحد من تعرضكم للهواء الطلق قدر الإمكان".
ووفقاً لماهاجان، يتوجب أيضاً على الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة البقاء داخل المنازل قدر الإمكان واستخدام نظام لتنقية الهواء. وأوصى من يضطرون للعمل في الهواء الطلق بوضع كمامة للوقاية من الجسيمات الدقيقة.
أما الشباب وكبار السن والمرضى فيجب عليهم خصوصا توخي الحذر.
وأتت الحرائق المتعددة على مساحات شاسعة من المناطق، وحولت منازل وشركات وسيارات ونباتات إلى رماد. وخلال اندلاع هذه الحرائق، احترقت مواد بلاستيكية وكيماوية ووقود ومواد بناء، مما أدى إلى انتشار جسيمات سامة في هواء المنطقة المكتظة بالسكان.
والجمعة الماضي، أعلنت مقاطعة لوس أنجليس حال الطوارئ الصحية بسبب الدخان وحظرت استخدام آلات مثل نافخات أوراق الشجر التي يمكن أن تنفث الأبخرة الخطرة.