نُقل رجلان أُدينا بالانتماء إلى خلية "داعش" الشهيرة المكّناة بـ"البيتلز" وظهرا في فيديوهات أثناء إعدامهما رهائن، إلى الوصاية الأميركية تمهيداً لمحاكمتهما في الولايات المتحدة.
وكان الرجلان، الشفيع الشيخ وألكساندا أمون كوتي، محتجزَين داخل سجون يديرها الأكراد في سوريا، إلى جانب مئات العناصر المتهمين بانتمائهم إلى "داعش".
بعد سماح الولايات المتحدة لتركيا بالمضي في خطوتها المثيرة للجدل بدخول سوريا بغية مهاجمة القوات الكردية نفسها التي دعمت جهود الغرب في مكافحة "داعش"، ثارت مخاوف أيضاً حول مصير السجناء، ولا سيما القيّمين منهم.
وفي حديثه من داخل البيت الأبيض يوم الأربعاء الماضي، دافع السيد ترمب عن قرار السماح لتركيا بشنّ عمليتها العسكرية، التي انطلقت في وقت مبكر من النهار ذاته، زاعماً أنّ تركيا وسوريا في حالة حرب "منذ قرون". وأشار أيضاً إلى نقل عدد من السجناء المهمين من تلك المنطقة، دون أن يسمّهم.
ووفق كلماته، "نحن نأخذ بعضاً من أخطر مقاتلي "داعش" وننقلهم إلى مواقع مختلفة أكثر أماناً". واستطرد منتقداً الدول الأوروبية لعدم تعاملها مع مواطنيها المشتبه بانتمائهم إلى "داعش"، "نحن ننقلهم إلى مواقع مختلفة آمنة. لدينا عدد من أسوأ المقاتلين في "داعش"، وأردنا أن نضمن عدم تمكّنهم من الهروب".
وأجاب ردّاً على سؤال عن احتمال إعادة تجمّع قوات "داعش" بعد العملية العسكرية التركية، بأن "الأكراد يراقبون وإذا لم يراقبوا بأنفسهم، ستتولى تركيا المراقبة. إنهم لا يريدون أن يهرب أولئك الناس (الأسرى من "داعش")... مثلنا تماماً".
ولدى سؤاله إن كان يخشى هروب بعض عناصر "داعش"، رد السيد ترمب بقوله "سيفرّون نحو أوروبا. تلك وجهتهم المرجوّة، لأنهم يرغبون بالعودة إلى بلادهم".
وبعد ذلك، نقلت وسائل إعلامية أميركية عدّة أن الشيخ وكوتي من العناصر التي نقلت إلى الوصاية الأميركية في العراق. وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" إن عملية النقل طاولت حوالى 40 متّهم داعشي كانوا محتجزين داخل سجون في شمال شرقي سوريا أشرف عليها المقاتلون الأكراد والقوات الخاصة الأميركية والبريطانية.
ويزعم أن الرجلان شكّلا، إلى جانب بعض "الجهاديين" البريطانيين الآخرين، جزءاً من خلية داعشية عُرِفَتْ باسم "البيتلز". وأتت تلك الكنية من رهائن ظلوا على قيد الحياة، وتشير إلى اللكنة الإنجليزية لأفراد تلك الخلية. واحتجز مقاتلو "داعش" بين عامي 2014 و2015، أكثر من 20 رهينة غربية في سوريا وعذّبوا كثيرين منهم.
كذلك قطعت الخلية رؤوس سبعة صحافيين وموظفي إغاثة يحملون الجنسيات الأميركية والبريطانية واليابانية إلى جانب مجموعة من الجنود السوريين. وتفاخرت الخلية بعمليات البطش التي نفّذتها، في فيديوهات نشرتها على وسائل التواصل الاجتماعي.
في وقت سابق من هذا العام، أجرى الرجلان مقابلة من داخل السجن الذي احتجزتهم فيه "قوات سوريا الديمقراطية". ونفيا انضمامهما إلى الخلية التي ترأّسها الجلّاد "جون الجهادي".
وفي تلك المقابلة، صرح الشيخ وكوتي إلى وكالة "أسوشيتد برس" إنهما ضحية "البروباغاندا" ولن يحصلا على محاكمة عادلة. ولدى توجيه السؤال لهما حول قطع رؤوس الرهائن، ادّعى كوتي أنّ عديداً من زملائه المقاتلين "كانوا ليعترضوا" على عمليات القتل "على أساس وجود فائدة أكبر في بقاء (الرهائن) سجناء سياسيين".
وأضاف "بالنسبة لي شخصياً، لم أرَ فائدة من ذلك. كان أمراً مؤسفاً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي ذلك السياق، يذكر محنة الرجلين شكّلت موضوع جدل عنيف داخل المملكة المتحدة. وطالب محامون عنهما خلال فصل الصيف المنصرم من "المحكمة العليا" في بريطانيا، أن يخضعا للمحاكمة على أراضي المملكة المتحدة وليس في الولايات المتحدة.
وتمثّل الدافع وراء هذا المطلب الذي قدّمته مهى الجزولي، وهي والدة الشيخ، في الخوف من إعدامهما إن خضعا للمحاكمة وأدينا في الولايات المتحدة. تاريخياً، لا تسلّم المملكة المتحدة سجين إلى الولايات المتحدة إلا بعد التوصل إلى اتفاق بعدم إنزال عقوبة الإعدام به.
وفي معرض كلامه في البيت الأبيض، ذكر السيد ترمب أنه تحدث مطوّلاً إلى رئيس الوزراء بوريس جونسون. وأضاف "سيفعلون بعض الأشياء من أجلنا". لم تصدر إجابة يوم الأربعاء عن رئاسة الوزراء أو وزراء الخارجية أو محامي الرجلين.
وفي تطوّر متّصل، أشارت بعض التقارير إلى احتجاز القوات الأميركية الرجلين، فيما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول أميركي لم تكشف هويته قوله إن الهدف يتمثّل في إخضاعهما للمحاكمة داخل الولايات المتحدة.
وكذلك لفتت إلى أن محاكمتهما في الولايات المتحدة تعتمد على تَسَلّمْ أدلة من السلطات البريطانية. وفي هذا الصيف، استمعت المحكمة العليا في بريطانيا إلى رأي من "النيابة العامة الملكية" البريطانية مفاده وجود إثباتات كافية من أجل اتهام كوتي بثمان جرائم تتعلق باحتجاز رهائن وخمسة جرائم بالقتل، ومحاكمة الشيخ بسبب انتمائه إلى منظمة إرهابية.
© The Independent