دخل الهجوم التركي على شمال شرقي سوريا يومه الثالث موقعاً مزيداً من القتلى، على وقع مطالبات دولية لوقف الهجوم، وسط مخاوف من أن يؤدي إلى عودة تنظيم "داعش" الإرهابي مرة جديدة.
وفي حين رفض الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان وقف العمليات العسكرية، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات التركية سيطرت على بلدة رأس العين في شمال شرق سوريا.
كما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن الرئيس دونالد ترمب أذن بإعطاء أمر تنفيذي جديد، خوّلها، بالتشاور معه ومع وزير الخارجية مايك بومبيو، سلطات لفرض عقوبات مهمة جداً يمكن أن تستهدف أي شخص مرتبط بالحكومة التركية.
President @realDonaldTrump has authorized a new executive order giving @USTreasury, in consultation with himself and @SecPompeo, significant new sanctions authorities that can be targeted at any person associated with the government of Turkey. pic.twitter.com/j0Zrd9MmB2
— The White House (@WhiteHouse) October 11, 2019
استهداف قاعدة أميركية
من جهة أخرى، مسؤول أميركي يفيد بوقوع انفجار قرب موقع للقوات الأميركية والفرنسية في مدينة عين العرب (كوباني) السورية، جراء قصف تركي. وأشارت مصادر إلى وقوع إصابات بين قتلى وجرحى في صفوف القوات الأميركية والفرنسية تم نقلهم على ما يبدو بواسطة مروحيات عسكرية انطلقت من تلك القاعدة.
موسكو تعطل في مجلس الأمن
وعطّلت موسكو الجمعة مشروع إعلان لمجلس الأمن الدولي يدعو تركيا لوقف عمليتها العسكرية في شمال شرق سوريا. وكان مقرراً تبني النص الذي أعدته الولايات المتحدة مساء الجمعة بالتوقيت المحلي لولاية نيويورك الأميركية، إلا أن موسكو تدخلت لوقفه، وفق ما ذكر مصدر دبلوماسي.
فرار سجناء من داعش
وكانت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) أعلنت الجمعة، عن فرار خمسة معتقلين من "داعش" من سجن "نفكور"، الذي تديره بعد سقوط قذائف تركية بجواره، عند الأطراف الغربية لمدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية.
وكان أحد حراس السجن قال في وقت سابق إن هذا السجن يضم "مسلحين أجانب من التنظيم".
وأشار مسؤول آخر في "قوات سوريا الديمقراطية" إلى تساقط قذائف "باستمرار" قرب سجن "جيركين" الذي يؤوي أيضاً عناصر من "داعش" في المدينة.
وتعتقل قوات سوريا الديمقراطية 12 ألف عنصر من "داعش"، وفق ما قال مسؤول هيئة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية عبد الكريم عمر، 2500 إلى 3000 من بينهم أجانب من 54 دولة.
ويتقسم هؤلاء على سبعة سجون مكتظة موزعة على مدن وبلدات عدّة، بعضها عبارة عن أبنية غير مجهزة تخضع لحراسة مشددة.
من جهة أخرى، وغداة استدعاء سفراء تركيا إلى وزارات الخارجية في كل من فرنسا وإيطاليا وهولندا للتنديد بالهجوم التركي على الأكراد، انضمّت هولندا إلى النروج في قرار تعليق تصدير شحنات أسلحة جديدة إلى أنقرة. وقالت وزارة الخارجية الهولندية اليوم الجمعة لوكالة الصحافة الفرنسية، إن بلادها قرّرت "تعليق كل طلبات تصدير المعدات العسكرية إلى تركيا في انتظار تطوّر الوضع".
وأفاد الجنرال ميلي من جهته، بأن "عسكريين أميركيين لا يزالون متمركزين مع شركاء من قوات سوريا الديمقراطية باستثناء موقعين". وأضاف رئيس الأركان أن "لا مؤشر على اعتزام تركيا وقف عمليتها بسوريا على الرغم من أن التوغل البري لا يزال محدوداً".
وقال إن الأتراك "وجهوا ضربات مدفعية وأطلقوا نيران دباباتهم من الجانب الشمالي من الحدود. أما القوات التي ذهبت إلى الجنوب (الجانب السوري)، فنعتقد أنها محدودة نسبياً بوصفها قوات برية".
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أعلنت في بيان صدر الجمعة، أن إسبر أبلغ نظيره التركي خلوصي أكار بوجود حاجة لإيجاد وسيلة لتهدئة الوضع في شمال شرقي سوريا "قبل أن يتعذّر إصلاحه".
وجاء في بيان "البنتاغون" عن فحوى مكالمة هاتفية أجريت الخميس بين الوزيرين، أن الوزير الأميركي شدّد على أهمية العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين البلدين، محذّراً في الوقت ذاته من أن التوغّل التركي داخل سوريا يعرّض أنقرة لمواجهة "عواقب وخيمة". وأشار إلى أن تصرفات تركيا قد تضرّ بالجنود الأميركيين في سوريا على الرغم من "إجراءات الحماية" التي اتخذتها واشنطن. وأضاف البيان "في إطار المكالمة حضّ الوزير الأميركي تركيا بقوة على وقف إجراءاتها في شمال شرقي سوريا من أجل زيادة احتمالات توصّل الولايات المتحدة وتركيا وشركائنا إلى سبيل مشترك لتهدئة الوضع قبل أن يتعذّر إصلاحه". ولفت إسبر "بوضوح إلى أن الولايات المتحدة ترفض خطوات تركيا غير المنسّقة حين تشكّل خطراً على التقدّم الذي أحرزه التحالف الدولي ضد داعش".
The @DeptofDefense is not abandoning our Kurdish partner forces. U.S. troops remain in other parts of Syria. We urge Turkey to forego its operation & work with us to address concerns through the development of a security zone along the border. pic.twitter.com/AaLJwrg2Lc
— Secretary of Defense Dr. Mark T. Esper (@EsperDoD) October 11, 2019
ميدانياً، وبالتوازي مع المعارك الضارية التي يقودها الأكراد للتصدّي للهجوم التركي، انفجرت سيارة مفخخة الجمعة في شارع مكتظ في مدينة القامشلي ذات الغالبية الكردية في شمال شرقي سوريا، متسببةً بسقوط ثلاثة قتلى مدنيين وإصابة تسعة آخرين، وفق بيان لقوى الأمن الداخلي الكردية (الأسايش).
وقال البيان إن "سيارة مفخخة انفجرت مستهدفة مطعم الأومري" أثناء وجود مدنيين وصحافيين، ولا تزال فرق الإنقاذ تبحث عن مصابين. وتبنى "داعش" الهجوم في وقت لاحق.
قتيلان تركيان
وقال قامشلو إن القوات التركية وقوات سوريا الديمقراطية تبادلت القصف في القامشلي ومناطق أخرى، موضحاً أن القتال دار على طول الحدود.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جهته، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إن القوات التركية استولت على تسع قرى بالقرب من رأس العين وتل أبيض. وأضاف أن ما لا يقل عن 32 من مقاتلي "قسد" و34 من مقاتلي المعارضة السورية قُتلوا خلال الاشتباكات، إضافة إلى مقتل عشرة مدنيين.
وكانت "قسد" أعلنت مقتل 22 من عناصرها يومي الأربعاء والخميس، فيما تقول تركيا إنها قتلت المئات منهم في مقابل مقتل أربعة جنود أتراك.
وتهدف تركيا من الهجوم إلى هزيمة "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تشكّل العصب الأساسي في "قوات سوريا الديمقراطية"، وتصنّفها أنقرة إرهابية لصلاتها بحزب العمال الكردستاني. وأوضحت تركيا أنها تسعى إلى إقامة "منطقة آمنة" داخل سوريا لإعادة توطين أكثر من 3.6 مليون لاجئ تستضيفهم.