لغز غنيمة "غير عادية" من العصر البرونزي اكتُشفت في لندن  يُربك العلماء

يستمرّ لغز العثور على مخزون هائل من أسلحة تعود إلى العصر البرونزي بما فيها سيوف وخناجر وفؤوس مكسورة كلّها يُربك علماء الآثار.

وتمّ اكتشاف ما عُرف بكنز هافيرينغ الذي يضمّ أكثر من 450 قطعةتعود إلى 900 و800 عاماً قبل الميلاد في وسط لندن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

وشكّل ذلك أكبر اكتشاف من نوعه يتمّ إيجاده في العاصمة وثالث أكبر اكتشاف في المملكة المتحدة.

واستخرج المنقّبون المعادن "المهمّة للغاية" خلال بحثٍ أثري مخطّط له في موقعٍ لم يُكشف عنه في هافيرينغ في شرق لندن.

وتضمّ الأسلحة والمعدات التي تمّ إيجادها رؤوس فؤوس ورؤوس حربات وبقايا سيوف وخناجر وسكاكين ولكن كانت كلّها تقريباً مكسورة أو متضررة نسبياً ممّا ترك المؤرخين مرتبكين بشأن سبب دفنها بعناية في مجموعاتٍ في ذلك الموقع.

ويعتقد بعض الخبراء أنّ عامل معادن متخصص ربما يكون عمل في تلك المنطقة وأنّ المعادن البرونزية التي تمّ إيجادها قد تعود إلى قبو أو مكان إعادة تطوير أو تبادل. ويعتقد آخرون أنّها تعود إلى هبة دينية أو أنّه تمّ التخلّص منها ببساطة عندما فقدت أدوات العصر البرونزي قيمتها أمام الحديد.

علماً أنّه سيتمّ التحقّق من كلّ هذه الأسئلة في معرضٍ كبير يفتح أبوابه في شهر أبريل (نيسان) من العام المقبل في متحف لندن دوكلاندز شرقي العاصمة البريطانية.

وقال روي ستيفنسون مدير البيئة التاريخية في المتحف: "نشعر بالحماس لقدرتنا على عرض هذا الاكتشاف البالغ الأهمية للمرة الأولى." وأضاف قائلاً: "من النادر بشكلٍ مذهل أن يتمّ اكتشاف كنز بهذا الحجم في موقعٍ واحد. يضطلع هذا الاكتشاف بأهمية كبرى ويثير التساؤلات حول سبب دفن هذا الكنز بهذه الطريقة ولماذا لم يتمّ استرداده أبداً."

وكان الاكتشاف النادر ثمرة شراكةٍ بين علماء الآثار في هيئة هيستوريك انغلند Historic England واركيولوجيكال سوليوشنز Archaeological Solutions بالتعاون مع مقاولي بناء من شركة انغريبورن فالي لمتد Ingrebourne Valley Ltd التي تقود حملة كبرى لاستصلاح الأراضي في الجنوب.

وقال أندرو بيشي أخصائي في شؤون ما قبل التاريخ في شركة اركيولوجيكال سوليوشنز: "غالباً ما يكون تحديد العديد من الكنوز غير واضح، ولكن تمّ وضع هذه الأدوات بشكلٍ متعمّد ضمن غلاف يعود إلى أواخر العصر البرونزي ولهذا تمكّنا من استخراجها بكليّتها. ويشكّل موقع الغلاف والكنوز التي اكتُشفت والمطلّ على نهر تايمز إطاراً مميزاً خصوصاً مع شروق الشمس وغيابها ممّا يسلّط الضوء على أنّه في عصر ما قبل التاريخ لعلّ ذلك شكّل موقعاً مميزاً."

واعتبر دونكان ويلسون مدير هيئة هيستوريك لندن بأنّ "هذا الاكتشاف الاستثنائي يضيف الكثير على معرفتنا لحياة العصر البرونزي. كما يشدّد ذلك على أهمية التقييم المخطّط له وفي الوقت المناسب التنقيب في المواقع الأثرية المهمة عند حصول تطوّرات جديدة."

معرض "كنز هافيرينغ: لغز العصر البرونزي" يفتح أبوابه أمام الزوار من 3 أبريل (نيسان) حتى 25 أكتوبر (تشرين الأول) من العام المقبل.