اتّبع الترتيب في بوابة المغادرة وستسافر بالطائرة بطريقة أسرع، هذا هو جوهر حملة جديدة أطلقها مطار غاتويك فيما يبدأ تجربة لصعود المسافرين بشكل أسرع وأقل إزعاجاً إلى الطائرة.
ويُجري المطار الواقع في ساسيكس، الذي يعتبر ثاني أكبر مطار في بريطانيا بعد هيثرو، تجربة على البوابة رقم 101 في المحطة الشمالية. وتشتمل على وضع موظفي المطار الأرضيين ترتيباً لصعود المسافرين ينطبق تماما مع توزع مقاعدهم في الطائرة، وذلك بدلاً من توزيعهم على نسقين الأول يضم من دفعوا ثمناً أعلى يتيح لهم الصعود الى الطائرة قبل غيرهم والآخر يشتمل على باقي الركاب.
وتجرى هذه التجربة على طائرات إيرباص (A320) ذات الهيكل الضيق الذي يتسع لستة مقاعد في كل صف.
تتمتع "دورة" الطائرة، أي الفترة التي تستغرقها بين وصولها إلى الموقف المخصص في المطار وبين إقلاعها، بأهمية بالغة لجهة فعّالية أداء المطار وشركة الطيران، إذ إنه كلما قصرت هذه المدة كلما زادت انتاجية الطائرات غالية الثمن والبوابات كذلك، إلا أن حالات ازدحام تشوب صعود الركاب ما يؤثر سلباً بجميع الموجودين على متن الطائرة.
ومن منطلق نظري، يُعّد صعود الركاب من مؤخر الطائرة أكثر فاعلية. ووفق هذه الطريقة، يصعد أصحاب الصف الخلفي أولا، وهم غالبا حوالي 30 ِشخصا، ثم يأخذ أصحاب المقاعد المحاذية للنوافذ (A وF) أماكنهم قبل المسافرين بمقاعد الوسط (B و E) والمقاعد الموجودة على الممر.
ويُلغى هذا الترتيب إذا كان هناك عديد كبير من العائلات في رحلة معينة، اذ كلما تعلق الأمر بالأطفال وآبائهم تنهار هذه الاستراتيجية الفضلى. وفي حالة من هذا النوع يتخذ صعود الركاب شكلا أكثر تعقيدا، إذ يصلون إلى الطائرة على شكل صفوف ويتدخل موظفو البوابة لإبقاء مساحة صفين فارغة من أجل ترك حيز كافٍ كي يستقر كل في مقعده.
ويُنادى على المسافرين أصحاب المقاعد الموجودة في الصفوف رقم 30 و27 و24 يتبعهم صفوف 29 و26 و23 ثم يليهم صفوف 28 و25 و22 إلى آخره.
وتقول إدارة غاتويك إن التجارب على البوابة 101 توضح أن صعود الركاب يمكن أن يصبح أسرع بـ 10 في المئة حين يُحسن المطار استغلاله.
وأفاد أبهي تشاكو، وهو رئيس التقنيات التمكينية بالمطار، "إنه عن طريق تحسين التواصل مع المسافرين وإدخالهم وفق أرقام مقاعدهم، نتوقع جعل تجربة الصعود إلى الطائرة أكثر راحة والمساهمة في الحد ّمن تدافع أعداد كبيرة من المسافرين الذين ينطلقون مسرعين إلى الأمام في أي مرحلة."
ومن الواضح أن المسافرين يفضلون الصعود الى الطائرة باستعمال "الجسور الجوية" خاصة عندما يكون الطقس غير ملائم، لكن هناك أدلة تشير إلى أن مقاربة "رايان إير" أكثر فعالية إذ تجعل المسافرين يصعدون الأدراج الموجودة في مقدمة وخلف الطائرة حسبما هو مذكور في بطاقات صعودهم. وتهدف تجربة غاتويك على البوابة 101 إلى إظهار أن الخطط التي تُدرس وتُنفذ على نحو جيداً، يمكن أن تكون بنفس الفاعلية.
ولكن تجني شركات الطيران بما فيها "إيزي جيت" و "رايان إير"، إيرادات مهمة من بيع تذاكر تسمح للمسافر بحجز المقعد الذي يرغب فيه بالتحديد، ومعه مكان في صندوق الأمتعة، قبل المسافرين الآخرين، إذ يمكن شراء تذاكر "الصعود السريع" و"تذاكر أولوية الصعود" عند السفر على متن طائرات هاتين الشركتين. من جهة أخرى، لا تسمح "بريتيش إيروايز" بمثل هذه الحجوزات في تذاكر السفر الأدنى ثمناً لديها.
ولم تُعرب هذه الشركات عن حماسها بخصوص تجربة غاتويك الجديدة، إذ قال ناطق باسم "إيزي جيت" إن "عددا صغيرا من رحلات إيزي جيت التي تستعمل البوابة 101 تشارك في هذه التجربة". وأضاف "نحن لا نسعى إلى تطبيق هذه الخطوة على شبكتنا كلها ولكن سنعمل مع غاتويك لدراسة نتائج هذه التجربة بعد نهايتها".
وقد تظهر تجربة غاتويك التي تُجرى على مدى شهرين إن كان من المجدي لشركات الطيران التخلي عن استراتيجياتها التسويقية بغرض الحصول على "دورات" أسرع، وتبقى شركات الطيران والمطارات في بريطانيا بانتظار نتائج تجربة البوابة 101.
© The Independent