من المقرر أن يؤدي الممثل الراحل جيمس دين الذي توفي منذ 64 عاماً، بطولة فيلم مقبل عن حرب فيتنام. ووفقاً لمجلة "هوليوود ريبورتر"، فإن الفيلم المقتبس عن رواية "العثورعلى جاك" لغاريث كروكر، سيُنفّذ بواسطة صور لممثل دين مصنوعة على الكومبيوتر. ووفق أنتون إرنست، أحد المخرجين المشاركين في الفيلم، "بحثنا بين النجوم الكبار والفنانين الأقل شهرة عن الممثل المثالي لأداء دور روغان الذي يشمل التواءات معقدة للغاية في الشخصية، وبعدما أمضينا أشهراً في البحث، قررنا إسناده إلى جيمس دين".
سيُنشأ تصميم عن الراحل دين استناداً إلى صور منشأة بواسطة الحاسوب لـ"كامل الجسم" عِبْرَ استخدام لقطات أرشيفية من أفلامه. وكذلك ستصور لقطات فعلية من خلال حركات ممثل، فيما يستخدم صوت ممثل آخر لتلك الشخصية نفسها.
ويحق طرح السؤال عن حقيقة عدم تمكن المخرجين من العثور على ممثل لديه هذه القدرات في عصر تتوفر فيه مواهب كثيرة غير مُستغَلة. ولكن بعيداً عن ذلك، يجب أن نسأل أنفسنا ما هي الحدود التي يتوجّب ان نقف عندها في الأمور المتعلقة بالذكاء الاصطناعي. وبحسب إرنست، فإن "عائلة جيمس دين تدعمنا و[سنتخذ] كل الاحتياطات اللازمة لضمان الحفاظ على إرثه بشكل راسخ بوصفه أحد نجوم الأفلام الأكثر خلوداً حتى يومنا هذا. وتعتبر العائلة أن هذا فيلمه الرابع، الفيلم الذي لم تسنح له الفرصة أن يقدمه أبداً. ليست لدينا نية في خذلان معجبيه". ولكن هناك حقيقة باقية، وهي أن دين نفسه لم يوافق أبداً على إعادة تجسيده في صور حاسوبية للعب الدور.
في المقابل، تحدث مارك روزلر، الرئيس التنفيذي لشركة "سي إم جي ورلدوايد" لخدمات الاستشارات الإدارية، التي تمثل أسرة دين، عن الإنتاج، معتبراً أن "ذلك يفتح فرصة جديدة تماماً لعدد من عملائنا ممن لم يعودوا موجودين بيننا". يبدو أن شركة "سي إمي جي" نسيت أن دين ليس من زبائنها، كما تنسى الواقع القاسي لحقيقة أنه ميت! جرى تقديم "الفرصة" هنا عبر دافع ربحي بحت. وعلاوة عن ذلك، فإنه يلعب دوراً أكبر في الديناميكيات المشوَّهة للقوة السائدة حاضراً في هوليوود.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في الماضي، عندما كان الناس يتحدثون عن "الروبوتات التي تسلبهم وظائفهم"، قيل لنا إن "الفنون" لن تعاني من المصير نفسه أبداً، ذلك أن ارتكاب الأخطاء وكوننا بشراً، يعطي الفن مغزاه. لكن، تشكّل هذه التكنولوجيا سابقة لما سنسمح به، كمشاهدين سينمائيين أو كمستهلكين إجمالاً، ما دام مستقبل الذكاء الاصطناعي له صلة بالأمر.
إذا كنا نشكك في "لعب البشر دور الإله" فيما يتعلق بجوانب معينة من تعديل الجينات، فلماذا لا نطبق الشكوك نفسها على التكنولوجيا التي نستهلكها؟
نحن نعيش في عصر متطور للغاية من الناحية التكنولوجية (ومازال يتطور). ومن الواضح أن الذكاء الاصطناعىي سيبقى موجوداً هنا، زطالما أن الأمر كذلك، نحن بحاجة إلى الشروع في سؤال أنفسنا عن المعايير الأخلاقية التي نطبقها عليه.
هل نحن موافقون على تلقّي فيلم، في هذه الحالة، يكون الممثل الذي جرى اختياره للبطولة ليس "حقيقياً" (بمعنى أو بآخر)؟ هل سيكون الممثل المعني موافقاً على هذا؟ إلى أي مدى يمكننا "السماح" لنُسَخ يصنعها الذكاء الاصطناعي عن أشخاص، أن تتولى القيادة في عالم ما زال الناس ينتقدون فيه السيارات الذاتية التحكم والتكنولوجيات المماثلة؟
الأهم من ذلك، نحن نمتلك الحق في معرفة السبب وراء هذه الخطوة، ولماذا الآن؟ في الماضي، بدا "السبب" فيما يتعلق بدور الذكاء الاصطناعي في الأفلام وخارجها واضحاً. إذ احتجنا إلى "صور مصنوعة بواسطة الكومبيوتر" في سلسلة أفلام هاري بوتر لأنه في الواقع، ليس لدينا مكانس سحرية طائرة وكرات تجسّس ذهبية. وفي نفسٍ مُشابِه، يمكن القول إن السيارات الذاتية القيادة قد تشكّل حلاً واسع المدى لمشكلة تنقل أشخاص يعانون الإعاقة في السنوات القادمة. وكذلك ربما تستكشف طائرة مسيّرة من دون طيار الألغام الأرضية وتعمل على تفجيرها كي تنقذ الأرواح. لكن على كل حال، لماذا نحتاج إلى أن يؤدي ممثلون راحلون أدوار البطولة في الأفلام، إذا تجاوزنا نقطة حجم الربح الذي ستدره على المتنفذين في شركات الإنتاج السينمائي. قد يستعصي السؤال على الشرح.
© The Independent