نسّقت حركة نازيين جدد "سلسلة من الهجمات المعادية للساميّة" في أنحاء اسكندينافيا خلال عطلة نهاية الأسبوع المنصرمة، في الذكرى السنوية الـ 81 لاعتداء "كريستلناخت"، الذي يعني "ليلة الزجاج المكسور".
وطاولت الهجمات شواهد القبور التي قُلبت وشوّهت بالطلاء الأخضر، كما رُسمت نجمة داوود على أحد الصناديق البريدية وكتبت كلمة "يهودي" بالطلاء على نصب تذكاري يهودي.
ووقعت كل هذه الأحداث يوم السبت الماضي الذي صادف ذكرى "كرستلناخت" ، حين سمح الحزب النازي قبل 81 عاماً بشن اعتداءات عنيفة على نطاق واسع ضد المجتمع اليهودي أسفرت عن تدمير المئات من المنازل والمتاجر اليهودية.
وعلّق هنري جولدستين رئيس الجمعية اليهودية في الدنمارك على الهجمات بقوله إن الجهة التي نسقتها هي على الأرجح حركة "نوردفرونت" اليمينية المتطرفة التي توصف بأنها "تماماً كالنازيين ولا ينقصها سوى رمز الصليب المعقوف"..
وقال لـ "اندبندنت" إنّ "الحركة نشرت صوراً عن عمليات التخريب. لا نعرف إذ كانت هذه الصور حقيقية، لكننا نعتقد أنها نسّقت الهجمات.. وتعتبر الحركة أقوى بكثير في السويد من الدنمارك إلا أن الهجمات شملت كل منطقة اسكندينافيا بما في ذلك النرويج.. ونشرت الحركة أيضاً مقالاً ينفي وقوع المحرقة اليهودية، الهولوكوست، ويسخر منها متسائلاً ’ لماذا يخاف اليهود لهذه الدرجة‘؟".
وفيما يتعلّق بالهجمات المعادية للسامية، ترى الجمعية اليهودية في الدنمارك أنّ "ما خفي أعظم" وتحذّر من تصاعد هذا النوع من الاعتداءات، وكانت المنظمة قد أفادت في عام 2017 عن وجود 30 من حالات معاداة السامية وارتفع العدد إلى 45 خلال العام 2018.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وشملت الاعتداءات في الدنمارك رسم نجمة داوود التي استخدمتها ألمانيا النازية لتمييز اليهود عن غيرهم، على صندوق بريد يعود لزوجين يهوديين يقطنان في سيلكبورغ. كما عثر على رسم النجمة في أماكن متفرقة من مدينة آرهوس. وفي ضاحية فالنسبيك ستراند على الضفة الغربية من مدينة كوبنهاغن، رُسمت نجمة داوود على حائط منزل تسكنه عائلة يهودية.
في هذه الأثناء، تعرّض 84 شاهداً في مقبرة يهودية في منطقة راندرز لعمليات تخريب فقُلبت بعض الشواهد وشوّهت بالطلاء الأخضر. وفي منطقة شرق جتلاند الدنماركية أيضاً، تعرّض مبنى يحمل رسم النجمة اليهودية على أحد جوانبه للتخريب بالطلاء الأسود، فيما كُتبت عبارة "يهودي" على نصب تذكاري يهودي.
من جانبها، قالت رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فردريكسون التي كانت تتحدث مساء الأحد الماضي "لا مكان في مجتمعنا لمعاداة السامية والعنصرية. والهجوم الذي استهدف مقبرة يهودية في منطقة راندرز خلال عطلة نهاية الأسبوع هذه هو هجوم على اليهود الدنماركيين وعلينا جميعاً.. يؤلمني أن أفكر بمشاعر كلّ من يرى المرقد الأخير لأحبائه بعد تعرّضه لهذا التخريب المقرف.. كما أنه من المزعج للغاية كذلك أن ترسم نجمة داوود على صندوق بريد عائلة يهودية دنماركية في سيلكبورغ.. علينا أن ندين هذه الأعمال وعلى السلطات أن تبذل كل ما في وسعها لحلّ هذه الجرائم".
وقال رئيس المؤتمر اليهودي العالمي رونالد س. لاودر يوم الأحد "لم يعد بإمكان أحد، سواء كان يهودياً أو غير يهودي، أن يُفاجئ بهذه الرسائل القاسية التي وجهت إلى مجتمعنا في اسكندينافيا وغيرها من المناطق الأوروبية السبت الماضي".
وأضاف "معاداة السامية ما زالت موجودة ومزدهرة وقريبة منا.. لطالما كانت الإشارات على هذا الأمر ماثلة أمامنا واليوم، بعد مرور 81 عاماً على وقوع كريستلناخت، ها هي تواصل بروزها بقوة.. آن أوان العمل اتخاذ إجراءات منظمة ومحددة. على أوروبا أن تستيقظ من سباتها وتحمي مواطنيها اليهود".
© The Independent