ظهرت في الأيام الماضية على ضفاف النيل بقلب القاهرة تجربةٌ جديدةٌ وفريدةٌ من نوعها، وهي دراجات تسير فوق سطح مياه النيل، عُرِفت بـ"الدراجة المائية". الفكرة قُوبلت في البداية بالدهشة والاستغراب، إذ لم يدرك البعض ما الكيفية التي تطفو بها فوق سطح مياه النيل، وهو ما دفع الناس إلى خوض التجربة التي تتم للمرة الأولى في المحروسة. وتعد مصر من البلدان المؤهلة لأن يكون بها مثل تلك الرياضات لامتلاكها كثيراً من المسطحات المائية، ولمرور نهر النيل بها من الجنوب إلى الشمال.
مواصفات أوروبية
للتعرف على الفكرة عن قُرب، تقول مئاب دياب صاحبة ومؤسسة الدراجة المائية، "فكرة العجل على الماء منفّذة بالفعل في إيطاليا، وعندما شاهدتها شعرتُ بأنها يمكن أن تطبق في مصر على النيل، وستكون مميزة جداً لامتداد النيل إلى مساحة كبيرة بمصر، ومروره في كثيرٍ من المدن، فضلاً عن توافر المقومات التي يمكن أن تؤدي إلى نجاحها وسهولة تطبيقها".
وتضيف، في حديثها مع "اندبندنت عربية"، "بدأتُ في محاولة التعرُّف على طبيعة التكنيك الذي تعمل به ومحتوياتها، وكيفية تركيبها على الدراجات، واستقدمتُها من الخارج، فالجزء السفلي الذي تثبت عليه الدراجة ويجعلها تطفو على الماء يأتي مستورداً، والدراجات نفسها نحصل عليها من مصر، ونختارها بجودة عالية وبمواصفات أوروبية، وجهّزت كل شيء، ودخلت الفكرة حيز التنفيذ".
خوض المغامرة
مع انطلاق الفكرة في مصر ومشاهدة الدراجات فوق سطح النيل كيف تقبّل الناس الأمر؟ عن هذا تقول مئاب، "في البداية كان الشعور السائد هو الدهشة، فالفكرة جديدة تماماً على المجتمع المصري، ولم تُشاهد من قبل، وبعدها بدأ الشعور الغالب يكون هو الرغبة في التجربة وخوض المغامرة، خصوصاً أنها توفر متعة ثريةً لمن يقوم بها، فالدراجة على سطح النيل مع الطقس الجميل واختيارنا أماكن بها مناظر طبيعية تجعل الأمر بالطبع ممتعاً".
وتابعت، "يوجد إقبالٌ على ركوب الدراجات فوق سطح النيل من كل الأعمار مع بعض الاشتراطات، مثل أن يصل الطول إلى حد معين، ونوفر دراجات بمقاسات مختلفة لتناسب الجميع، وإلى حد كبير قلّت نسبة الرهبة الآن عند الناس من خوض التجربة مع انتشار الفكرة، ومشاهدتهم كثيراً من الصور، وكثيرون خاضوا التجربة بالفعل، واستمتعوا بها ونقلوها إلى آخرين".
وعن المقومات أو المواصفات المطلوبة للشخص الذي يرغب بالمشاركة في هذا النشاط واشتراطات الأمان وكيفية توفيرها لقائد الدراجة على النيل، تقول مئاب، "لا توجد مواصفات معينة يجب توافرها للمشاركة، ولا تشترط معرفة قيادة الدراجة بالأساس، ولا القدرة على السباحة، وكلما كان الوزن أقل كان أفضل بالطبع، لأنه يكون أخفّ على الدراجة، ويمكن لكل الأعمار التجربة، وأكثر من يستمتع بالمغامرة هو من لا يستطيع قيادة الدراجة، لأنه يجد نفسه ليس فقط يقود الدراجة، إنما يمر بتجربة جديدة وفريدة من نوعها".
واستكملت، "أمّا بالنسبة إلى عوامل الأمان والسلامة، فبالطبع متوافرة على أعلى مستوى، إذ يرتدي الشخص سترة النجاة، ونكون إلى جانبه، ولا يوجد أي خطر من أي نوع، كما أن الدراجة تكون ثابتة تماماً على مياه النيل، ولا يمكن أن تنقلب أو ما إلى ذلك، خصوصاً أن مياه النيل هادئة تماماً".
لعبة رسمية
توجد كثيرٌ من الرياضات المائية في مصر وغيرها يمارسها الناس وتنظّم لها مسابقات وجوائز، فهل قيادة الدراجات على النيل بهذه الصورة تعد رياضةً أم أنها مجرد لعبة ووسيلة لتجربة ممتعة؟ تقول مئاب "قيادة الدراجات على النيل بهذه الصورة يصلح تماماً لأن يكون رياضة، ونحاول حالياً مع وزارة الشباب والرياضة أن تكون لعبة رسمية لها مسابقات وجوائز واتحاد، فهي تمتلك كل المقومات لتكون رياضة، مثل كثيرٍ من الألعاب المائية الأخرى، إضافة إلى كونها ممتعة لمن يمارسها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتضيف "أتمنى أن تنتشر فكرة ركوب الدراجات على سطح النيل في كل ربوع مصر، فنهر النيل يمر بها من الجنوب إلى الشمال، وكل منطقة أو كل محافظة لها ما يميزها من حيث طبيعتها وطبيعة النيل بها، وتوجد مدنٌ يمر بها النيل تشتهر بنشاطها الكبير في مجال السياحة، ويمكن أن يمثل وجود مثل هذا النشاط إضافة إليها ليمارسها المصريون والسيَّاح على السواء".