يحقق الجيش الإسرائيلي في قصف جوي استهدف بيتا فلسطينياً في غزة وأدى إلى مقتل 8 أشخاص فيه، بمن فيهم خمسة أطفال، بعد اعتراف مصادر عسكرية إسرائيلية بأنهم ظنوا أن المبنى كان فارغاً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قال في البدء إن الهجوم قتل "رسمي أبو ملحوس" أحد قادة الجهاد الإسلامي في مركز القطاع الممتد 25 ميلاً. وضمّن في حديثه صورة للناشط وهو في ملابس مموهة.
لكن الصحافيين المحليين والجيران في دير البلح، حيث وقع الهجوم، زعموا أن العائلة القتيلة هي من الرعاة الفقراء.
وقالوا إن الرجل الذي قتل في القصف الجوي لا يشبه الصورة التي نشرتها القوات الإسرائيلية، مشيرين إلى أن من قتل هو أخو القيادي في الجهاد الإسلامي.
وقد اعترفت مصادر عسكرية إسرائيلية لاحقا لصحيفة هآرتز بأنهم أخطأوا في استهداف البناية التي ظنوا أنها كانت فارغة.
وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي لصحيفة الاندبندنت إن المعلومات الاستخباراتية التي جُمعت قبل شن الهجوم أشارت إلى عدم وجود مدنيين في البناية. وأكدت أن تحقيقاً فتح حول الحادثة.
وأشارت المتحدثة إلى أن "إسرائيل استهدفت بنية "الجهاد الإسلامي" العسكرية في دير البلح. وحسب المعلومات المتوافرة لدى الجيش الإسرائيلي في وقت الهجوم، لم يكن متوقعاً أن يلحق أي ضرر بالمدنيين نتيجة للهجمات". وأضافت أن "الجيش الإسرائيلي يحقق في الضرر الذي لحق بالمدنيين نتيجة الهجوم".
وتجدر الإشارة إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار غير مستقر أُبرم بين مقاتلي "حركة الجهاد الإسلامي" في غزة والجيش الإسرائيلي يوم الجمعة الماضي، وتعرض إلى خرق جزئي بإطلاق رشقات من الصواريخ قابله رد إسرائيلي انتقامي بهجمات جوية.
وأنهت الهدنة التي تحققت بوساطة مصرية قتالاً ضارياً عابراً للحدود، بعد قيام إسرائيل باغتيال بهاء أبو العطا أحد قياديي "الجهاد الإسلامي" العسكريين يوم الثلاثاء الماضي، بقصف صاروخي مركز على منزله، وقيل إن أبو العطا كان يخطط لهجمات "وشيكة" على جنوب إسرائيل.
ورداً على ذلك، أطلق "الجهاد الإسلامي" أكثر من 450 صاروخاً، ضربت مناطق في إسرائيل تمتد من جنوبها إلى العاصمة التجارية، تل أبيب.
وفي المقابل، ردت إسرائيل بهجمات جوية أخرى على القطاع المحاصر ترتب عليها مقتل ما لا يقل عن 34 فلسطينياً بمن فيهم ثمانية أطفال وثلاث نساء، وأكثر من 100 جريح.
أما في إسرائيل، فأصيب ثلاثة أشخاص بجروح طفيفة بسبب إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، إضافة إلى شل الحياة في مساحات واسعة منها.
واستهدفت إسرائيل المبنى في دير البلح قبل ساعات قليلة فقط من دخول وقف النار حيز التنفيذ.
من جانبها، أدرجت وزارة الصحة في غزة قائمة بأسماء قتلى البناية التي تعرضت لقصف جوي، وهم رسمي أبو ملحوس، 45 سنة من قبيلة السواركة؛ وسيدتان هما ماريا، 35 سنة، ويسرى، 39 سنة، إضافة إلى خمسة أطفال أعمارهم 7 سنوات، و12 سنة، و13 سنة، و3 سنوات، وسنتان.
وتكلم الجيران في منطقة دير البلح، شرط عدم الكشف عن هوياتهم، قائلين إن رسمي أبو ملحوس هو أخو أحد قياديي "الجهاد الإسلامي" العسكريين ولا يشبه الصورة التي أظهرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي.
وقال هؤلاء لوكالة أسوشيتد برس إن رسمي لم يكن طرفاً في أي قتال وقُتِلت معه زوجته وزوجة أخيه إضافة إلى أبنائه وأبناء أخيه.
من جانبه، أشار الصحافي المحلي سند أبو لطيفة، الذي كان في مكان الحادث للاندبندنت إلى إن البيت لا يبدو خاصا بقيادي بارز بل يقع في منطقة فقيرة تقيم فيها جماعات من الرعاة.
وقال في هذا الخصوص: "إنها عائلة بدوية، تعيش في منطقة زراعية معزولة. المكان يبدو مروعاً... كل ما بقي منه حفرة عمقها أربعة أمتار تنتشر فيها مقتنيات قليلة. أنتِ لا تستطيعين حتى معرفة أي نوع من المباني كان هنا، فهو دُمر تماماً".
وأفاد أبو لطيفة أن المتطوعين وعمال الطوارئ كان عليهم أن يحفروا في التراب لإخراج جثامين الأطفال.
وأضاف "نحن نعرف أن قيادي "الجهاد الإسلامي" لم يكن حاضراً، لكنه قد يكون أحد أفراد العائلة".
وأظهرت صور الجنازة الأجساد مغطاة بقماش يستر وجوههم. إذ كان ثلاثة منهم ملفوفين بعلم حركة "الجهاد الإسلامي" الأسود.
غير أن أربعة آخرين كانوا ملفوفين بالعلم الأصفر الذي يرمز لمنظمة "فتح" المنافسة، التي توجه دفة السلطة الفلسطينية المتمركزة في الضفة الغربية.
ولم تعلق حركة "الجهاد الإسلامي" على القصف الجوي الإسرائيلي لذلك البيت.
وفي هذا السياق قال عمر شاكر، مدير في منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن هجمات جوية قد يسمح بها القانون الدولي، إذا كان الهدف مصدر تهديد وإذا ما كان إذا كان الأذى الذي يلحق بالمدنيين "يتناسب" مع المكسب العسكري.
وأضاف شاكر في حديثه مع وكالة اسوشيتد برس أن "المدنيين، في الغالب، يدفعون ثمن سياسات الوقوف على حافة الهاوية التي تتبعها الدول والجماعات المسلحة... نحن شاهدنا عدداً من الجولات تاقتالية الآن في غزة حيث فقد المدنيون حياتهم أو دُمرت أملاكهم فأصبحوا يواجهون ظروفاً رهيبة نتيجة للهجمات غير القانونية التي يشنها الطرفان".
وظلت إسرائيل ومقاتلو غزة يتأرجحون على حافة حرب مرات كثيرة خلال السنة الماضية لكنهما لم تتوصلا، إلى اليوم، إلى وقف طويل لإطلاق النار.
ووصل التوتر إلى نقطة الانفجار بسبب الوضع الإنساني الخطير في غزة، التي تأوي نحو مليوني نسمة وظلت تقاوم تحت حصار فرضته إسرائيل ومصر عليها منذ 12 عاماً.
© The Independent