قبل ساعات قليلة من انتهاء الاكتتاب بأسهم شركة أرامكو السعودية (أكبر شركة نفط في العالم)، وتغطية الأفراد للاكتتاب بنسبة 119% حتى الآن، يُتوقع إقبال شرس من المؤسسات المالية في الاكتتاب، الذي ينتهي 4 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
وفي هذا الصدد، قال محللون وخبراء في إفادات متفرقة لـ"اندبندنت عربية"، إن الإقبال الكبير على الاكتتاب بأسهم أرامكو يتلاءم مع أكبر اكتتاب في التاريخ لأكبر شركة نفط في العالم، وسيكون له المردود الإيجابي على سوق الأسهم السعودية "تداول" بالقريب العاجل.
وفي هذا الصدد، أعلنت شركة "سامبا" المالية للأصول وإدارة الاستثمار، بصفتها مدير الاكتتاب لشركة "أرامكو السعودية"، عن نتائج اكتتاب شريحتي الأفراد حتى الساعة الثانية عشرة من ظهر أمس الخميس 28 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، إذ بلغ عدد المكتتبين الأفراد خلال الفترة 4.17 مكتتبا، بإجمالي عدد أسهم بلغ 1.191 مليار سهم، تمثل ما قيمته 38.13 مليار ريال (10.17 مليار دولار).
وحسب بيان "سامبا"، تتواصل عملية الاكتتاب لشريحة الأفراد حتى الساعة 12 مساءً من خلال قنوات الاكتتاب. على أن يتم الإعلان وتحديث نتيجة اكتتاب الأفراد والمؤسسات المكتتبة اليوم الجمعة.
وكانت "أرامكو" أعلنت، الأحد 17 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، تحديد النطاق السعري للطرح الأوليّ وبداية فترة بناء سجل الأوامر لشريحة المؤسسات المكتتبة وشريحة المكتتبين الأفراد لشراء حصة 3 مليارات سهم، فيما سيكون الإعلان الرسمي عن سعر الطرح للأسهم المكتتب بها في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، إذ تم تحديد النطاق السعري للطرح بين 30 ريالاً و32 ريالاً (8.05 إلى 8.55 دولار) للسهم الواحد.
وفي هذا الصدد، جددت رانيا نشار، نائب رئيس مجلس إدارة "سامبا كابيتال"، من ناحيتها التأكيد على أن معدلات الإقبال والمشاركة العالية من قبل شريحتي الأفراد، جاءت على نحو متوقع ويتلاءم مع أكبر اكتتاب في التاريخ لأكبر شركة نفط في العالم.
وقالت نشار إن "حجم الإقبال المتنامي من قبل الأفراد على الاكتتاب، كما تعكسه النتائج المتتالية، يؤكد على مدى الثقة بالجدوى الاستثمارية في الشركة وآفاقها الاستثمارية الواعدة، وعلى إيمان مجتمع المستثمرين والأفراد بالنهج الاقتصادي والاستراتيجي الذي تتبناه السعودية".
اكتتاب المؤسسات أكثر شراسة
وعلى ذات الصعيد، توقع حسام سويد الغايش، مؤسس "أوراق" للدراسات والاستشارات الاقتصادية، أن يكون اكتتاب المؤسسات أكثر شراسة، بخاصة في ظل إعلان عدد كبير من المؤسسات الخليجية نيتها الدخول في الاكتتاب، بعد أن تجاوز اكتتاب الأفراد نسبة 100% وبسعر 30 إلى 32 ريالا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال الغايش إن "ذلك سيسمح بارتفاع نسبة التغطية لأهم وأكبر اكتتاب في المنطقة العربية، ومن المتوقع أن يتجاوز حجم اكتتاب المؤسسات الـ60 مليار دولار، حيث إنه بلغ الخميس الماضي 58.4 مليار دولار".
وأضاف أن العديد من المؤسسات الخليجية ستكون موجودة وبقوة في هذا الاكتتاب في لحظاته الأخيرة، وسيكون اكتتاب أرامكو بمثابة الدافع الأساسي للعديد من الشركات السعودية لطرح حصص من شركاتهم في سوق المال السعودية، نظرا لتدفق السيولة الكبيرة واستفادة السوق السعودية نفسها من هذا الطرح، بحيث أنه سيكون أكثر الأسواق الناشئة التي لديها أسهم في مؤشرات دولية.
وسيكون حجم الطرح 1.5% حجماً أساسياً من إجمالي أسهم الشركة لجمع أكثر من 25 مليار دولار، وفي حال كان سعر الطرح النهائي أقل من 32 ريالاً سعودياً (8.55 دولار)، يكون للمكتتبين الأفراد، فيما يخص الفرق بين قيمة الحد الأعلى للنطاق السعري وسعر الطرح النهائي، الخيار بين الحصول على الفائض النقدي عن طريق رد قيمته للمُكتتب الفرد، أو إمكانية تخصيص أسهم إضافية للمُكتتب الفرد.
وتملك أرامكو، أغنى شركات العالم وأكثرها ربحية، 200 مليار سهم، ما يعني أن قيمتها تحدّدت بين 1.6 و1.71 تريليون دولار، وهو أقل من تريليوني دولار.
إقبال جيد
من جهته، قال علي حمودي، الخبير الاقتصادي، إن "الإقبال من المستثمرين الخليجيين كان جيدا جدا وفاق التوقعات، وأتوقع تسارعاً في نمو أعداد المكتتبين لا سيما خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من اكتتاب الأفراد، وستصل الأعداد إلى ما بين 4.5 إلى 5 ملايين مكتتب في نهاية اليوم، والتغطية ستتجاوز وتقترب من 40 مليار ريال (10.67 مليار دولار)، وبالتالي حجم التغطية سيكون عالياً بالنسبة المطروحة للأفراد وعدد المكتتبين".
أما بالنسبة إلى اكتتاب المؤسسات، رجّح حمودي أن تقوّم صناديق سيادية إماراتية وكويتية الاكتتاب أيضاً وبقيمة تلامس 3 مليارات دولار أو أكثر، وستشهد عملية الاكتتاب إقبالا كبيرا من المؤسسات العائلية السعودية مما يشكل دافعاً للمستثمرين الأفراد لاقتناص الفرصة باقتناء السهم.
وأشار حمودي إلى أن نجاح إدراج أرامكو قد يشجع مؤسسات عائلية أو خاصة للتفكير في إدراج أسهمها للتوسع في أعمالها في المرحلة المقبلة، مما يعزز من مكانة البورصة السعودية "تداول" في المنطقة وفي مقدمة الأسواق الناشئة، وهذا سيجذب السيولة ليس فقط لـ"تداول" وإنما للبورصات الخليجية والعربية الأخرى.
تغطية تتجاوز 200% للأفراد
كذلك قال المتخصص في إدارة الأصول المالية محمد السويد إن "الاكتتابات تغطى بشكل أكبر في آخر يوم من فترة الاكتتاب للأفراد والمؤسسات، لذا من المحتمل أن نرى تغطية تتجاوز 200% للأفراد، بخاصة بعد عروض التمويل الأخيرة من البنوك للمكتتبين، وربما أكثر من ذلك للمؤسسات بشكل كبير".
وكانت أرامكو أعلنت، في نشرة إصدار تكميلية، حصر عملية الطرح على المستثمرين داخل السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي فقط.
ونقلت وكالات عالمية اعتزام صناديق سيادية خليجية الاكتتاب بأسهم أرامكو، على رأسها صندوق أبو ظبي للاستثمار بقيمة تتراوح بين مليار و1.5 مليار دولار، إضافة إلى الهيئة العامة للاستثمار الكويتية.
وقد يكون هذا أكبر اكتتاب عام في التاريخ إذا ما تخطت قيمته عتبة الـ25 مليار دولار التي حصّلتها مجموعة (علي بابا) سنة 2014، وبناء على السعر النهائي يمكن أن تحصّل أرامكو ما بين 24 و25.6 مليار دولار.
وكان من المتوقع أن تبيع أرامكو 5% من أسهمها في السوق المالية المحلية وبورصة أجنبية، لكنّها أعلنت أخيرا أن خطط الطرح خارج السعودية مؤجّلة.
ويعدّ اكتتاب أرامكو بمثابة حجر الزاوية في برنامج الإصلاح الاقتصادي لولي العهد السعودي "رؤية 2030"، ويسعى المسؤولون إلى استقطاب عشرات مليارات الدولارات لتمويل مشروعات ضخمة ضمن هذا البرنامج الطموح.