اعتبر دونالد توسك الذي كان يتحدث عن حملة بريكست أنّ السياسيين الجدد قد أظهروا "استعداداً غير مسبوق للكذب".
ورأى توسك في أول حديث يدلي به بعد انتهاء ولايته كرئيس للمجلس الأوروبي، أنّ بريكست "هو أحد أكثر الأخطاء فداحةً" في تاريخ الاتحاد الأوروبي. ولفت في مقابلةٍ أجراها مع صحيفة "ذا غارديان" البريطانية وستّ صحفٍ أوروبية أخرى، إلى أنّ بريكست كان "التجربة الأشدّ إيلاماً وإثارة للحزن" التي مرّ بها خلال وجوده على رأس عمله السابق.
وفي إشارة إلى السباق الانتخابي الرئاسي الأميركي عام 2016 وحملة بريكست، قال توسك إنّ العنصر الجديد الذي برز في السياسة هو "الاستعداد غير المسبوق للكذب بشأن كلّ شيء تقريباً... والتعامل مع الأكذوبة كأداةٍ مشروعة لتحقيق الفوز". وأضاف بأنّ هذا التصرّف "المعيب" كان ليجرّد السياسيين من أهليّتهم قبل عشر سنوات.
وعندما سألته "ذا غارديان" أن يسمي الأشخاص الذين يقصدهم، أجاب توسك "لا أريد أن أكون دراماتيكياً في مقابلتي الأولى... لديّ ما يكفي من المشاكل في بلدي الأمّ مع الكاذبين المحترفين والمرضيين".
وكان وزير بريكست ستيفن باركلي قد أعرب الشهر الماضي عن استيائه من تعليقات صدرت عن توسك بشأن المملكة المتحدة. وكان السبب في تذمره خطاب بدا فيه رئيس المجلس الأوروبي سابقاً وكأنه يدعم خصوم بوريس جونسون عشية الانتخابات العامة، من خلال تقديم نصيحة للناشطين بعدم الاستسلام فيما يتعلّق بمحاولة إسقاط بريكست.
ورأى توسك في خطابه أنّ المملكة المتحدة ستصبح "دخيلةً ولاعباً ثانوياً" بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي معتبراً أن قول أحد أصدقائه إنّها "النهاية الفعليّة للإمبراطورية البريطانية" كان صحيحاً إلى حدّ ما.
ورأى باركلي أنّ ذلك الخطاب كشف عن "استهتار تام بالديمقراطية من جانب بعض كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي".
وفي الحديثٍ الذي أجراه في اليوم التالي على تولّيه رئاسة حزب الشعب الأوروبي، أعرب توسك لصحيفة "إل بايس" الاسبانية الخميس الماضي عن شعوره بأنّ بريكست "كان بمثابة درس". وأضاف "لهذا السبب لا أحد في أوروبا يفكّر جدياً بالخروج من الاتحاد".
وكان توسك اعتبر في أكتوبر (تشرين الأول) 2016، أنّ "الحقيقة المرّة هي أنّ بريكست سيشكّل خسارة لنا جميعاً. لن يكون هنالك من حلوى على الطاولة لأيّ كان. كلّ ما سيتبقّى هو الملح والخلّ".
ثم قال فبراير (شباط) الماضي "أتساءل كيف يبدو ذلك المكان الخاص في الجحيم لأولئك الذين روجوا لبريكست حتى من دون أن تكون لديهم مسودة لخطة تنفيذها بشكل آمن".
© The Independent