أطلقت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بتونس، رسمياً، أول "راديو واب" لمكافحة الفساد في تونس وفي العالم العربي تحت اسم "نزاهة أف أم" (http://www.radionazaha.tn/)، ويسعى هذا المولود الإعلامي الجديد إلى طرح وكشف ملفات الفساد في البلاد من مختلف جوانبها، وأشرف رئيس الحكومة المكلف بتصريف الأعمال يوسف الشاهد على افتتاح أشغال المؤتمر الوطني الرابع لمكافحة الفساد الذي يعقد تحت عنوان "مكافحة الفساد... مسار تشاركي"، وأعطى الشاهد إشارة انطلاق بث راديو نزاهة وهو أول "راديو واب" لمكافحة الفساد في تونس والعالم العربي.
وتندرج هذه التجربة، وفق ما أعلن رئيس الهيئة شوقي الطبيب في كلمته بالمؤتمر، في إطار السياسة الاتصالية الجديدة للهيئة، موضحاً أنّ "هذه الإذاعة الأولى ستكون متخصّصة في الحوكمة ومكافحة الفساد، وترمي الى ترسيخ القيم الإيجابية لدى الجميع، ومعايير التصرف التي تكرس الشفافية والحوكمة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
محمل إذاعي متكامل
وتقول إحدى مؤسسات الإذاعة الصحافية أمل الجربي "تخصص الإذاعة في مجال الحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد لا يعني أنها ستكون إذاعة أكاديمية" موضحة أنه إذ "تقوم برمجتها على سرد تقارير وبحوث، وتعمل في الوقت نفسه بالمقومات المتعارف عليها في المجال الإعلامي والإذاعي"، ولفتت الجربي إلى أن برمجة الإذاعة ستكون متكاملة، وتطرح جميع المواضيع مستدركة "إنما يكون الطرح والتناول من زاوية الحوكمة ومكافحة الفساد" مفسرة "على سبيل المثال، يمكن أن نقوم بتحليل مقابلة رياضية، ولكن التركيز سيكون على حالة الملعب مثلاً في إطار الحديث عن ملف صفقات الملاعب في تونس بطريقة طريفة مع الاعتماد على معطيات وأرقام رسيمة".
وتضيف الجربي "التجربة تكاد تكون من التجارب القليلة في العالم باعتبار أن الإذاعة الوحيدة تقريباً موجودة في سويسرا، وهي إذاعة خاصة"، وفي خصوص برمجة الإذاعة تقول الجربي "ستكون محملاً إعلامياً متكاملاً يرتكز أساساً على مبدأ مكافحة الفساد بفتح العديد من الملفات وأيضاً سيكون لها دور إخباري في ما يخص كل أنشطة الهيئة"، وتتابع أنهم اضطروا إلى إطلاق الإذاعة على الواب بسبب ضعف الإمكانيات المادية، ألا أنهم أودعوا ملف طلب ذبذبات على موجات الـ "أف أم".
"قول لا للفساد"
تحت شعار "قول لا للفساد" وباسم "نزاهة" الذي يحمل كل أبعاد الميثاق التحريري للإذاعة، انطلق البث الأوّلي لـ "راديو نزاهة" بتاريخ التاسع من ديسمبر (كانون الأول) والذي لم يكن اختياره اعتباطياً، وذلك بتزامنه مع تاريخ الاحتفال العالمي لمكافحة منظومة الفساد والفاسدين، وهو اليوم الذي يسبق الاحتفال بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وتطمح إذاعة "نزاهة" إلى أن تكون الصوت العالي لمستمعيها في تحقيق مناخ سويّ ورؤية متكاملة لمعالم الحوكمة الرشيدة، وأن تكون أيضاً منبراً للمختصين والباحثين والإعلاميين ومصدراً صادقاً للمعلومة.
المرض الذي استعصى علاجه
جدير بالذكر أنه منذ ثورة يناير 2011 اتجهت تونس لمكافحة ظاهرة الفساد التي تفشت في كل مفاصل الدولة، وفي هذا الإطار، تأسست الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وهي هيئة دستورية، لكن على الرغم من كل الجهود، فإن الفساد في تونس لا يزال المرض الذي استعصى علاجه. يذكر أن تونس تقدّمت بمرتبة واحدة في التصنيف العالمي لمؤشر مدركات الفساد لسنة 2018 لتحتلّ المرتبة 73 من مجموع 180 دولة شملتها الدراسة، التي تعدّها منظمة الشفافية الدولية، بعد أن كانت في المرتبة 74 سنة 2017.
