عاد رئيس الوزراء البريطاني إلى 10 داونينغ ستريت لييستأنف مهامه بعد التقائه العاهلة البريطانية الملكة إليزابيث الثانية؛ لكن الصحف البريطانية كانت قد أعلنت تتويجه بأغلبية مطلقة بناء على التقديرات شبه المؤكدة ثم النتائج شبه النهائية فالنهائية.
ففي عنوانها الرئيسي (المانشيت)، فوق صورة زعيم المحافظين وهو يحتضن كلبه، كتبت "الديلي تيلغراف" قائلة: "جونسون في سبيله إلى اكتساح انتخابي بعد أن دفعت تقديرات ما بعد التصويت المحافظين بعيدا في المُقدمة". وتنبأت الصحيفة -حيث اشتغل جونسون صحافيا فيها لمدة من الزمن- أن يمضي قدما لإنجاز ما وعد وجر بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي بنهاية الشهر المُقبل. وقالت أيضا أن هذه الانتخابات جعلت من زعيم العماليين جيريمي كوربين أقل زعماء الحزب شعبية وتوفيقا.
"الديلي ميل" لم تتوان عن إبداء غبطتها بعنوان عريض يقول - فوق صورة لرئيس الوزراء مع رفيقته: "ابتهجوا! بوريس يرتفع إلى نصر كاسح". ورأت الصحيفة أن هذا "النصر المؤزر" يعني إنجاز بريكست، وضربة قاضية تنهال على استفتاء ثان في مسألة الخروج من الاتحاد.
وتنبأت "الديلي ميل" بـ"حرب أهلية هائلة" داخل حزب العمال وتنافسا شديدا على زعامته.
الصورة نفسها تقريبا تصدرت صفحة "ميترو" الأولى وهي تؤطر عنوانا بأحرف بيضاء بحجم حروف عنوان الصحيفة المجانية: "اكتساح لبوريس".
واستخدمت "الصن" صورة رئيس الوزراء البريطاني مع صديقته للتلاعب باسمها الشخصي في عنوان يحث جونسون على مواصلة مسيرته: "كاري أون بوريس. اكتساح المحافظين.. وكوربين فوق دراجته". ورأت الصحيفة أن النتائج كانت كارثة لكوربين وحزبه بقدر ما كانت انتصارا تاريخيا للمحافظين.
"الأسد البريطاني يزأر لبوريس وبريكست!" عنونت "ديلي إكسبريس" بشيء من الحماسة القومية، على عكس صنوتها "ديلي ميرور" التي رأت في انتصار المحافظين "كابوسا قبل أعياد الميلاد"، متنبئة بـ"جحيم محافظ" خلال السنوات الخمس المقبلة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واختارت "ديلي ستار" السخرية من المحافظين والعماليين على السواء فعنونت: "الأمير المهرج" تحت صورة لبوريس جونسون عُدلت بحيث أُلصقت كرية حمراء بأنفه وُجعل كلبه سالف الذكر يتحدث إلى نفسه قائلا: "البلد صار للكلاب".
عنوان "التايمز" البارز التزم نبرة محايدة: "التصويت في الانتخابات يؤشر إلى اكتساح جونسون. المحافظون يتوجهون إلى انتصار كبير منذ ثاتشر 1987. أسوأ نتيجة لحزب العمال منذ أكثر من 80 سنة".
النبرة نفسها تقريبا طبعت عنوان "الفاينانشل تايمز" البارز: "تقديرات ما بعد التصويت تؤشر إلى انتصار لجونسون بغالبية محافظين ضخمة". ورأت الصحيفة أن رهان جونسون قد أتى أكله على نحو "استعراضي" وذلك بعد أن "تقبل الجمهور في غالبيته شعار حملته الانتخابية الداعي إلى إنجاز بريكست".
يسارا، لم يحد عنوان "الغارديان" كثيرا عما سطرته نظيرتاها، على عكس صحيفة "آي" التي وضعت فوق صورة لرئيس الوزراء البريطاني وهو يلتقط صورة مع أحد الأنصار - عنوانا مقتضبا يقول: "جونسون طليق العنان". وفي تلميح إلى تقدم الحزب القومي الإسكتلندي الذي فاز بـ55 مقعدا، تنبأت الصحيفة بأن تكون الأيام المُقبلة ساحة حرب من أجل المملكة المتحدة. وكانت زعيمة الحزب ورئيسة حكومة اسكتلندا نيكولا ستورجون قد لمحت إلى شيء من هذا القبيل عندما قالت إن هذه النتائج تعلن دعم فكرة استفتاء ثان في استقلال اسكتلندا عن بريطانيا.
أما "اندبندنت" فقد أكدت أن للمحافظين غالبية هي الأولى منذ اثنتين وثلاثين سنة. لكنها مضت تقول في افتتاحيتها إن المسرح السياسي قد تغيرت ملامحه "بيد أننا غير متوجهين إلى بريطانيا متمتعة بطاقة متجددة والتي وعد بها بوريس جونسون."