اعتذرت غريتا تونبرغ الناشطة السويديّة في مجال مكافحة تغيّر المناخ بعدما أسيء فهم قولها إنّه "ينبغي وضع السياسيين إزاء الحائط"، (وهو تعبير بالإنكليزيّة يشير أصله إلى حائط تنفيذ أحكام الإعدام رمياً بالرصاص، علماً أنّه لا يُفهم حرفياً عادة).
وتقوم الشابة منذ مدة بجولات حول العالم سعياً إلى حشد الدعم لحركتها الخضراء في مجال البيئة، وتدعو الشباب إلى محاسبة حكوماتهم على مساهمتها في التغيّر الذي يطاول المناخ.
غضب وبلبلة
غير أنّ غريتا تسبَّبت في غضب وبلبلة في اجتماع حاشد في مدينة تورينو الإيطاليّة يوم الجمعة الماضي بعدما أخبرت الناشطين أنّ "زعماء العالم ما زالوا يحاولون الهرب من مسؤولياتهم، لكن علينا أنّ نحرص على ألا يتمكّنوا من ذلك. سنتأكد من أننا وضعناهم إزاء الحائط، وسيتعيَّن عليهم القيام بعملهم من أجل حماية مستقبلنا".
وهكذا، سرعان ما تلقفت ذلك التعليق الأوساط اليمينيّة التي طالما انتقدت المراهقة، من بينها "بريتبارت" الموقع الإخباريّ الأميركيّ اليمينيّ المتطرِّف الذي اتهم غريتا بأنّها تميل إلى "طريقة فيدل كاسترو" الزعيم والرئيس الكوبي، بحسب تعبيره.
بيد أنّ الفتاة البالغة من العمر 16 عاماً عادت وصوّبت سوء الفهم هذا، وقالت إنّ الأمر ببساطة يتعلّق بالترجمة، وإنّها مزجت التعبير السويديّ بكلمات إنكليزيّة لتخرج في النهاية بتقاطع "سويدي- إنكليزي"، حسب تعبيرها.
وفي تغريدة نشرتها على حسابها عبر "تويتر"، كتبت، "بالأمس ذكرت أنّه يتعيَّن علينا محاسبة قادتنا، ولسوء الحظ قلت إن علينا "وضعهم أمام الحائط". في الحقيقة، كنت أترجم الكلام من السويديّة إلى الإنكليزيّة، والتعبير الأصليّ في السويد يعني إخضاع شخص ما للمساءلة".
مؤتمر تغير المناخ
وأضافت، "مع الأسف، هذا ما يحصل عندما ترتجل خطبتك بلغة غير لغتك الأم. لكن بالطبع أعتذر إذا أسيء فهم كلامي. ولا يمكنني التعبير بما فيه الكفاية عن حقيقة أنني، وحركة الإضرابات المدرسيّة كلها على حد سواء، ضدّ أيّ شكل من أشكال العنف المحتملة... الأمر واضح أصلاً وغنيّ عن ذكره ولكني أقول ذلك على أي حال".
يأتي هذا التطوّر في وقت تتطلّع الناشطة إلى العودة إلى وطنها لأخذ استراحة من حملاتها بعدما سافرت حول العالم مستقلةً قوارب وقطارات.
وكانت غريتا، التي ترفض استخدام النقل الجويّ بغية الحدّ من انبعاثات الكربون، وصلت إلى تورينو في شمال إيطاليا بالقطار آتية من مدريد بعد حضورها مؤتمر "الأمم المتحدة" المعني بتغيّر المناخ في العاصمة الإسبانية. تذكيراً، كانت تلك المناقشات ستُقام في تشيلي في البداية، ولكنها نُقلت إلى تورينو بعد اندلاع الاحتجاجات في العاصمة سانتياغو.
وأمضت المراهقة معظم أيام الخريف تقوم بحملات في الولايات المتحدة الأميركيّة من أجل خير المناخ، ويُشهد لها مهاجمتها قادة دول العالم في مقر "الأمم المتحدة" في نيويورك في سبتمبر (أيلول) بسبب لامبالاتهم وتقاعسهم عن مكافحة الأزمة البيئيّة.
© The Independent