قفزات هائلة حلت على البورصات الأميركية والعالمية بعد عودتها للعمل أمس الاثنين، على وقع الاتفاق التجاري الذي تم الجمعة الماضية بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، وأنهى حربا تجارية بدأت في مايو (أيار) الماضي بين أكبر اقتصادين في العالم، وكادت تؤدي إلى ركود عالمي.
وحطمت البورصات الأميركية أرقاما قياسية جديدة مع إغلاقها أمس، حيث وصل مؤشر "داو جونز" الصناعي إلى مستويات 28234.43 نقطة مرتفعا 0.35%، بينما بلغ مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" مستويات 3191.45 نقطة مرتفعا 0.7%، وبلغ مؤشر "ناسداك" 8814.23 نقطة بنسبة ارتفاع 0.9%.
وعمت حالة من الارتياح في أوساط المستثمرين منذ الصباح الباكر في "وول ستريت"، حيث شهدت جلسة افتتاح الأسبوع ارتفاعات منذ بدء التداولات.
البورصات الأوروبية تشتعل أيضا
وكحال البورصات الأميركية، كذلك كان وضع البورصات الأوروبية، حيث اعتبر المستثمرون أن وصول الطرفين الأميركي والصيني إلى اتفاق مؤشر مبشر لعودة نمو الصناعات الأوروبية، خصوصا الألمانية، التي تأثرت سلبيا من الحرب التجارية الأميركية- الصينية.
وصعد مؤشر ستوكس 600 الأوروبي إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، بحسب بيانات "رويترز"، حيث أنهى المؤشر مرتفعا 1.4% عند 417.75 نقطة، بينما قفز مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 2.3%، وإن كانت لدى مكاسب بورصة لندن عوامل داخلية سياسية مرتبطة بفوز رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في الانتخابات، ما خفض المخاوف التي أحاطت بملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
كما تأتي ارتفاعات بورصة لندن مدعومة بما قاله المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، لاري كودلو، أمس، من إنه سيزور بريطانيا أوائل يناير (كانون الثاني) لإجراء محادثات اقتصادية وتجارية في أعقاب فوز حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء بوريس جونسون في انتخابات الخميس الماضي، حيث هناك اتجاه لإتمام اتفاق للتجارة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
اتفاق المرحلة 1
وكانت واشنطن وبكين توصلتا إلى اتفاق أوليّ عُرف باتفاق "المرحلة 1"، ويقضي بخفض الولايات المتحدة رسومها الجمركية على البضائع والمنتجات الصينية، مقابل تعهد بكين زيادة مشتريات الصين من السلع الزراعية الأميركية بقيمة 32 مليار دولار وتنفيذ إصلاحات في حماية حقوق الملكية الفكرية للمنتجات الأميركية وإصلاحات لتجنب التلاعب بالعملة الصينية "اليوان".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال كودلو أمس إن "صادرات الولايات المتحدة إلى الصين ستتضاعف في ظل اتفاق (المرحلة 1) للتجارة الذي تم التوصل إليه بين واشنطن وبكين". وهذه الإشارة التي قالها كودلو كانت كفيلة وحدها بإشعال البورصات أمس.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن "مفاوضات حول اتفاق (المرحلة 2) بين أميركا والصين ستبدأ على الفور".
وكان هناك بعض الحذر في الجانب الصيني، حيث قال عدد من المسؤولين الصينيين، لـ"رويترز"، إن "صياغة الاتفاق ما زالت مسألة حساسة، وإن الحذر ضروري لضمان ألا تجدد الصياغات المستخدمة في النص تصاعد التوترات وتعمق الخلافات".
التنفيذ هو الحكم
وكانت واشنطن بدأت الحرب التجارية عندما رفعت الرسوم الجمركية على الصادرات الصينية إليها في مايو (أيار) الماضي بنسب وصلت إلى 25%، ثم قامت بكين بالمثل.
ويتوقف الاتفاق الجديد على التنفيذ، حيث قال الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر إن "نجاح الاتفاق سيعتمد على قرارات المسؤولين في بكين. إذا كان المتشددون هم من يتخذون القرارات فسنحصل على نتيجة ما، وإذا كان الإصلاحيون هم من يتخذون القرارات، وهو ما نأمله، فسنحصل عندئذ على نتيجة أخرى".
وسيتم توقيع الاتفاق في الأسبوع الأول من يناير (كانون الثاني(.
وفي بكين، ظهرت بعض الأرقام المشجعة أمس، حيث تجاوز نمو قطاعي الصناعة والتجزئة في الصين التوقعات في نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث قال مكتب الإحصاءات الوطني إن الإنتاج الصناعي ارتفع 6.2 %على أساس سنوي في نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزا متوسط التوقعات لنمو 5% في استطلاع أجرته "رويترز"، ومقارنة مع 4.7 % في أكتوبر (تشرين الأول)، وهو أسرع وتيرة نمو في خمسة أشهر.
النفط يواصل الصعود
وكانت أسعار النفط قفزت يوم الجمعة بعد إتمام الاتفاق لأعلى مستوياتها في ثلاثة أشهر، بحسب بيانات "رويترز"، وظلت محافظة على مكاسبها، حيث استقرت العقود الآجلة لخام برنت مرتفعة عشرة سنتات بما يعادل 0.15 % إلى 65.32 دولار للبرميل، في حين نزل خام غرب تكساس الوسيط أربعة سنتات أو 0.07 % إلى 60.03 دولار للبرميل.
ومن المفارقة أن أسعار الذهب ترتفع في ظل صعود الأسهم والنفط، وهو ما كان يجري بالعكس، في مؤشر يظهر أن بعض المستثمرين يلجؤون للذهب كإجراء تحوطي.
وزاد السعر الفوري للذهب 0.2 % إلى 1477.73 دولار للأوقية (الأونصة). وارتفع الذهب في العقود الأميركية الآجلة 0.1 % إلى 1482.10 دولار.