يعتبر عيد الميلاد في أيّ مكان في العالم أكثر من مجرّد تقليد متوارث ومناسبة عائليّة، إنّه مهرجان طعام احتفالي بامتياز.
لكن ما يُقدّم على الموائد عشيّة الميلاد يختلف بين بلدٍ وآخر، وقلّما يتصدّره طبق الدّيك الرّومي المُتعارف عليه في الولايات المتحدة.
ولعل الأطباق التقليدية التي يجري إعدادها بهذه المناسبة حول العالم، من مخفوق البيض البورتوريكي الذي يُقدّم في قشور جوز الهند وحتى خليط غوبرورا السّويدي من البيض وسمك الأنشوفة، توحي بالتنوع الواضح بين الشعوب في طرق الاحتفال بالعيد المجيد والتمتع ببهجته.
السّويد
تُفتتح "مائدة الميلاد" في السّويد عادةً بأطباق سمك باردة، تليها أطباق لحوم ومأكولات ساخنة، ثم الحلوى. وفي أغلب الأحيان، تتضمّن هذه المائدة لحم الخنزير المسلوق والمغطّى بالبيض وفتات الخبز والخردل الذي يُقدّم بارداً إلى جانب كريات اللحم وضلع لحم الخنزير الدّهني أو لوتفسيك وطبق السّمك والبطاطس ونقانق الخنزير.
أما مشروبات العيد، فتتألف من الغلوغ وهو عبارة عن نبيذ ساخن اعتاد السّويديون شربه قبل وجبة العشاء أو بعدها.
بورتوريكو
يطهو البورتوريكيون طبقهم الوطني في عيد الميلاد من لحم خنزير رضيع مشوي أو ما يُعرف باسم ليشون. ويمثل هذا الطبق الجزء المكون من اللحم، على مائدة العيد. وليس من السهل إعداده، إذ يتطلّب مجهود شخصين على الأقل لمراقبة الخنزير وتقليبه بين الفينة والفينة اعتباراً من السّاعة الثانية فجر يوم العيد كي يكون جاهزاً بحلول موعد وليمة عشاء الميلاد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبالإضافة إلى طبق لشيون، يُقدم البورتوريكيّون على مائدة العيد المورسيلا أو نقانق الدّم ومعجنات اللحوم أو الباستيلز، ليصلوا ختاماً إلى الحلويات التي تشتمل على التيمبليك أو بودينغ جوز الهند الذي يتناغم بشكلٍ مثالي مع الكوكيتو أو النّسخة البروتوريكية من مخفوق البيض المعدّ من الحليب المكثّف وحليب جوز الهند وشراب الروم.
اليابان
يتمحور عيد الميلاد في اليابان حول الدّجاج المقلي. ويُقال إنّ هذه الفترة المجيدة هي الأكثر إزدحاماً في السّنة بالنّسبة إلى سلسلة مطاعم "كي إف سي". ويعود هذا التقليد إلى بداية عام 1974 حين أطلقت سّلسلة المطاعم الأميركية المذكورة حملةً دعائية ناجحة بعنوان "كنتاكي للميلاد". وتحرص غالبية الأسر اليابانية على تقديم طلباتها من وجبات الدّجاج المقلي الجاهزة قبل أسابيع عدّة من العيد
وبالإضافة إلى الدّجاج، يتناول اليابانيون في وليمة العيد التّقليدية كعك الميلاد، وخصوصاً كعك الفريز. وأخيراً وليس آخراً، مشروب السّاكي السّاخن الذي يرتشفونه مع الطّعام.
البرتغال
للإحتفال بعيد الميلاد، يتفنن البرتغاليّون بإعداد أطباقٍ منوّعة من سمك القدّ والبطاطس المسلوقة. لكنّ اهتمامهم الأكبر يبقى منصباً على أصناف الحلويات والمعجنات التي يُقدمونها على موائدهم، ولاسيّما كعكة الميلاد بنوعيها: بولو راي الغنيّة بالفاكهة والمكسرات وبولو راينا الخالية من الفاكهة المعسّلة، وفيلهوس الذي هو عبارة عن عجينة مقلية مغطاة بالقرفة والسكر، وحلوى بروا الصّغيرة المصنوعة من البطاطا الحلوة وصفار البيض.
أوروبا الشّرقية
تشتمل مأدبة ليلة الميلاد في ليتوانيا كما في بولندا وأوكرانيا على تشكيلة منوعة من 12 طبقاً تخلو كلها من اللحوم والبيض والحليب، وذلك احتراماً لصيام الميلاد الذي يُمارسه أتباع الكنيستين الأرثوذوكسية والكاثوليكية الشرقية. صحيح أنّ هذا الصّيام لم يعد رائجاً كما كان في السابق، لكنّه لا يزال يفرض نفسه على ولائم الميلاد التي تعتمد بشكلٍ أساسي على أطباق من الحبوب والسّمك.
وبالنّسبة إلى أطباق السّمك تحديداً، فغالباً ما تتكوّن من سمك الرّنجة أو الشّبوط أو الكراكي الرّمحي التي كثيراً ما تُقدّم مع الفطر.
ومن المشروبات الشائعة ليلة الميلاد، كيسيل التّوت البري أو شراب الفاكهة المجفّفة، وثمة تقاليد ختامية لعشاء الميلاد تختلف حسب البلد.
ألمانيا
يضمّ عشاء الميلاد في ألمانيا طبقاً رئيسياً مكوّناً من بطة أو إوزة أو أرنب أو أيّ نوع آخر من اللحوم المشوية، فضلاً عن أطباق جانبية كالبطاطا وفطائر الكرنب الأحمر.
وعلى قائمة الحلويات، هناك البيوت المصنوعة من خبز الزنجبيل والمسماة pfefferkuchenhaus ، علاوة على ستولين وهو عبارة عن رغيف خبز بالفاكهة المجفّفة والمكسرات والتوابل تُغطّيه طبقة من بودرة السكر.
والمشروب الرائج في أجواء عيد الميلاد الإحتفالية في ألمانيا يُدعى الـ Feuerzangenbowle أو "ملقط النّار" وهو خليط من النبيذ الساخن والروم ويُوازي بشعبيّته النبيذ السّاخن الاعتيادي أو ما يُعرف بـ Glühwei.
النّرويج
يُعدّ الخنزير المشوي مع مخلّل الملفوف والبطاطا المسلوقة أكثر الأطباق شعبيةً في النرويج ليلة الميلاد؛ يليه رأس الغنم الذي يُطهى على البخار ويحرص النرويجيون على تناول أذنيه وعينيه قبل استخراج دماغه ليُقدّم بعدها مسلوقاً أو مقليّاً.
وفي الختام، يأتي دور حلوى مولتيكريم التي يحضّرونها من التوت الشّمالي والكريمة المخفوقة والسكر.
أميركا
يشبه عشاء عيد الميلاد في أميركا عشاء عيد الشّكر هناك، بوجود الدّيك الرّومي أو لحم الخنزير والحشوة وبوريه البطاطا وصلصة الغرايفي.
وبالنّسبة إلى اليهود المقيمين في أميركا، فلديهم في هذه المناسبة تقليدهم الخاص الذي يقضي بتناول المأكولات الصينية في المطاعم المتخصصة بتقديمه والتي لا تُقفل أبوابها في الأعياد.
غرينلاند
في غرينلاند، تُحتّم العادات والتّقاليد على الرّجال خدمة النساء ليلة الميلاد وتقديم العشاء لهنّ.
وبوجهٍ عام، يتكوّن عشاء العيد المجيد من ماتاك، وهو قطع طولانية من دهن الحوت السميك المغمّسة بدهنه الطري، و"كيفياك" الذي هو عبارة عن طبق من لحم طيور الأوك التي تُخمّر في جلود الفقمات لشهور عدّة وتُؤكل حالما تبدأ بالتحلّل.
أما الحلويات، فتقتصر على عصيدة الميلاد الشعبيّة التي تُقدّم مع الزبدة وتُزيّن بالقرفة والسّكر.
جامايكا
يُحضّر عشاء الميلاد في جامايكا عادة في الليلة السابقة للعيد على أن يتضمّن الفاكهة والحميّض واللحوم وشراب البنش. وفيما يخصّ الطبق الرئيسي، فقد يتراوح بين الدّيك الرومي والماعز بالكاري ويخنة ذيل الثّور.
بريطانيا
لا يكتمل عشاء الميلاد في بريطانيا من دون ديك رومي وبطاطا مشوية وبراعم بروكسل وفجل أبيض وسندويشات نقانق صغيرة وحشوة وصلصة غرايفي وصلصة توت بري؛ وختامه مسك طبعاً مع بودينغ الميلاد وشراب النبيذ السّاخن.
© The Independent