طالبت مجلة مسيحية إنجيلية أميركية كان قد أسّسها المبشّر الإنجيلي الراحل بيلي غراهام، بإقالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب من منصبه، متّهمة إياه بالتصرّف بطريقة "لا أخلاقية للغاية".
ورأت مجلة "كريستيانيتي توداي" في مقالٍ افتتاحي نُشر بعد يوم من تصويت مجلس النوّاب لعزل ترمب بتهمة الإساءة إلى منصبه وعرقلة عمل الكونغرس، أن على الرئيس أن يتنحّى، راميةً بقفّاز التحدّي في وجه الأعضاء "الجمهوريّين" في مجلس الشيوخ، الذين أشاروا إلى أنهم سيصوّتون ضد إجراءات العزل لتمكين ترمب من البقاء في منصبه.
ويوضح فريق مجلّة "كريستيانيتي توداي" أنه "لطالما كان النهج المعتمد في المجلّة هو الترّفع عن النزاعات، وإتاحة المجال للمسيحيّين الذين لديهم وجهات نظرٍ سياسية مختلفة، بتقديم حججهم في المجال العام، لتشجيع الجميع على السعي نحو تحقيق العدالة وفقاً لمعتقداتهم، والتعامل مع معارضتهم السياسية بأمانةٍ قدر الإمكان."
ويضيف: "نريد أن تكون مجلة كريستيانيتي توداي المكان الذي يرحّب بالمسيحيّين من مختلف الأطياف السياسية، ويذكّر الجميع بأن السياسة ليست الغاية والهدف من وجودنا". وعلى الرغم من ذلك، أشار رئيس تحرير المجلّة مارك غالي، إلى أنها تناولت في بعض الأحيان مسائل ذات أهمية وطنية، وهو ما كان قد شجّعها عليه مؤسّسها الراحل الذي تُوفّي العام الماضي عن عمر ناهز تسعةً وتسعين عاما.
وكان غراهام، الذي يُعدّ من بين الزعماء الدينيّين البيض الأكثر نفوذاً في تاريخ الولايات المتّحدة، قد أسّس المجلّة في العام 1956، التي أصبحت الآن مرتبطة أكثر بعائلته.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويعتبر رئيس تحريرها الراهن أن "الديموقراطيّين كانوا مناهضين للرئيس دونالد ترمب منذ أن تولّى منصبه. لكن "الحقائق في هذه القضية لا لبس فيها، فقد حاول رئيس الولايات المتحدة استخدام سلطته السياسية لإجبار زعيم أجنبي على مضايقة أحد خصومه السياسيّين وتشويه سمعته. إن هذا ليس انتهاكاً للدستور فحسب، بل هو أهم من ذلك، إنه عمل لا أخلاقي للغاية".
وتُعدّ خطوة هذه المجلّة مهمّةً لأن المطبوعة يقرأها أكثر من أربعة ملايين شخص كلّ شهر، ويشكّل هؤلاء جزءًا من قاعدة ديموغرافية لطالما بذل الرئيس جهداً من أجل الاستفادة من دعمها. ففي العام 2016، حضّ ترمب المسيحيّين الإنجيليّين على تأييده، على الرغم من تاريخه المعروف بالزواج ثلاث مرّات، وبكونه قطباً لكازينو فاشل، إضافةً إلى الشكوك في معتقداته الدينية.
وأشارت أرقام استطلاعات الرأي إلى أنه حصل على تأييد 81 في المئة من المسيحيّين الإنجيليّين الذين يشكلون ما يصل إلى 25 في المئة من عدد الناخبين في الولايات المتّحدة.
وخلص المقال إلى القول إنه "باستخدام أحد الكليشيهات القديمة، فقد حان الوقت لتسمية الأشياء بمسمّياتها الحقيقية، ولنقل إنه بغضّ النظر عن عدد المرّات التي فزنا بها في لعبة البوكر السياسية هذه، فإننا نجد أنفسنا أمام مجموعةٍ يكتنفها الفجور الجسيم وعدم الكفاءة الأخلاقية."
© The Independent