أخفقت عشرات المستشفيات التابعة لـ" خدمة الصحة الوطنية" (إن. إتش. إس) البريطانيّة في الاستجابة إلى تنبيهات تحذِّر من أنّ المرضى الذين يتلقون الرعاية الطبيّة في أروقتها يمكن أن يُصابوا بأذى، حسبما علمت صحيفة "اندبندنت".
وأُفيد أنّ قرابة 50 مستشفى تابعاً للخدمة فاتته المواعيد النهائيّة المحدّدة لإجراء تعديلات تهدف إلى الحفاظ على سلامة المرضى، الأمر الذي قد يعرّضها حالياً لمساءلة قانونية. ولدى أحدها، وهو "مستشفى برمنغهام للنساء والأطفال"، تنبيه مرّ على موعد تطبيقه النهائي أكثر من خمس سنوات، ومع ذلك لم تُعالج هذه المسألة حتى الآن.
وتحذّر حالياً "لجنة جودة الرعاية" البريطانيّة، وهي الجهة المستقلة المسؤولة عن تنظيم جميع المستشفيات التابعة لـ"إن. إتش. إس"، من أنّها تتحقّق من امتثال المستشفيات كافة إلى التنبيهات الخاصة بسلامة المرضى، ويُحتمل أن تتّخذ إجراءات في حق المستشفيات التي تتجاهل المواعيد النهائيّة للاستجابة لتلك التنبيهات.
وتشتمل تنبيهات سلامة المرضى البارزة على إجراءات احترازيّة لتفادي حوادث سقوط الأطفال، واستخدام أكثر أماناً للأدوية بغية تجنّب الوفيات، بالإضافة إلى إدخال تغييرات على العمليات الجراحية منعاً للإصابات.
وترسل الهيئات الوطنيّة عادة تنبيهات السلامة إلى المستشفيات التي تشهد أجنحتها حالات وفاة وإصابات خطيرة تعرّض لها المرضى، حين يكون هناك حل محدد وبالتالي يتوجّب اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفادي تكرار تلك الحوادث.
ومع أنّ نظام تنبيهات السلامة يعمل منذ 20 عاماً تقريباً، ما زالت "إن. آتش. أس" تشهد حالات وفيات أو إصابات يتعرّض لها المرضى نتيجة أخطاء معروفة يمكن تجنّبها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جانبه، عمل آيدن فاولر المدير الوطنيّ للسلامة في "إن. آتش. أس" على تحديث النظام ليُصبح قادراً على إرسال تنبيهات أقل وأكثر بساطة مع إجراءات واضحة ينبغي اتخاذها، وذلك تحت إشراف لجنة وطنيّة جديدة.
وأوصت "لجنة جودة الرعاية" العام الماضي بترشيد تنبيهات سلامة المرضى وتوحيدها، وذلك بعدما بحثت في أسباب عدم تعلم الدروس من الأخطاء في تجارب سابقة.
وقال البروفيسور تيد بيكر، وهو كبير مفتشي المستشفيات، إنّ " ‘لجنة جودة الرعاية‘ تدعم المبادرة الحديثة المتعلّقة بالتنبيهات الوطنيّة الجديدة الخاصة بسلامة المرضى دعماً كاملاً، ونحن التزمنا أن نعاين عن كثب كيفية تطبيق المستشفيات التابعة لـ ‘خدمة الصحة الوطنية‘ تنبيهات السلامة تلك، وذلك كجزء من أنشطة المراقبة والتفتيش التي ننفذها".
وأكّد بيكر أنّ "عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة التي تتطلّبها تنبيهات السلامة يمكن أن يحمل لجنة جودة الرعاية على اتخاذ إجراءات عقابيّة تنظيميّة في حق المستشفيات".
للأسف، تُظهر بيانات "إن. إتش. إس إنجلترا" أنّ الموعد النهائي لتطبيق 90 تنبيها يتعلق بالسلامة في 47 مؤسّسة تابعة لـ" خدمة الصحة الوطنية"، قد فات. وهناك ستة تنبيهات قديمة لدى كل من مستشفيات "إيست آند نورث هيرتفوردشاير"، و"دارتفورد آند غرافهام"، والمستشفى الجامعي "كوفنتري ووارويكشاير، التي ترد أسماؤها ضمن الـ 47 مؤسسة المذكورة.
ولدى مستشفى "برمنغهام للنساء والأطفال"، تنبيه يتعلق باستخدام حقنة خاصة لمنع إعطاء الأدوية بطريقة خاطئة خلال تلقي المرضى العلاج الكيماوي، وكان من المفترض تطبيقه قبل ما يزيد على خمس سنوات.
وقال متحدِّث باسم المستشفى، إنّ "هذا النوع من الحقن يعمل كأداة للحماية ضدّ الأدوية التي تُعطى خطأً للمريض عبر العمود الفقري. ونظراً إلى وجود عدد من المشكلات اللوجستية، بما في ذلك صعوبة الحصول على إمدادات من هذا النوع من الحقن في الإطار الزمنيّ المحدّد والكميات المطلوبة، رضي المستشفى بالمخاطر المحتملة وأدارها بشكل صارم لسنوات عدة، واتخذ في الوقت نفسه تدابير وإجراءات سلامة إضافيّة كما تابع رصد الوضع باستمرار. لحسن الحظ، لم يحدث أن أُصيب مريض، أو لحق به أي نوع من الأذى، يوماً ما".
من جانبه، ذكر مستشفى "إيست آند نورث هيرتفوردشاير" أنّه راجع أخيراً إدارة جميع تنبيهات وإجراءات السلامة ولديه "خطط فعّالة لإجراء تحسينات" من أجل ضمان تطبيق كل التنبيهات المتأخِّرة بحلول فبراير (شباط) المقبل.
أمّا مستشفى "دارتفورد آند غريفشام" فأشار إلى أن هناك لجنة خاصة راقبت استجابته للتنبيهات وإنّها تراجع حالياً كل التنبيهات السابقة.
وقال متحدِّث باسم المستشفى الجامعيّ "كوفنتري آند وارويكشاير" عن التنبيهات الستة الخاصة به، إنّ الموافقة صدرت على تطبيق أربعة منها فعلاً في حين أنّ الاثنين المتبقيين لا زالا قيد المراجعة وهما يشكلان خطراً منخفضاً على المرضى.
وأضاف "سنستمر في مراقبة تنبيهات السلامة كلها وإدارتها عن كثب، ذلك كجزء من أهدافنا الأوسع لإجراء تحسينات مستمرة على الرعاية التي نوفرها للمرضى".
في وقت سابق، قال متحدث باسم "إن إتش. إس" إنّها " ملتزمة ان تكون رائدة على مستوى العالم في مجال سلامة المرضى، وإن إنشاء جهة اتصال متخصِّصة في المستشفيات ومؤسسات الصحة العقليّة ينبغي أن يدفع قدماً بالتحسينات وعمليّة التعلّم، وذلك من خلال تلاحم الجهود المحليّة والوطنيّة من أجل الحفاظ على سلامة المرضى قدر الإمكان".
© The Independent