عزّز تقرير سري صادر عن مراقبي الأمم المتحدة اتهامات السعودية والولايات المتحدة الأميركية لإيران بضلوعها في استهداف منشآت نفط أرامكو شرقي السعودية في 14 سبتمبر (أيلول) 2019.
وجاء في التقرير الذي نقلته وكالة رويترز أن "محققي الأمم المتحدة قد عبّروا عن شكّهم في أن الطائرات المسيرة والصواريخ الكروز المستخدمة في الهجوم ذات نطاق يكفي لإطلاقها من الأراضي اليمنية الواقعة تحت سيطرة الحوثيين".
كما يشير التقرير إلى أن الهجوم على أبقيق وخريص "جاء من اتجاه شمالي/ شمالي غربي، وشمالي/ شمالي شرقي على الترتيب، وليس من الجنوب كما للمرء أن يتوقّع في حالة الإطلاق من الأراضي اليمنية".
وعلى الرغم من أن جماعة الحوثي في اليمن (جنوب السعودية) سارعت عقب الهجوم إلى الإعلان عن مسؤوليتها، إلا أن تقرير مراقبي الأمم المتحدة ينفي صحة ذلك في الوقت الذي ترفض فيه إيران أيضاً ضلوعها في الهجوم.
كما لا يعتقد التقرير الذي وصفته رويترز "بالسري" أن تلك الأسلحة المتطوّرة نسبياً "تم تطويرها وتصنيعها في اليمن".
يأتي تقرير الأمم المتحدة في الوقت الذي تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط مزيداً من التوتر عقب مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سليماني، وردّ إيران بإطلاق صواريخ على منشآت عسكرية أميركية في العراق.
وتم تقديم التقرير الصادر عن لجنة الخبراء المستقلة، وهو يرفع مرتين في السنة لمجلس الأمن، في ما يتعلق بتنفيذ العقوبات المتصلة بالصراع الدائر في اليمن، والتي فرضت في عامي 2014 و2015 في السابع من ديسمبر (كانون الأول)، لكنه بحسب رويترز لم يعلن للملأ بعد وتتوقّع الوكالة إعلانه هذا الشهر أو الشهر المقبل.
وبعد إدانات السعودية وأميركا ودول أوروبية، نفى الرئيس الإيراني حسن روحاني مسؤولية بلاده عن الهجوم، وقال روحاني إن "هذه ردة فعل من الشعب اليمني".
لكن أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ أدان استهداف المنشآت النفطية في السعودية متهماً إيران "بزعزعة استقرار المنطقة".
وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية في السعودية عادل الجبير أشار في لقائه مع صحافيين في نيويورك في سبتمبر الماضي إلى انتظار بلاده نتائج تحقيقات الأمم المتحدة قبل إعلان الرياض عن كيفية تعاملها مع الهجوم والرد عليه، وقال الجبير "حين ينتهي التحقيق سنعلن كل شيء على الملأ".
وتسبّبت هجمات منشآت أرامكو السعودية في تعطيل أكبر معمل لتكرير النفط في العالم بعد أن استهدفتها طائرات مسيرة وصواريخ كروز أدّت إلى توقّف كمية من إمدادات الزيت الخام تقدّر بنحو 5.7 مليون برميل، أو حوالى 50 في المئة من إنتاج الشركة، وذلك حسب التقديرات الأولية وأثّر الانخفاض الحاد في إنتاج أرامكو في سعر النفط في السوق العالمي، حيث أدّى إلى ارتفاع أسعاره لقرابة 20 في المئة.