من المتوقّع أن تصبح برمنغهام أوّل مدينة بريطانية تحظّر عبور السيارات الخاصة وسط المدينة وذلك بموجب خطّة نقلٍ جديدة نشرها المجلس البلدي.
ومن شأن المخطّط الجديد أن يؤدي إلى جعل العديد من الطرقات في وسط المدينة مخصصة للمشاة فقط، علاوة على بناء مساراتٍ جديدة للدراجات، وتحقيق اندماج أفضل مع النقل المشترك.
وبينما سيظلّ من الممكن قيادة السيارات إلى قلب برمنغهام من الضواحي السكنية، سيتحتم إنهاء كلّ الرحلات في وسط المدينة ولن يكون بالإمكان المضي بالسيارة عبر الشوارع المركزية لبلوغ الجهة الأخرى من المدينة.
وفي هذا السياق، أفاد وسيم ظفار الذي يقود قطّاع النقل والبيئة في المجلس البلدي الذي يسيطر عليه حزب العمال في تقريره أنّ الوقت حان للانتقال من عصر السيارات. وكتب أنّ "الاعتماد المفرط على السيارات الخاصة هو أمر سيء لصحتنا وصحة عائلاتنا وسيء أيضاً لمجتمعاتنا وأعمالنا إذا احتسبنا ملايين الجنيهات الاسترلينية التي تُهدر بسبب الانتاجية الضائعة في خضمّ الازدحام المروري".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف أنّ خفض انبعاثات الكربون من السيارات الخاصة هو إجراء أساسي لمكافحة تغيّر المناخ. وأردف أنّه "بهدف تحرير قدرة النقل الكامنة، نحتاج إلى تغيير طريقة تنقّل الأشخاص والسلع في أرجاء المدينة تغييراً جوهرياً.. لقد بدأت برمنغهام بالفعل في هذا التحوّل وهي تبني مستقبلاً ستُنزع فيه السيارات عن العرش".
كما تتعهّد خطة النقل التي وضعها المجلس البلدي بخفض مساحات مواقف السيارات واستخدام تسعيرة ركن المركبات أداة لتشجيع الأشخاص على عدم الذهاب بسياراتهم في رحلاتٍ قصيرة.
ومن الممكن أيضاً تغيير مسار طريق A38 المزدوج للسيارات الذي يمر حالياً وسط المدينة بحيث يصبح متجهاً إلى طريقٍ دائري، واستخدام أنفاق الطرق المركزية لوسائل النقل العام حصراً. كما يودّ أعضاء المجلس تحديد السرعة القصوى بـ 20 ميلاً في الساعة في الطرق المحلية كافة.
تجدر الإشارة إلى أنّ برمنغهام هي واحدة من مدن بريطانية عدة تفكر باتخاذ تدابير جذرية لحمل السكّان على الابتعاد عن السيارات الملوّثة واستخدام النقل العام والدراجات الهوائية والسير على الأقدام.
يُذكر أنّه في العام الماضي، أقرّت مدينة بريستول خططاً لحظر كل المركبات التي تسير على الديزل من التنقّل في جزء من المدينة صُنّف كـ"منطقة الهواء النظيف" (كلير إير زون) بين الساعة السابعة صباحاً والثالثة عصراً يومياً.
وبريستول هي واحدة من مدن عدة في المملكة المتحدة لا تلتزم حالياً المتطلبات القانونية المتعلقة بتلوّث الهواء، إذ لاتزال سيارات الديزل والحافلات وسيارات الأجرة تنفث الكثير من الدخان السام في شوارعها.
وبدورها حدّدت لندن منطقة انبعاثاتٍ منخفضة للغاية يتحمل من يقودون سيارات قديمة وأكثر تلويثاً فيها غرامات إضافية.
وكان مجلس مدينة برمنغهام قد أعلن سابقاً حالة طوارئ الصيف الماضي. وقال في خطّة النقل التي وضعها إنّ ربع مجموع الرحلات بالسيارة ضمن المدينة لم تتعدَّ من حيث الطول ميلاً واحداً.
وأوردت الخطة أنّه حان الوقت لإنهاء "العلاقة الغرامية" التي تربط برمنغهام بالسيارة التي حوّلت مساحات كبيرة من المدينة إلى مناطق "عدائية ومخيفة وغير صحية". بالإضافة إلى ذلك، فإن نسبة سكان المدينة الذين من البدانة، وهي واحدً من أصل أربعة أشخاص، تعتبر الأعلى مقارنةً بأيّ منطقة أخرى في بريطانيا، كما تشهد المدينة 900 من حالات الوفاة المبكرة بين سكانها سنوياً بسبب تلوّث الهواء.
في غضون ذلك، قال ظفار أنّه "كلّما زاد عدد رحلاتنا سيراً على الأقدام أو بالدراجات الهوائية، كلّما تمكّنا من تحسين نوعية الهواء وصحّتنا وأصبحنا قادرين على الحدّ من زحمة السير. أمّا في الرحلات الأطول، ستشكّل الحافلات والترام والقطارات العمود الفقري لنظام نقلٍ جديد بوسعه حملكم إلى حيث تشاؤون".
© The Independent