يوم الجمعة الماضي في 17 يناير (كانون الثاني)، فاضت محطات القطارات والمطارات في الصين بالمسافرين الصينيِّين الذين يستعدون للمشاركة في أكبر هجرة بشريّة سنويّة في العالم.
يُقام هذا الطقس السنويّ الذي يشمل جميع أنحاء البلاد كل عام قبل حلول السنة القمريّة الجديدة كجزء من احتفالات عيد الربيع، ويُقدّر أنّ هذه المدة من تدفّق المسافرين ستشهد حوالي ثلاث مليارات رحلة، وفقاً لوزارة النقل الصينيَّة.
تحتفل الصين بمهرجان الربيع بمناسبة السنة القمريَّة الجديدة، والمعروف أيضاً بالعام الصينيّ الجديد، وتمتدّ الاحتفالات 40 يوماً، بين 10 يناير و18 فبراير (شباط)، علماً أنّ يوم رأس السنة القمريّة المقبلة يقع في 25 يناير الحاليّ.
يغذي حركة الهجرة الجماعيّة هذه مواطنون يسافرون إلى بلداتهم وقراهم، سواء داخل الصين نفسها أو من أصقاع العالم، من أجل تمضية بعض الوقت مع العائلة خلال المهرجان.
وبالنسبة إلى العمّال المهاجرين الذين يعيشون خارج الصين، غالباً ما يكون الاحتفال بالسنة القمريّة الجديدة المرة الوحيدة خلال العام التي يتسنَّى لهم فيها تمضية بعض الوقت مع أسرهم.
ويُعرف التهافت للسفر خلال أيام العطلة في الصين باسم "تشانيون" Chunyun. وتيشير الإحصاءات إلى أن الصينيين قاموا بحوالى 2.9 مليار رحلة في العام الماضي، بزيادة قدرها 0.8 في المئة مقارنة مع 2018. ويمثِّل هذا العدد من الرحلات زيادة سنويّة قدرها نحو 3 في المئة.
وغالباً ما تركِّز الاحتفالات على الأطعمة والولائم، لتبلغ ذروتها بإقامة عشاء لمّ الشمل التقليديّ المعروف بـاسم "نيان يي فان"، عشية عيد الربيع. وعادة، يشتمل العشاء على أطباق من الدجاج ولحم الخنزير والأسماك، ولفائف الربيع، والمعكرونة، وكعكة القلقاس النباتية. أمّا في شمال البلاد فيشيع طبق "جاوتسي" (فطائر محشوة)، في حين تعتبر "نيانقاو"، وهي عبارة عن كعكة مصنوعة من دقيق الأرز الدبق، حلوى تقليديّة في جنوب الصين.
معلوم أن كل سنة في الصين تحمل اسم حيوان من الأبراج الصينيّة، ويوافق 2020 عام الفأر، وهو الأوّل ضمن عدد من أسماء الحيونات التي تتكرّر كل 12 عاماً.
وفي سياق متصل، شهدت البنية التحتيّة للنقل في الصين عملية تطوير حديثة، ما سيساعد بعض العائدين لزيارة عائلاتهم في الحصول على رحلات مريحة أكثر. مثلاً، افتتح قطار جديد ذاتي القيادة قادر على السفر بسرعة 350 كيلومتراً في الساعة في يناير (تشرين الأول) 2020.
ويربط القطار البالغ السرعة بين بكين وتشانغجياكو، وهما من المدن الرئيسة المضيفة لدورة الألعاب الأولمبيّة الشتويّة لعام 2022. واللافت أنّه يقطع في خلال 47 دقيقة الرحلة التي كانت تستغرق عادة ثلاث ساعات.
يتوقّف خط سكة حديد "جينغ- جانغ" السريع أيضاً في محطة في "يانكينغ"، المدينة المضيفة الأخرى للألعاب، إلى جانب سبع محطات أخرى، من بينها "بادالينغ"، و"تشانغ تشينغ"، حيث أحد أشهر أجزاء "سور الصين العظيم".
يُذكر أنّه على الرغم من أن تلك القطارات الحديثة يمكنها السير على خطوط السكك الحديد عبر القيادة الذاتية الكاملة، مؤدية العمليات كافة من التوقّف والتشغيل وضبط السرعة، لن تخلو أية رحلة من سائق بشري.
© The Independent