يفكّر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في نقل "مجلس اللوردات" إلى شمال إنجلترا، مع بروز مدينة يورك في مقدّم المدن المرشّحة لاستضافة مقرّ الغرفة العليا في البرلمان البريطاني.
وأكد رئيس حزب "المحافظين" جيمس كليفرلي أن الخطة هي الآن قيد الدرس في مقرّ رئاسة الوزراء في "داونينغ ستريت" بعد ورود تقارير تفيد بأن بوريس جونسون أمر المسؤولين بالنظر في الجوانب العملية لنقل مجلس اللوردات إلى خارج العاصمة البريطانية لندن.
ويبدو أن رئيس الوزراء البريطاني حريص على الاستفادة من خطط ترميم قصر وستمنستر المتهالك الذي يتطلّب نقل نحو 800 من أقرانه إلى مبنى آخر لمدة ست سنوات من السنة 2025. وسيتمّ اعتبار هذه الخطوة جزءًا من مراجعة دستورية أوسع، من المتوقّع أن تنظر كذلك في دور المحكمة العليا ووزير العدل كما أفادت صحيفة "صنداي تايمز".
وقال رئيس حزب "المحافظين" لبرنامج Ridge on Sunday الذي تبثّه محطة "سكاي نيوز" يوم الأحد: "ما نتطلّع إليه هو مجموعة كاملة من الخيارات تتعلّق بالتأكد من أن كلّ جزءٍ من المملكة المتّحدة مرتبط بالسياسة بشكل صحيح. فعندما وقف رئيس الوزراء بعد يوم الانتخابات العامة وقال إن هذه الحكومة ستكون حكومة الشعب، كان فعلاً يقصد ذلك. وهذا يعني ربط الناس بالحكومة وبالسياسة."
وأمام تشديد السؤال عمّا إذا كان ذلك سيحدث فعلا، أجاب جيمس كليفرلي: "ربما، إنه جانب من مجموعة أمور نتطلّع إليها. فالمقصود هو إظهار أننا سنفعل الأشياء بطريقة مختلفة." وقال: "إنه توجّه من مجموعة التوجّهات التي ننوي القيام بها. وصدّقوني سنكون متشدّدين في تنفيذها."
يأتي ذلك في الوقت الذي أوضحت فيه رئاسة الوزراء أن بوريس جونسون سيركّز على أجندته المحلية لتعزيز دعم الناخبين له في المعاقل السابقة لحزب "العمّال" الذين أداروا ظهرهم لجيريمي كوربين في صناديق الاقتراع في ديسمبر (كانون الثاني) الماضي. وقد طلب جونسون من المسؤولين الحدّ من خطط سفره إلى الخارج خلال السنة 2020 كي يتمكّن من التركيز على الجبهة الداخلية، وفق ما ذكرت المصادر.
وتنسجم خطوة جونسون نقل اللوردات إلى خارج العاصمة البريطانية مع خطّته الرامية إلى "رفع مستوى" المناطق لتصبح على ما هي عليه لندن، مع وجود عدد من المدن المرشّحة في هذا الإطار لاستضافة الغرفة العليا للبرلمان. وقال مصدر حكومي للصحيفة: "إن مقترح مدينة يورك يتمّ العمل عليه."
وأضاف: "يحرص رئيس الوزراء كذلك على عقد جلسات برلمانية في مناطق بريطانية مختلفة، سواء في ساندرلاند أو مانشستر، بحيث يمكن للناس الحصول على فرصة الشعور بالديموقراطية من خلال العمل المباشر." وقال مصدر "10 داوننغ ستريت" إن "هذا المنحى سيكون بمثابة إشارةٍ قوية إلى أننا جادّون في إعادة تركيز الاهتمام والاستثمار في أماكن بعيدة عن لندن."
وتوقّع المصدر أن "تكون الخطوة مثالاً يُحتذى لبقية دوائر القطاع العام، وطبعاً للشركات التي تتطلّع إلى التوسّع خارج نطاق الطريق الدائري M25.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن ويندي تشامبرلين، الناطقة بلسان حزب "الديموقراطيّين الأحرار" للعلاقات الدستورية، قالت إن "بوريس جونسون هو الرجل الذي حاول إسكات ديموقراطيتنا من خلال إغلاق البرلمان بشكل غير قانوني. فكيف يمكن لأي شخص أن يثق فيه لإصلاح سياستنا المنهارة؟ وأضافت "إن سياستنا لا تحتاج إلى تغيير تدريجي. إنها بحاجة إلى إصلاح عاجل وجذري."
يأتي ذلك وسط ضغط متعاظم من القادة السياسيّين في شمال المملكة المتّحدة وميدلاندز في وسط البلاد على رئيس الوزراء البريطاني للموافقة على تنفيذ المشروع الرئيسي للحكومة المتعلّق بإنشاء شبكة السكك الحديد عالية السرعة High Speed 2. وقد تضافرت جهود آندي بورنهام عمدة مدينة مانشستر الكبرى "العمّالي، وأندي ستريت عمدة بيرمنغهام "المحافظ"، في تحذير جونسون من أن الناخبين "سيكونون في وضع المراقبين والمنتظرين".
وكتبا في الصحافة "إن الناس في أنحاء ميدلاندز والشمال البريطاني قد سلّموا بوريس جونسون مفاتيح داونينغ ستريت. والآن يجب عليه أن يطلق العنان لإمكانات مناطقنا. والسكك الحديد عالية السرعة هي المكان المناسب لبدء ذلك."
© The Independent