"كلما زاد سوء الطلة ارتفع سعر الغرفة"، هكذا هو الحال في "فندق الجدار" في بيت لحم المعروف بأنه صاحب أسوأ إطلالة في العالم. فالفندق محاط من جهتيه الشمالية والشرقية بجدار الضم والتوسع الذي يفصل بيت لحم عن القدس المحتلة، بالإضافة إلى المستوطنات ومخيم عايدة للاجئين الفلسطينيين.
وتبعد الواجهة الشمالية للفندق أربعة أمتار فقط عن الجدار الذي يفصل مدينة بيت لحم بالكامل عن القدس المحتلة.
وقبل أن يُفتتح "فندق الجدار" عام 2017 كان المبنى الموجود فيه مهجوراً منذ عام 2000 حيث شهد محيطه مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، وبعدها بسنتين بُني جدار الفصل قربه.
إبراز المعاناة
وأتت فكرة إنشاء الفندق من الرسام البريطاني العالمي روبرت بانكسي والفلسطيني وسام سلسع بهدف إبراز معاناة الشعب الفلسطيني بطرق غير تقليدية.
وأشرف بانسكي على التصميم الداخلي للفندق ولوحاته الداخلية حيث زٌينت جدران غرف نومه وممراته برسوم الغرافيتي للفنان البريطاني التي تجسّد معاناة الشعب الفلسطيني وتأثيرات جدار الفصل فيه.
وتحوّل الفندق خلال السنوات الثلاث الماضية إلى مزار سياحي، وبلغ عدد زائريه نحو ربع مليون شخص، ويتكون من ثمانية غرف وجناح واحد. وغرفتان تحتويان على صور ولوحات.
ويضم الفندق متحفاً لتوعية الزوار بالآثار المدمرة للجدار وسرد قصة فلسطين منذ الانتداب البريطاني ووعد بلفور حتى الوقت الحالي. وحصل الفندق عام 2017 على جائرة أفضل فندق فني في العالم؛ إذ تنتشر الرسوم واللوحات الفنية في غرفه وعلى جدار الفصل العنصري المحيطة به.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مقاومة مبدعة
وقال سامي سلسع أحد مؤسسي الفندق والمشرف عليه، إن فكرة الفندق تهدف إلى تسليط الضوء على معاناة الفلسطينيين بصورة غير تقليدية، مضيفاً أن الفندق يشكل "مقاومة سلمية مبدعة للاحتلال الإسرائيلي". وأضاف سلسع أن "الفندق يحاول مخاطبة الزائرين بلغة حضارية لحشد الرأي العام العالمي لمناصرة القضية الفلسطينية"، مشيراً إلى أن "الرئيس الفلسطيني محمود عباس زار الفندق الأسبوع الماضي تقديراً وإحتراماً لفكرته".
وعبّر عباس خلال زيارته الفندق عن "فخره واعتزازه بهذا العمل الفني الكبير"، مضيفاً أنه "يٌظهر معاناة شعبنا الفلسطيني بشكل حضاري للعالم أجمع". ويعمل في الفندق 45 موظفاً، وتغطي مداخليه المالية رواتبهم من دون تحقيق أرباح تذكر.
وزار الفنان البريطاني بانسكي الأراضي الفلسطينية أكثر من مرة قبل تأسيس الفندق، وخط بريشته رسوم غرافيتي على جدار الفصل تعبر عن مناصرة الشعب الفلسطيني في الحصول على حقه في تقرير مصيره.
ويبلغ طول جدار الضم والتوسع العنصري حوالى 770 كيلومتراً ويفصل الضفة الغربية عن إسرائيل بدعوى منع تسلل المسلحين الفلسطينيين، لكنه يلتهم نحو 733 كيلومتراً مربعاً من أراضي الضفة الغربية.