مواسم للسينما والمسرح والموسيقى.. تنتهى موجة لتبدأ أخرى، مشروعات ومقترحات وتظاهرات ثقافية وفنية مستمرة لا تتوقف، احتفاء بالإبداع في كافة صوره.. قوة مصر الناعمة تسترد مكانتها وتعيد تنظيم خططها، وتتسع الساحة لمهرجانات تثبّت أقدامها عاما بعد آخر، حيث تتشكل الجغرافيا بطريقة مغايرة تماما وفقا للعروض التي تشمل محافظات عدة على الخريطة ولم تعد العاصمة هي فقط التي يتم "تدليلها" ثقافيا وفنيا، تتفاوت ميزانيات ومساحة تغطية المهرجانات، ونوعية اهتماماتها، ولكن يبقى الأثر واضحا، وتحظى أغلبها بدعم وإشراف وزارة الثقافة المصرية، ومن بينها مهرجان "أسوان الدولي لسينما المرأة"، الذي انطلقت فعاليات دورته الثالثة مساء أمس الأربعاء، وتستمر حتى السادس والعشرين من فبراير (شباط) الجاري.
ليلة البهجة في أسوان
المدينة الأثرية العريقة تحتضن بمحبة ضيوفها من محبي السينما، حيث يتنافس 32 فيلما ما بين روائي طويل وقصير، وتترأس لجنة التحكيم الفنانة ليلى علوي، وخلال حفل الافتتاح الذي أقيم بفندق هلنان أسوان، تم تكريم الفنانة الكبيرة محسنة توفيق التي تظهر بعد غياب، وكذلك الفنانة الشابة منة شلبي، والفنانة العالمية باربرا بوشيه ضيفة شرف هذه الدورة، بعدما كانت المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد ضيفة شرف الدورة الماضية، بالإضافة إلى تكريم كثير من المبدعات خلف الكاميرا، وشهد حفل الافتتاح حضور عشرات النجوم، بينهم يسرا اللوزي، ودرة، ونور، وشريف رمزي، وأحمد وفيق، والمخرجة هالة خليل، وغيرهم كثر.
فيما شهد الحفل كذلك حضور كل من الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة والسفيرة ميرفت التلاوي رئيس هيئة أمناء المهرجان، وأيضا الدكتورة مايا مرسي رئيس المجلس القومي للمرأة، واللواء أحمد أبراهيم محافظ أسوان.
مسرح وسينما وموسيقى...
مهرجان آخر في نفس التوقيت تقريبا ينطلق غدا 22 فبراير في دورته التاسعة من على ضفاف عروس البحر الأبيض المتوسط، وهو مهرجان "مسرح بلا إنتاج الدولي" بمكتبة الإسكندرية، وتستمر وقائعه حتى الـ28 من الشهر نفسه، وتحمل الدورة اسم الفنان السكندري الراحل محمد شرف، وتشارك في العروض فرق من دول عربية وأجنبية ويشاهدها الجمهور في قاعات مكتبة الإسكندرية وقصر ثقافة الأنفوشي.
لن يستريح السينمائيون كثيرا حيث يسافرون من ضفاف نيل أسوان إلى شواطئ البحر الأحمر سريعا، لتبدأ قصة أخرى مع شاشة "الفن السابع" من خلال مهرجان شرم الشيخ للسينما الآسيوية في دورته الثالثة، من 2 وحتى 8 مارس (أذار)، حيث كان المهرجان قبل ثلاثة أعوام مجرد فكرة شكك البعض بإمكانية تحقيقها، وها هو الآن يستمر في خطى أكثر رسوخا، يبدو البوستر الدعائي للمهرجان هذه السنة مبهجا بصورة أبيض وأسود ساحرة تزينها السندريلا سعاد حسني التي سيتم تكريم اسمها، حيث إن الدورة مهداة لها، كما أعلن المهرجان عن تخصيص جائزة تحمل اسمها وأخرى باسم أحمد زكي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
المهرجان في دورته الثالثة أخيرا حدّد هويته تماما بعد دورتين متغيرتين، مستمدا إياها من الموقع الجغرافي للمدينة التي تقع في الجزء الآسيوي من مصر.
وسيكون مخصصا للسينما الآسيوية، كما استحدثت مسابقة لأفلام الطلاب من دارسي السينما، وهي المسابقة التي من المقرر أن تتوسع في الدورات المقبلة لتستقبل أفلام طلاب من جميع أنحاء العالم، بحسب ما أعلنه المخرج مجدي أحمد علي رئيس الدورة في مؤتمر المهرجان الذي عقد قبل يومين، وكشف فيه عن كافة تفاصيل المهرجان الذي اختار السينما الصينية لتكون ضيفة شرف هذه الدورة، كما سيعرض 58 فيلما بينها ثلاثة أفلام مصرية يشاهدها الجمهور للمرة الأولى، بينها التسجيلي الطويل "الفريق"، ويظهر فيه عدد كبير من صناع ونجوم السينما بينهم أحمد حلمي ويسرا ومنى زكي والسيناريست تامر حبيب، فيما سيتم تكريم كثير من النجوم بينهم المخرج الصيني شي في، والفنانة المصرية هالة صدقي والفنان المصري لطفي لبيب.
السينما الأفريقية أكثر توهجا
مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية يعود في دورته الثامنة بفعاليات أكثر توهجا، من خلال برنامج حافل لتنطلق الدورة في 15 مارس (أذار) وحتى 21 من الشهر نفسه تحت شعار يليق بالمدينة التي تحوي أحد أبرز المعالم الأثرية الفرعونية "السينما حيوات أخرى"، حيث السينما التونسية هي ضيفة الشرف، والفنان محمود حميدة هو الرئيس الشرفي، وتتنوع الوقائع بين ندوات وعروض وورش لصناعة الأفلام يقودها مجموعة من أبرز صناع السينما في مصر وأفريقيا، كذلك تقرر تكريم الفنانين لبلبة وآسر ياسين، وبحسب ما أعلنه السيناريست سيد فؤاد رئيس المهرجان فإن إدارة المهرجان اتخذت قرارا أيضا بتكريم المخرج التشادي محمد صالح هارون، نظرا لأن أعماله عرضت أحلام وهموم ومشكلات القارة الأفريقية بـ"مستوى فني رفيع"، كذلك تقرر تكريم كل من المخرجة البوركينية فانتا ريجينا والمنتجة التونسية درة بشوشة، وذلك خلال حفل الافتتاح.
تكريمات خاصة لرواد السينما والمسرح
نفس المدينة الهادئة التي تستقبل بفرح صخب العروض والندوات، يقام فيها أيضا في الفترة من الأول وحتى السابع من أبريل (نيسان) المقبل، مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي، حيث تحمل الدورة الرابعة اسم الفنان الكبير جورج سيدهم، أحد أبرز مضحكي جيله، وأحد أكثر نجوم الكوميديا شعبية رغم اختفائه منذ سنوات بسبب المرض.
وقد أعلن محافظ جنوب سيناء اللواء خالد فودة أخيرا دعمه الكامل للمهرجان في دورته الرابعة بتوفير كل الإمكانات المتاحة لنجاح الدورة، وذلك من خلال لقاء موسع جمعه قبل يومين فقط بالمخرج مازن الغرباوي رئيس المهرجان نشرت تفاصيله في بيان رسمي، ويترأس اللجنة العليا الفنان محمد صبحي، ومن أبرز أعضائها الفنانة سميحة أيوب سيدة المسرح العربي، ومن خلال تصريحات صدرت في بيان رسمي لوزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم فإنه سوف يتم تكريم الفنان الكبير جورج سيدهم نظرا لمسيرته المسرحية الزاخرة بأعمال مهمة.
وقبل أن ينتهي شهر أبريل، سوف يغير صناع الفن وجهتهم إلى إحدى مدن القناة، حيث السفر إلى مدينة الإسماعيلية ومهرجانها الأبرز للسينما التسجيلية والقصيرة في دورته الـ21 والتي يرأسها الناقد عصام زكريا، وقد بدأ المهرجان منذ نهاية العام الماضي في تلقي طلبات المشاركة، ومن بينها أفلام مسابقة الطلبة التي تقام أيضا على هامشه، ومن المعروف أن مهرجان الإسماعيلية يقيمه المركز القومي للسينما.
مهرجانات وفعاليات مستمرة طوال العام
دورة المهرجانات لا تتوقف، حيث ستطلق دار الأوبرا أيضا مهرجانها الصيفي للحفلات في بداية شهر يوليو (تموز) المقبل لمدة أسبوعين بقائمة ضخمة من حفلات نجوم الطرب الذين سيغنون على مسارح الأوبرا المختلفة في القاهرة ودمنهور والإٍسكندرية، ويصل عددها إلى 60 حفلا تقريبا، وبعدها بأيام سوف يبدأ مهرجان القلعة الدولي للموسيقى والغناء في دورته الـ28 بأربعين حفلا تقريبا لمشاهير الغناء في مصر والعالم.
ويستمر المشهد بمهرجانات كبرى تتوالى تباعا، مثل مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثالثة بمدينة الجونة في محافظة البحر الأحمر خلال شهر سبتمبر (أيلول)، وفي نفس الشهر ينطلق مهرجان القاهرة للمسرح المعاصر والتجريبي في دورته الـ26، ثم في شهر أكتوبر وقائع الدورة الـ35 من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، وهو نفس الشهر الذي يشهد أيضا مهرجان الإسكندرية السينمائي للفيلم القصير، وفي بداية شهر نوفمبر (تشرين الثاني) ينطلق مهرجان الموسيقى العربية بدار الأوبرا المصرية في دورته الـ28، وكذلك المهرجان القومي للسينما في دورته الـ30، وفيما بعد المهرجان السينمائي الأبرز في مصر "القاهرة السينمائي الدولي" في دورته الـ41.
وما بين مهرجان وآخر هناك فعاليات وعروض وأمسيات على مدار أيام وأسابيع، حيث تتسع دائرة التظاهرات الفنية عاما بعد آخر لتشمل أغلب محافظات مصر.