رُفض طلب الإقامة الدائمة في المملكة المتحدة الذي قدّمه الشيف الفرنسي الشهير كلود بوسي الحاصل على نجمتيّ ميشلان، علماً أنه يدير مطعماً فاخراً في لندن ويعيش منذ 23 عاماً في بريطانيا.
ونشر بوسي رسالة بعثت بها إليه وزارة الداخلية لإبلاغه بقرارها رفض الطلب الذي رفعه في أكتوبر (تشرين الأول) 2019. وأعرب عن خيبة أمله عبر إنستغرام قائلاً "أعيش في إنجلترا منذ 23 عاماً وهذا ما أرسلوه لي اليوم.. أحب بريطانيا واعتبرتها حتى اليوم بمثابة بيتي، لكنهم أبلغوني للتو أنني لم أعد موضع ترحيب بعد 23 عاماً من دفع الضرائب (و) ضريبة القيمة المضافة". وأضاف وسم #شكراً بريكست أشار فيه إلى اسم بوريس جونسون متسائلاً "هل ارتكبت أنا أي خطأ؟"
يُذكر أن هذا الرفض وصل قبل أسبوع من التاريخ المحدد لتنفيذ بريكست في 31 يناير.
ويُعتبر بوسي الأخير بين مجموعة من الشخصيات البارزة في قطاع المطاعم داخل بريطانيا التي مرت بتجارب سيئة عند تقديم طلبات إقامة دائمة في إطار "مشروع تسوية أوضاع الأوروبيين" الذي بدأ العمل به في أغسطس (آب) 2019.
و بموجب المشروع، يُطلب من المواطنين الأوروبيين وأقربائهم إضافة إلى مواطني المنطقة الإقتصادية الأوروبية أيضاً ، أن يتقدموا بطلبٍ لتأكيد إقامتهم وذلك كي يتسنّى لهم أن يعيشوا ويعملوا في المملكة المتحدة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولم يحصل الشيف البولندي داميان وارزنياك، الذي عمل طاهياً لدى العائلة المالكة وأثناء الأولمبياد في لندن، على الإقامة الدائمة بل مُنح شيئاً أقل يُسمى "وضع ما قبل التسوية" الذي تنتهي مدّته بعد خمس سنوات من تاريخ تقديمه الطلب في أغسطس الماضي.
وفي سبتمبر (أيلول) 2019، طُلب من صاحب المطاعم ونجم برنامج "فرست ديتس"، فريد سيرياكس أن يقدّم دليلاً على إقامته لمدة خمس سنوات متواصلة في المملكة المتحدة، على الرغم من أنّ جواز سفره يظهر أنه يعيش في المملكة المتحدة طوال 27 عاماً.
وتلقّى سيرياكس اتصالاً هاتفياً من وزارة الداخلية لإبلاغه بأن خطاً قد وقع في التعامل معه، وذلك بعد 12 ساعة على نشره تغريدة عن طلبه. ولم يمضِ وقت طويل حتى جاءته الموافقة على إقامته بالبريد الإلكتروني، مما أثار مخاوف من إعطاء وزارة الداخلية أولوية للمواطنين الأوروبيين البارزين سعياً إلى التخفيف من الدعاية السيئة.
كما يقال إن طلب ريتشارد بيرتينه، وهو الخبّاز الفرنسي الذي أسّس "مدرسة بيرتينه للطبخ" واعتبرته "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي) في عام 2010 "بطل الطعام"، لنيل الإقامة الدائمة قد لقي الرفض على الرغم من أنه يعيش في المملكة المتحدة منذ31 عاماً.
بالعودة إلى الشيف بوسي، فهو انتقل إلى المملكة المتحدة عندما كان في بداية العقد الثاني من عمره وسرعان ما اشتهر من خلال عمله. وفاز مطعم "أوفرتون غرانج" في شروبشاير تحت إدارته بنجمة ميشلان، كما حصل مطعمه الخاص "هيبيسكوس" على نجمة ميشلان أخرى أيضاً. وهو الآن كبير الطهاة في مطعم "بيبندوم" في حي تشيلسي اللندني.
وقالت وزارة الداخلية إن رفض طلب السيد بوسي للإقامة الدائمة يعود إلى "أنه لم يقدّم براهين على استيفائه شروط القانون الأوروبي كافة". وأضاف ناطق باسم الوزارة "لم يقدّم السيد بوسي طلباً للإلتحاق بمشروع تسوية أوضاع الأوروبيين، بل قدّم طلباً للحصول على بطاقة الإقامة الدائمة، وهو أمر غير مطلوب وغير محبّذ بالنسبة للمواطنين الأوروبيين المقيمين في المملكة المتحدة.. لقد تحدّثنا معه وسنساعده على التقدّم بطلب لمشروع التسوية الأوروبية الذي ضمن إلى الآن حقوق أكثر من 2.5 مليون شخص".
وأوضحت وزارة الداخلية الأسبوع الماضي أنّ أكثر من 2.45 مليون مواطن أوروبي حصلوا على الموافقة لتسوية أوضاعهم من خلال المشروع المذكور، وما يزال أكثر من 300 ألف طلب قيد الدراسة.
وربما حصل الذين لم تتم تسوية أوضاعهم والسماح لهم بالإقامة الدائمة، على "وضع ما قبل التسوية"، ما يستوجب منهم بالتالي تقديم طلب جديد للبقاء بصورة دائمة في بريطانيا بعد خمس سنوات.
( الاندبندنت ووكالات )
© The Independent