وفقاً لتقرير جديد، فإن عمليات القتل على أيدي العنصريين الذين يقولون بتفوق البيض على الملونين في الولايات المتحدت زادت بأكثر من الضعف السنة الماضية، وحدث هذا الأمر، كما يقول التقرير، عندما ساعد دونالت ترمب وشبكة فوكس نيوز الإخبارية على نشر "أفكار مؤذية عن معاداة المهاجرين ومعاداة المسلمين إلى الرأي العام" (الأميركي).
وبلغ العدد الإجمالي لحوادث القتل المعروفة على أيدي العنصريين البيض 40 حالة في عام 2018، مقارنة بـ 17 حادثة في العام الذي سبقه. ويقول التقرير في نفس الوقت، إن إجمالي عدد مجموعات الكراهية ارتفع إلى 1020 مجموعة، محققاً زيادة بنسبة 7 في المئة عن عام 2017.
وأفاد المركز الجنوبي (الأميركي لدراسة) قوانين الفقر (ٍSPLC) ، وهو مجموعة مقرها آلاباما تراقب التطرف في شتى أرجاء البلاد، ، أن بعض قادة العنصريين البيض مثل ريتشارد سبنسر ، فقدوا فيما يبدو حماسهم السابق للرئيس. مضيفاً : " قد تُظهر حركة الكراهية المنظّمة علامات خيبة الأمل بدونالد ترمب ، لكن الرئيس ، بدعم وتحريض من "فوكس نيوز" ، يواصل نشر أفكاره المؤذية عن معاداة المهاجرين ومعاداة المسلمين إلى الرأي العام - مثيراً المخاوف من ظهور دولة قادمة يكون فيها البيض أقلية".
ويتابع المركز: "بعد أسبوعين من الانتخابات النصفية، عبر ترمب عن سخطه من قافلة للمهاجرين ، معبّرا عن حِنقه على تويتر، قائلاً:" هناك الكثير من المجرمين في القافلة". وكان ذلك ببساطة آخر حدث في تاريخ الرئيس الطويل في تشويه سمعة الأشخاص الملونين القادمين من الدول الأخرى".
التقرير يقول أيضاً إن السيد ترمب أعطى دفعا (غير مباشر) لجماعات الكراهية القومية السوداء التي تتبنى آراء معادية للسامية ومعادية للمثليين بحديثه عن ممارسات العنصريين البيض ضد السود (كرد) على مقتل رجلين أسودين في 24 من أكتوبر (تشرين الأول) الفائت في أحد فروع مخازن كروغر في كنتاكي على يد رجل أبيض حاول في البداية تنفيذ هجوم على كنيسة للسود في منطقة لويسفيل.
وبعد تلك الحادثة بوقت قصير ، قُتل 11 شخصاً في هجوم مسلح على كنيس "تري أوف لايف" اليهودي في بيتسبورغ. منفّذ الهجوم روبرت باورز الذي كان يبلغ من العمر حينها 46 عاماً ، و قيل إنه كان يكره الرئيس ترمب واتهمه بأنه لا يتمتّع بالقدر الكافي من الوطنيّة ، أُدين بتسع وعشرين جريمة فيدرالية وست وثلاثين جريمة على مستوى الولاية.
وخلال مثوله أمام المحكمة في تشرين الثاني/نوفمبر، لم يُقر السيد باورز بذنبه في هذه الاتهامات، التي شملت جرائم قتل وجرائم كراهية.
وزعم التقرير أن "معظم الأمريكيين يدركون تمامًا الآن أن ترمب يشجع العنصريين البيض ويساعدهم على زيادة صفوفهم". وأشار التقرير إلى استطلاع أجراه معهد أبحاث الديانة العامة في تشرين الأول/أكتوبر وأظهر أن غالبية المستطلعة أراؤهم اعتقدوا أن الرئيس "شجع جماعات العنصريين البيض".
مضيفاً: " لكن الرئيس قد فعل أكثر من ذلك. فقد ولّى أشخاصاً ذوي آراء متطرفة مناصبَ في إدارته، و آراؤهم تؤثر على السياسة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي عام 2017، تم انتقاد ترمب على نطاق واسع من قِبل العديد بسبب ما اعتبروه فشل الرئيس في الإسراع بإدانة العنف اليميني المتطرف في تشارلوتسفيل بولاية فيرجينيا، والذي أدى إلى مقتل امرأة شابة. إذ قال ترمب في حديثه الأول للصحفيين حول الحادثة : "هناك أناس طيبون جداً، في كلا الطرفين".
وبعد الهجوم على الكنيس اليهودي في بينسيلفانيا، قام الرئيس بزيارة الناجين والتحدث إليهم، رغم وجود محتجين على الزيارة. واستغل الحادثة للدعوة إلى وجود حراس مسلحين داخل أماكن العبادة، مُردداً مطالَبة سابقة بضرورة تسليح المُعلمين للحؤول دون وقوع حوادث إطلاق النار في المدارس.
وقال ترمب: "لو كان هناك حارس مسلح داخل الكنيس، لتمكّن من إيقاف المُهاجم"
مضيفاً: "عندما يرتكب الناس مثل هذه الأفعال، يجب أن تكون عقوبتهم الإعدام. أي شخص يُقدم على هذا التصرف تجاه أناس أبرياء في معبد يهودي أو كنيسة ... عليه أن يعاني أشد معاناة، عليه أن يدفع الثمن غالياً".
من جهته لم يُجبْ البيت الأبيض مباشرة على الاستفسارات حول تقرير المركز الجنوبي (الأميركي لدراسة) قوانين الفقر (ٍSPLC).
© The Independent