وصل فيروس "كورونا" إلى البورصة الصينية، فهوت في مستهلّ جلسة التداول الأولى بعد عطلة طويلة، صباح الاثنين. وبلغت الخسائر في بورصتي شانغهاي وشنتشن نحو 9 في المئة، وتكبد المؤشر الرئيسي خسائر بلغت 420 مليار دولار، بسبب هلع المستثمرين من الفيروس المستجدّ الذي تفشّى في البلاد وتداعيات هذا الوباء على الاقتصاد.
وفي جلسة التداول الأولى منذ عطلة رأس السنة القمرية التي تمّ تمديدها ثلاثة أيام بسبب الوباء المتفشّي، خسر المؤشّر الرئيسي في بورصة شانغهاي 7.72 في المئة من قيمته، ليبلغ 2716.70 نقطة. في حين خسر المؤشر الرئيسي في بورصة شنتشن 8.99 في المئة من قيمته ليبلغ 1598.80 نقطة.
في المقابل، نجحت بورصة هونغ كونغ في مقاومة الضغوط، إذ ارتفع مؤشر هانغ سنغ بنسبة 0.17 في المئة إلى 26 ألفاً و356.22 نقطة.
كذلك أغلقت الأسهم اليابانية على انخفاض، الاثنين، مقتدية بموجة البيع الضخمة في الأسهم الصينية بسبب تنامي المخاوف من التأثير الاقتصادي لانتشار الفيروس.
وأغلق المؤشر نيكي القياسي على انخفاض 1.01 في المئة إلى 22971.94 نقطة، وقاد قطاعا شركات المنتجات الاستهلاكية وشركات تكنولوجيا المعلومات الهبوط بالسوق.
وكان متوقعاً أن تشهد بورصتا الصين ذاك الهبوط الذي حصل الاثنين بعد فترة طويلة من الإغلاق.
واستبقت السلطات الصينية استئناف أسواق المال أعمالها بإطلاق مبادرة لطمأنة المستثمرين، إذ أعلن البنك المركزي الصيني أنّه سيضخّ الاثنين 1200 مليار يوان (156 مليار يورو) للتصدّي لتداعيات الوباء على الاقتصاد.
وبسبب عطلة رأس السنة القمرية، أغلقت بورصتا شنغهاي وشنتشن منذ 24 يناير (كانون الثاني)، أي غداة الحجر الصحي الذي فرضته السلطات عملياً على مدينة ووهان، بؤرة الوباء في وسط البلاد.
وبعدما كان من المفترض أن تعاود البورصتان العمل يوم الجمعة، قررت بكين تمديد عطلتهما ثلاثة أيام كي تعطي نفسها مزيداً من الوقت لمكافحة الوباء بشكل أفضل.
وخلال العطلة كانت مؤشرات الأسهم العالمية تراكم خسائرها بسبب المخاوف التي تملّكت المستثمرين من العواقب المحتملة للوباء على النمو في الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
ولا يمكن أن تخسر الأسهم المدرجة في بورصتي شنغهاي وشنتشن خلال جلسة واحدة أكثر من 10 في المئة، إذ تنصّ قواعد السوق المالية على تعليق التداول على السهم حالما تبلغ خسائره 10 في المئة.
362 وفاة و17 ألف إصابة
وفيما فرضت بكين إجراءات غير مسبوقة لاحتواء هذا الفيروس، ما أدى إلى تعطل قطاعات بأسرها من الاقتصاد الوطني، يواصل الفيروس التفشي. وأدّى إلى وفاة 362 شخصاً، جميعهم في الصين باستثناء واحد في الفيليبين، وإصابة أكثر من 17 ألف شخص به في الصين.
وقالت لجنة الصحّة الوطنية الصينية إنّ الساعات الـ24 الماضية سجّلت 2829 إصابة جديدة بالفيروس التنفّسي المميت، بينها 2103 إصابات في مقاطعة هوبي.
وبذلك يرتفع إجمالي عدد المصابين بالفيروس في سائر أنحاء الصين إلى أكثر من 17200 مصاب.
إجراءات وقيود
ويُعتقد أنّ الفيروس الجديد ظهر للمرة الأولى في ديسمبر (كانون الأول) في سوق بمدينة ووهان تباع فيه حيوانات برّية وانتشر خلال عطلة رأس السنة الصينية التي يسافر فيها ملايين الصينيين داخل البلاد وخارجها.
واتّخذت الصين إجراءات مشدّدة لمنع انتشار الفيروس شملت فرض حجر صحّي على أكثر من 50 مليون شخص في مدينة ووهان ومحاصرة هوبي، المقاطعة الواقعة في وسط البلاد وعاصمتها ووهان.
وسجّلت الأحد حالة الوفاة الأولى بالفيروس خارج الصين، إذ توفّي في الفيليبين رجل صيني يبلغ من العمر 44 سنة ويتحدّر من ووهان.
كذلك أعلن وزير الصحّة الألماني، ينس سباهن، الأحد، أنّ دول مجموعة السبع ستتعاون في سبيل التصدّي للوباء بصورة "موحّدة".
وعزّزت دول العالم قيود السفر على الوافدين من الصين، بعدما أعلنت منظّمة الصحة العالميّة "حال طوارئ" دولية بسبب الفيروس.
وخارج الصين، ارتفع عدد الدول التي وصل الوباء إليها إلى أكثر من 20 دولة.
حالة طوارئ في الولايات المتحدة
وفيما ستتخذ اليابان، وفق رئيس الوزراء شينزو آبي، الاثنين، "الإجراءات اللازمة من دون تردد لحماية مواطنيها من تفشي "كورونا"، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأحد، إن بلاده اتخذت إجراءات حاسمة لحماية الأميركيين من خطر "كورونا" وعرضت المساعدة على الصين.
ودفعت المخاوف الولايات المتحدة إلى إعلان حالة طوارئ صحية ومنع دخول الأجانب الذين زاروا الصين في الآونة الأخيرة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال ترمب لقناة فوكس التلفزيونية، الأحد، "لا يمكن أن يأتي إلينا آلاف الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة (كورونا)". وقال إن المسؤولين الأميركيين عرضوا على الصين "مساعدة هائلة" في التعامل مع الوباء.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، روبرت أوبراين، إن الصين أكثر شفافية في ما يتعلق يفيروس "كورونا" بالمقارنة بأزمات سابقة، لكنها لم تقبل عرضاً أميركياً للمساعدة في احتواء المرض.
أضاف "هذا (المرض) مبعث قلق عالمي. نريد أن نساعد زملاءنا الصينيين إذا أمكننا ذلك. وقد قدمنا العرض وسنرى إن كانوا سيقبلون".
في المقابل، انتقدت الصين، الاثنين، الولايات المتحدة بشدة لفرضها قيوداً على دخول المواطنين الصينيين إلى أراضيها بسبب "كورونا"، واتهمت واشنطن بـ"اثارة الذرعر ونشره".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونيانغ إن الولايات المتحدة "لم تقدم مساعدة مهمة" وكانت "أول من قام بإجلاء طاقم قنصليته في ووهان وتحدث عن سحب جزئي لطاقم سفارته وفرض قيود دخول على المسافرين الصينيين".
كندا تستعد
أما كندا، فأعلنت الأحد أنّها استأجرت طائرة لإعادة رعاياها العالقين في مدينة ووهان الذين طلبوا إجلاءهم بسبب تفشّي "كورونا".
وقالت وزارة الخارجية الكندية في بيان إنّ الطائرة ستهبط في هانوي بفيتنام "وستتوجه إلى ووهان، المغلق مجالها الجوي حالياً، حالما نحصل من الحكومة الصينية على الإذن بالهبوط".
وأوضحت السلطات الكندية أنّ 325 مواطناً كندياً يقيمون في هوبي، المقاطعة الأكثر تضرّراً بالوباء، تقدّموا بطلبات لإعادتهم إلى بلدهم.
وكشفت أنّ الكنديين الذين سيعودون إلى بلدهم سيخضعون "لفحص طبي معمّق قبل الصعود إلى الطائرة وأثناء الرحلة وعند الوصول" إلى قاعدة ترينتون العسكرية في أونتاريو.
وبعد وصولهم سيوضع هؤلاء ومرافقوهم وأفراد طاقم الطائرة في الحجر الصحّي في القاعدة لمدة 14 يوماً هي فترة حضانة المرض.
مصابون من 30 دولة
في الأثناء، أقلت طائرة نحو 254 شخصاً من 30 دولة، من مدينة ووهان الصينية، إلى قاعدة جوية عسكرية في إيستر بجنوب فرنسا.
وقالت وزيرة الصحة الفرنسية آنياس بيزون إن 124 شخصاً سيُنقلون إلى بلادهم.
وسيتم وضع 64 فرنسياً في الحجر الصحي سواء في منتجع كاري لو روي لقضاء العطلات في جنوب البلاد أو بمركز لتدريب رجال الإطفاء قرب إيكس أون بروفانس.
وسيبقى 60 شخصاً من غير الأوروبيين، بينهم أشخاص من المكسيك والبرازيل ورواندا وجورجيا، في الحجر الصحي في فرنسا لمدة 14 يوماً هي فترة حضانة الفيروس.
وظهرت على 20 شخصاً ممن تم إجلاؤهم بعض أعراض الإصابة بكورونا وتم احتجازهم في القاعدة العسكرية لحين إجراء الفحوص الطبية اللازمة لتحديد مدى إصابتهم بالفيروس.
وأعلنت جمهورية التشيك أن خمسة مواطنين على متن تلك الطائرة وإنهم سيسافرون إلى بروكسل حيث سيتم نقلهم إلى وطنهم بطائرة تشيكية.
وستنقل السويد نحو عشرة من مواطنيها كانوا على متن الطائرة الفرنسية.
وكان على متن الطائرة مواطنون بريطانيون.
وأقلت طائرة عسكرية من فرنسا مجموعة معظمها برتغاليون إلى لشبونة في وقت متأخر يوم الأحد.
وقالت وزيرة الصحة البرتغالية مارتا تيميدو إن من تم إجلاؤهم، وعددهم 20 شخصاً بينهم برازيليان، وافقوا على البقاء في حجر صحي 14 يوماً كإجراء وقائي.
وفي الاطار ذاته، نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين قوله اليوم إن بلاده قد ترحّل الأجانب الذين يتبين أنهم مصابون بفيروس "كورونا".
واقترح ميشوستين، الاثنين، تأجيل منتدى الاستثمار الروسي لعام 2020 المقرر عقده في مدينة سوتشي المطلة على البحر الأسود من 12 حتى 14 فبراير (شباط).
وأعلنت روسيا ظهور أول حالتي إصابة بالفيروس يوم الجمعة.