كان "الأب الشرعي" آخر أفلام نادية لطفي السينمائية مع محمود ياسين وشكري سرحان (ويكيبيديا)بعد صراع مع المرض وعن عامر ناهز 83 عاما، فارقت الفنانة الكبيرة نادية لطفي الحياة، صباح اليوم الثلاثاء، ومن المنتظر أن تشيع الجنازة بعد ظهر غد الأربعاء من مسجد مستشفى المعادي العسكري، لتدفن بمقابر الأسرة، وستتلقى أسرتها العزاء مساء بعد غد الخميس فى مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد بالسادس من أكتوبر.
وقال أشرف زكي، نقيب الممثلين المصريين، لـ"اندبندنت عربية"، إن الفنانة صارعت المرض خلال الأيام الماضية إثر إصابتها بنزلة شعبية حادة، وكانت محتجزة بالعناية المركزة، ورغم تحسن صحتها نسبيا فإنها انتكست وتدهورت حالتها ووضعت على أجهزة التنفس الصناعي.
ونعت نقابة الممثلين المصريين الفنانة، في بيان، قالت فيه "رحم الله الفقيدة وألهم أهلها وجمهورها الصبر والسلوان".
وكانت لطفي نشرت أخيرا، وبالتحديد منذ نحو 10 أيام، رسالة صوتية مُسجلة عبر أحد البرامج، لتطمئن جمهورها على حالتها الصحية. وعبّرت عن حزنها لوفاة زميلتها الفنانة ماجدة الصباحي، وعزّت ابنتها غادة نافع قائلة "خبر وفاة ماجدة كان له وقع مؤلم بالنسبة إلي جدا، لأنها أستاذة، وفي الوقت نفسه لها بصمات وتاريخ فني سيظل مرتبطا بأحداث الوطن، وانتمائها العروبي"، وأضافت "فلتسامحني غادة لأني لست قادرة على الحضور للعزاء في والدتها".
وقال بعض المقربين من الفنانة نادية لطفي إنها تأثرت كثيرا برحيل ماجدة، وتسبب ذلك في تدهور حالتها النفسية بشدة.
وقد احتفلت نادية لطفي بعيد ميلادها الشهر الماضي وسط نخبة من النجوم، منهم ميرفت أمين ورجاء الجداوي ودلال عبد العزيز ودنيا وإيمي سمير غانم، لكن بعدها تأثرت صحتها بشكل ملحوظ.
ونعت إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة المصرية، الراحلة، قائلة إنها "تربعت على عرش السينما العربية باعتبارها علامة بارزة صنعت جزءا من تاريخ هذا الفن، وكانت كلمة السر لنجاح نخبة من أعظم الأعمال الخالدة".
يشار إلى أن نادية لطفى ولدت عام 1937 وأدت أول أدوارها التمثيلية في العاشرة من عمرها، وكان على مسرح المدرسة لتواجه الجمهور للمرة الأولى، وحصلت على دبلوم المدرسة الألمانية عام 1955، واكتشفها المخرج رمسيس نجيب لتقدم فيلم "سلطان" مع النجم فريد شوقي عام 1958، وتألقت خلال حقبة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وقدمت عددا كبيرا من الأعمال.
نادية لطفي أو بولا محمد شفيق، مصرية أبا عن جدّ، أمها من محافظة الشرقية وتدعى فاطمة وليست بولندية كما يشاع، وسميت بولا لأن الممرضة التي ساعدت في ولادتها في 5 يناير (كانون الثاني) 1937 كانت بهذا الاسم، وعرفانا بدورها سمّى الأب الابنة على اسمها، وسرعان ما كبرت "جميلة الجميلات" ليختارها المنتج الكبير رمسيس نجيب لتكون من أهم نجمات السينما وأطلق عليها اسم نادية لطفي، وهو اسم شخصية فاتن حمامة في فيلم "لا أنام" للكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، والتي حققت روايته والفيلم نجاحا أسطوريا، ولهذا تفاءل رمسيس وأطلق على الوجه الجديد اسم بطلة الفيلم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى مدار نحو 35 عاما، قدمت نادية حوالي 76 عملا فنيا، من أبرزها أفلام "الخطايا" و"أبي فوق الشجرة" و"النظارة السوداء" و"الناصر صلاح الدين" و"للرجال فقط" و"على ورق سوليفان"، و"حب إلى الأبد"، و"عمالقة البحار"، و"حبي الوحيد"، و"السمان والخريف"، و"لا تطفئ الشمس"، و"بين القصرين"، و"الليالي الطويلة"، و"السبع بنات"، و"المستحيل"، و"عدو المرأة"، و"قاضي الغرام"، و"بديعة مصابني"، و"الإخوة الأعداء". ولها مسلسل واحد هو "ناس ولاد ناس" مع الفنان كرم مطاوع في فترة التسعينيات عام 1993، كما قدمت عملا مسرحيا واحدا وهو "بمبة كشر" عام1988، وكان آخر أفلامها السينمائية فيلم "الأب الشرعي"، مع محمود ياسين وشكري سرحان وإخراج ناجي أنجلو.
وعرفت نادية لطفي بنشاطها الوطني والإنساني منذ شبابها، فكان لها دور مهم في رعاية الجرحى والمصابين والأسرى في الحروب المصرية والعربية بداية من العدوان الثلاثي عام 1956 وما تلاه من حروب وخصوصا حرب أكتوبر 73، آخر أعمالها مسلسل "ناس ولاد ناس" عام 1993 لتتوقف بعده عن التمثيل مكتفية بنشاطها الإنساني.