مساء يوم الثالث من ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عقب فوز كريستيانو رونالدو بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإيطالي عن موسم 2018-2019، وبعد ساعات قليلة من غيابه عن حفل الكرة الذهبية التي فاز بها غريمه التاريخي الأرجنتيني ليونيل ميسي للمرة السادسة في مسيرته، سُئل رونالدو من قِبل الصحافيين "هل وصلت سنوات تنافسك مع ميسي إلى حد النهاية؟"، فأجاب "لا لم تنته، بل بدأت للتو".
اليوم، بعد مرور شهر تقريباً على هذا التصريح الصادم، يحتفل اللاعب البرتغالي بعيد ميلاده الـ35، متربعاً على عرش هدافي العالم في العام الحالي 2020، في الدوريات العالمية الكبرى والبطولات القارية جميعها، حيث سجّل عشرة أهداف في ست مباريات بمُعدل تهديفي بلغ 1.7 هدف لكل مباراة، متفوقاً على مُعدله التهديفي العام البالغ 0.75 هدف تقريباً لكل مباراة، ليُثبت مجدداً أنه رجل التحديات التي لا تنتهي.
بطولات وإنجازات وجوائز
ويخطو رونالدو نحو عامه الـ36، محمَّلاً برصيد هائل من البطولات والإنجازات والجوائز الفردية والأرقام القياسية التي جعلته في موقع الصفوة بين نجوم اللعبة تاريخياً، حيث بدأ مسيرته الاحترافية بالانتقال للفريق الأول بنادي سبورتنغ لشبونة البرتغالي في مطلع يوليو (تموز) عام 2002، إذ لعب 30 مباراة سجّل خلالها خمسة أهداف وبزغ نجم ابن مدينة ماديرا بشكل لفت أنظار أكبر الأندية الأوروبية إليه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
118 هدفاً في 292 مباراة
وفي أغسطس (آب) عام 2003، انتقل إلى العملاق الإنجليزي مانشستر يونايتد نظير 19 مليون يورو، وكان عمره لا يزال 18 عاماً، إلا أن المدير الفني ليونايتد وقتذاك أليكس فيرغسون منحه القميص رقم "7" المميز للنجوم في نادي "أولد ترافورد"، وقد جاء رد رونالدو في الملعب بانفجاره تهديفياً، حيث لعب بقميص الشياطين الحُمر 292 مباراة سجل خلالهم 118 هدفاً وصنع 69، وكان عنصراً رئيساً في تتويج يونايتد بثلاثة ألقاب للدوري الإنجليزي الممتاز وبطولة لكأس الاتحاد الإنجليزي ولقبين لكأس رابطة الأندية المحترفة، ولقب لكأس الدرع الخيرية ولقب لدوري أبطال أوروبا عام 2008 ولقب كأس العالم للأندية في ذلك العام، وفي مفاجأة مدوية طوى صفحة يونايتد في صيف 2009 لينتقل إلى ريال مدريد الإسباني مقابل 94 مليون يورو ويصبح الصفقة الأغلى في تاريخ كرة القدم.
وبقميص النادي الملكي وصل رونالدو إلى مستويات غير مسبوقة، حيث لعب 438 مباراة في كل البطولات، سجَّل خلالها 450 هدفاً وصنع 131، ما يعني أنه شارك في 581 هدفاً، وقد جنى ثمار تفوقه بقيادة الميرنغي للفوز بلقبين للدوري الإسباني ومثلهما لكأس ملك إسبانيا ولقبين لكأس السوبر الإسباني وأربعة ألقاب لدوري أبطال أوروبا ولقبين لكأس السوبر الأوروبي وثلاث كؤوس عالم للأندية، وبات الهداف التاريخي لنادي العاصمة الإسبانية.
صفقة القرن... تحدٍ جديد
وفي وقت كان قد وصل إلى القمة، شعر بحاجة لخوض تحدٍ جديد في مكان جديد، وقد لاقت هذه الرغبة طموح كبير الأندية الإيطالية يوفنتوس القابع على قمة الكرة محلياً منذ سنوات طويلة ولا ينقصه سوى ترصيع تاجه بلقب دوري أبطال أوروبا، فلجأ إلى سيد دوري أبطال أوروبا وهدافها التاريخي بالتعاقد مع رونالدو مقابل 117 مليون يورو، يوم 10 يوليو (تموز) 2018، فيما عُرف بـ"صفقة القرن"، ومنذ ذلك الحين شارك البرتغالي في 70 مباراة مع اليوفي سجل خلالها 50 هدفاً وصنع 13، وحقق لقب الدوري الإيطالي وكأس إيطاليا.
وصول سريع إلى شارة القيادة
على الصعيد الدولي، قاد الملقب بـ"صاروخ ماديرا" منتخب السيليساو البرتغالي للتتويج ببطولة أمم أوروبا 2016، ثم لقب النسخة الأولى لبطولة دوري الأمم الأوروبية عام 2019، خلال مسيرة ذهبية وصل فيها سريعاً إلى حمل شارة القيادة، كما بات الهدّاف التاريخي للمنتخب وتقدم بقوة إلى المركز الثاني في ترتيب هدافي المنتخبات العالمية دولياً برصيد 99 هدفاً، ليصبح هدفه التالي كسر رقم الإيراني المعتزل علي دائي (109 أهداف دولية)، ويعتلي قمة الهدافين التاريخيين للمنتخبات، كما هو منفرد منذ فترة طويلة بلقب الهداف التاريخي لدوري أبطال أوروبا برصيد 128 هدفاً، متفوقاً على الأرجنتيني ليونيل ميسي هداف برشلونة الإسباني وله 114 هدفاً.
وفاز كريستيانو خلال مسيرته الممتدة لأكثر من 15 عاماً بعدد ضخم من الجوائز الفردية، أهمها خمس كرات ذهبية لأفضل لاعب في العالم، بالإضافة إلى جائزتين للأفضل في العام من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وثلاث جوائز للأفضل في أوروبا وأربعة أحذية ذهبية لهداف الدوريات الأوروبية.
حلم كريستيانو
ويحمل رونالدو في عامه الجديد حُلم التتويج باللقب الأوروبي السادس في تاريخه والأول مع اليوفي والثالث مع أندية مختلفة، كما يأمل في قيادة البرتغال للفوز بلقب بطولة أمم أوروبا 2020 ليكون لقبها الثاني على التوالي، وأن يتجاوز الرقم التهديفي لـ"دائي"، كي يضمن في نهاية العام أن تعود إليه جائزة الأفضل في العالم ويحصل على كرته الذهبية السادسة ليثبت للجميع أن المنافسة مع ميسي لم تنتهِ، بل هي بالفعل بدأت للتو.