أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية عن خالص أمنياتها بأن تبلي بريطانيا بلاء حسناً مع بريكست لكنها حذّرت من أنّ " القوة لا تتحقق بالانعزال البديع".
وتوجهت أورسولا فون دير لاين وآخرون من كبار المسؤولين، في يوم خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، إلى جمهور في بروكسل بالقول إنه عليهم توجيه أنظارهم إلى مستقبل المشروع الأوروبي فيما تعمل الكتلة بأعضائها الـ 27 على تجديد نفسها.
وخاطبت فون دير لاين جمعاً احتشد داخل مينى "برلمنتاريوم"، وهو متحف مخصص لتاريخ الديمقراطية الأوروبية، موضحة "نعلم علم اليقين أنّه مع شروق شمس يوم غد، سيبدأ فصل جديد في اتحادنا بأعضائه الـ27.. علّمتنا تجربتنا أنّ القوة لا تتحقق بالانعزال البديع بل في اتحادنا الفريد من نوعه. لن تجدوا في أي بقعة أخرى من العالم 27 دولة يسكنها 440 مليون شخص يتحدثون 24 لغة، تعتمد على بعضها بعضاً وتعمل معاً وتعيش معاً. هذا الواقع ليس صنيع الصدفة أو الحظّ، بل هو قائم على قرون من التاريخ المشترك وعقود من التجربة المشتركة".
وأضافت "إن نظرتم إلى مسار توسّع الإتحاد ترون أنّ جمال الإتحاد الأوروبي يكمن في أنه لم يُفرض على أحد الانضمام إليه. بل أتاه الجميع من تلقاء أنفسهم".
ولدى سؤالها عمّا سيخسره الإتحاد الأوروبي بمغادرة المملكة المتحدة، أجابت "نخسر عضواً سابقاً كان عملياً للغاية وواقعياً للغاية وشديد الوضوح حول جدول الأعمال الاقتصادي. لم يكن سهلاً دائماً، لكن الأعضاء الـ27 جميعاً ليسوا سهلين دائماً".
وتطرّقت إلى موضوع التجارة فأعادت التأكيد على موقف الإتحاد الأوروبي القديم بأنّ الاتفاق التجاري، الذي ستعمل المملكة المتحدة على التفاوض بشأنه، لا يمكن أن يضاهي العضوية جودةً. وأضافت "ستصبح بريطانيا بلداً ثالثاً وما ينطبق على كل بلد ثالث هو التالي: وحدهم الذين يقرّون بقواعد السوق المشتركة يمكنهم أن يستفيدوا تماماً من السوق المشتركة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن جانبه، قال شارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي للجمهور نفسه "لا يمكن أن تكون لحظة خروج أي عضو سعيدة، لكننا نستهلّ فصلاً جديداً وسنوظّف كامل طاقتنا لبناء اتّحاد أوروبي أقوى وأكثر طموحاً.. سأقول إن هذا النهار يوم استثنائي ومميّز بالنسبة للمشروع الأوروبي. لا شكّ أنّنا غير متحمّسين إزاء ما يجري، لكن الشعور الطاغي بالنسبة لي هو أنّه من المهمّ التطلّع إلى مستقبل المشروع الأوروبي".
وتشكّل هذه المداخلة جزءاً من استراتيجية بروكسيل في استعادة السيطرة على الجدال الدائر عبر التطرّق إلى مستقبل الإتحاد الأوروبي فيما تخرج بريطانيا منه. وتنوي الكتلة أن تعقد مؤتمراً حول مستقبلها في وقت لاحق من هذا العام، ومن المقترح ان ينعقد في يوم أوروبا الذي يصادف 9 مايو (أيّار).
وقال ديفيد ساسولي رئيس البرلمان الأوروبي المنتخب "سيُسجّل هذا اليوم في تاريخ الإتحاد الأوروبي لكنّه سيتيح لمؤسساتنا وبلداننا أن تصبح أكثر اتّحاداً بكثير دفاعاً عن هذه المنطقة الحيوية العظيمة ومواطنيها".
وتوجّه ساسولي في خطابه نحو المشككين بالإتحاد الأوروبي فسأل "لماذا يعمل هؤلاء جاهدين من أجل تقسيم المنطقة الأوروبية؟ لأنّ هناك من يعمل داخل بلداننا أيضاً لتحقيق هذا الهدف. هي مجموعات وقوى تحاول إضعاف الإتحاد الأوروبي. لكن ما هي أجندتها؟"
في إشارة محتملة إلى سياسيي اليمين المتطرف، كمواطنه الإيطالي ماتيو سالفيني، اعتبر ساسولي أنّ ما يدفع هؤلاء الأشخاص إلى مهاجمة الإتحاد الأوروبي هو "خوفهم من عالمٍ يحكمه القانون".
وفي دبلن، أوضح رئيس الوزراء ليو فارادكار، الذي كان يخوض حالياً حملة انتخابية قد تنتهي بإعادة انتخابه، أنّ إيرلندا ستتبنى موقفاً قاسياً في المفاوضات التجارية. وفي تصريح لإذاعة "أر تي" العامة، قال "لن يستفيدوا كثيراً من السيطرة على مناطق صيد الأسماك إلا إذا تمكّنوا من التصدير إلى الإتحاد الأوروبي.. ولذا يرتبط الموضوع بالتجارة وسنتخذ موفقاً صارماً للغاية كي نضمن حماية مجتمعاتنا الساحلية وقطاع صيد الأسماك لدينا".
معروف أن بريطانيا غادرت الاتحاد الأوروبي ليل 31 يناير (كانون الثاني) الماضي في تمام الساعة 11 ليلاً بتوقيت لندن، وهو منتصف الليل حسب ساعة بروكسيل.
© The Independent