في الذكرى الخامسة للمذبحة التي قام بها تنظيم داعش تجاه 21 قبطياً مصرياً بالأراضي الليبية، افتتحت الكنيسة الأرثوذكسية القبطية بمحافظة المنيا (جنوب)، أوّل متحف للضحايا داخل كنيسة (شهداء الوطن والإيمان) بمركز سمالوط.
وضمّ المتحف نُصباً تذكارياً مميزاً وبانوراما توثيقية عن رحلة الضحايا من الخطف إلى الذبح بمتعلقاتهم.
نصب تذكاري
ونظّمت الكنيسة موكباً احتفالياً، شارك فيه قرابة 40 كاهناً وشمّاساً، تكريماً لأرواح الضحايا بتراتيل وترانيم كنسيّة.
وقال القمص داوود ناشد، وكيل مطرانية سمالوط، "تدشين المتحف يأتي انطلاقاً من الاعتزاز بالضحايا الذين صمدوا أمام الذبح والنحر الإرهابي، متمسكين بالعقيدة والإيمان"، مؤكداً أن "ملحمة الضحايا سيخلّدها تاريخ الكنيسة المسيحية".
وشهدت مراسم تدشين المتحف صلوات، بحضور جمع من قيادات الكنيسة القبطية والمواطنين وأهالي الضحايا، بقيادة الأنبا بفنوتيوس مطران الكنيسة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بانوراما توثيقية
وقال جرجس جاولي، أستاذ النحت بجامعة المنيا ومصمم النُّصب التذكاري، "التصميم استغرق 3 أشهر ونصف الشهر بتكليف من الكنيسة القبطية، ويتكوّن من 21 تمثالاً بهيئة الضحايا وملابسهم، وتحتضن التماثيل تمثالاً كبيراً للسيد المسيح يبلغ طوله 4 أمتار".
وأضاف جاولي، "حرصتُ على أن تكون التماثيل من الخرسانة المسلحة من أجل ضمان استدامتها أكبر وقت ممكن، ومكان عرضها اُختير في مدخل الكنيسة، لتبعث برسالة ترحيب ومحبة للزوار من قِبل الضحايا".
ويضم المتحف أيضاً إلى جانب النُّصب بانوراما توثق قصة اختطاف الضحايا، وعرضاً متحفيّاً لمتعلقاتهم وملابسهم ورفاتهم، وتعريفاً بهم بلغات ثلاث: العربية والإنجليزية والفرنسية.
وقال بدار مينا، أحد أهالي الضحايا، "نشعر بالفخر بأبنائنا، الذين قتلوا لتمسّكهم بعقيدتهم ووطنيتهم الراسخة ضد تنظيم داعش الإرهابي".
وأضاف كيرلس فايزعزيز، "الضحايا خير نموذج على قوة الإيمان أمام الإرهاب الأسود الغاشم"، مؤكداً أنه "يتباهى أمام الجميع في كل مكان أن شقيقه من ضحايا المذبحة".