واصلت أسعار النفط، اليوم الخميس، مكاسبها من الجلسة السابقة، مع تحوّل تركيز السوق صوب تعطيلات المعروض، بينما انحسرت مخاوف الطلب عقب تراجع في عدد حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا في بؤرة تفشيه.
ولا توجد بادرة حل للصراع في ليبيا، الذي أفضي إلى إغلاق موانئها وحقولها النفطية، بينما قد تخفّض العقوبات الأميركية على وحدة لشركة النفط الحكومية الروسية العملاقة "روسنفت" إمدادات الخام من فنزويلا بدرجة أكبر، مما يجدّد المخاوف بشأن معروض النفط العالمي.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 14 سنتاً، بما يعادل 0.2 في المئة إلى 59.26 دولار للبرميل، بعد صعودها إلى 59.71 دولار في وقت سابق من الجلسة، بحسب "رويترز".
وكان خام القياس العالمي زاد 2.4 في المئة، أمس الأربعاء، وهو الآن في صعود لليوم الثامن على التوالي. وتقدّمت عقود خام غرب تكساس الوسيط 38 سنتاً، أو 0.7 في المئة، مسجلةً 53.67 دولار للبرميل. وصعد خام غرب تكساس في ستٍ من الجلسات السبع الأخيرة بدءاً من 11 فبراير (شباط).
وقال ستيفن إنيس، كبير محللي السوق لدى "أكسي كورب"، إن "تعطيلات المعروض تساعد في تخفيف أثر كورونا، لكن من السابق لأوانه على الأرجح أن نعتقد أننا تجاوزنا أشد التداعيات الاقتصادية".
اجتماع أوبك في موعده
إلى ذلك، قال وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، اليوم الخميس، إن "هناك اتفاقاً بين منتجي النفط العالميين على أنه لم يعد من المنطقي أن يجتمع المنتجون من (أوبك) وخارجها قبل الموعد المقرر في أوائل مارس (آذار)".
وأضاف نوفاك، الذي بحث أسواق النفط مع نظيره السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان هذا الأسبوع، أن "موسكو تعتقد أن الاجتماعات ينبغي أن تُعقد في موعدها الأصليّ، لكن الوضع في ما يتعلق بأسواق النفط تكتنفه ضبابية كبيرة ويتغير سريعا".
ولم يذكر ما إذا كانت موسكو ستدعم تعميق تخفيضات إنتاج النفط.
المعدن الأصفر يفقد مكاسب الصعود
على صعيد المعادن، تراجعت أسعار الذهب، اليوم الخميس، بعد أن كشفت الصين عن إجراءات لتخفيف الأثر الاقتصادي لتفشي الفيروس، لكن المعدن الأصفر ظلّ قرب أعلى مستوى في نحو سبع سنوات، والذي سجله في الجلسة السابقة مع استمرار المخاوف حيال المرض. وكان السعر الفوري للذهب منخفضاً 0.3 في المئة إلى 1606.62 دولار للأوقية (الأونصة). ونزلت عقود الذهب الأميركية الآجلة 0.1 في المئة لتسجل 1609.60 دولار.
وقال إليا سبيفاك، محلل سوق الصرف في (ديلي فيكس) "يبدو أقرب إلى التصحيح في معظمه، ليس الذهب فحسب الذي نراه يتراجع بعض الشيء في إطار ديناميات العزوف عن المخاطرة، بل عبر أصول متنوعة".
وفي المعادن النفيسة الأخرى، تراجع البلاديوم - الذي يشهد عجزاً في المعروض- 0.9 في المئة إلى 2688.40 دولار للأوقية، بعد أن لامس ذروة قياسية عندما بلغ 2841.54 دولار في الجلسة السابقة.
وانخفضت الفضة 0.5 في المئة إلى 18.30 دولار، لكنها حوّمت قرب أعلى مستوياتها في أكثر من شهر، الذي سجلته أمس الأربعاء. ونزل البلاتين 1.2 في المئة إلى 993.40 دولار للأوقية.
الأسهم الأوربية تتراجع
وعلى صعيد الأسواق العالمية، تراجعت الأسهم الأوروبية عن مستويات قياسية مرتفعة، اليوم الخميس، حيث أجّج ارتفاع في عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا في كوريا الجنوبية المخاوف، بعد أن خلص بحث إلى أن الفيروس شديد العدوى على نحو أكبر مما كان يعتقد في السابق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وطُلب من سكان مدينة دايجو في كوريا الجنوبية ملازمة منازلهم، بعد أن قاد تتبع مصدر 23 إصابة جديدة بالفيروس إلى قدّاسات كنسيّة في المدينة. وأوقدت الأنباء شرارة القلق من التداعيات العالمية للوباء، حتى مع إعلان الصين عن تراجع حاد في عدد الإصابات الجديدة.
وكان المؤشر ستوكس 600 الأوروبي منخفضاً 0.2 في المئة، بعد أن بلغ أعلى مستوياته على الإطلاق في الجلسة السابقة، توقعاً لمزيد من التدخل من البنك المركزي الصيني. وخفّض البنك سعر الإقراض الرئيس، اليوم، لكن المخاوف الأوسع حيال أثر الفيروس سريع الانتشار على الشركات أفضت إلى تراجع أسواق الأسهم.
ونزل سهم شركة إير فرانس- كيه.ال.إم 3.2 في المئة بعد أن انضمت إلى قائمة متنامية من الشركات المحذرة من تعطيلات بسبب الفيروس. وتذيّل سهم إليكتا السويدية لصناعة معدات العلاج الإشعاعي قائمة الأداء على ستوكس 600، بعد أن جاء نمو أرباح التشغيل الفصلية دون التقديرات مع تراجع طلبيات التوريد الجديدة بالولايات المتحدة.
الين الياباني في أدنى مستوى
إلى ذلك، تراجع الين الياباني إلى أدنى مستوى في عشرة أشهر، اليوم الخميس، مواصلاً نزوله من الجلسة السابقة التي شهدت هبوط العملة عن مستوى فني رئيس أمام الدولار الذي يزداد قوة. وأثارت أنباء اقتصادية سيئة من اليابان حديثاً عن أن البلاد دخلت في ركود بالفعل، وتخلّت صناديق يابانية عن أصول محلية لصالح الأسهم الأميركية والذهب.
وألحق تحسن الشهية للمخاطرة في الأسواق العالمية الضرر بالين الذي ينتفع عادةً عندما تمرّ الأسواق بصعوبات. وواصل الين النزول إلى 111.84 مقابل الدولار، وهو أضعف مستوى منذ أبريل (نيسان) 2017. واليوم خرق حاجزاً فنياً رئيساً عند 110.30 تقريباً، بعد أن ظل محافظاً عليه منذ مايو (أيار) الماضي. وتراجع اليورو 0.1 في المئة إلى 1.079 دولار.
وارتفع الدولار 0.3 في المئة أمام اليوان الصيني إلى 7.0215، وهبط الدولار الأسترالي إلى 0.6630 دولار، وهو أدنى مستوى في 11 عاما.
وأمام سلة من العملات الرئيسة، بلغ مؤشر الدولار أعلى مستوى منذ مايو (أيار) 2017، وبات مرتفعاً أكثر من 3.5 في المئة.