قبيل إعلان نتائج الانتخابات النيابية في إيران، اتّهم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، الأحد 23 فبراير (شباط)، الإعلام الأجنبي بأنه مارس "ضخّاً إعلاميا" لإحباط الإيرانيين وثنيهم عن المشاركة في الانتخابات التشريعية التي جرت في 21 فبراير.
ونشر الموقع الرسمي لخامنئي قوله "مارست الوسائل الإعلامية الأجنبيّة ضخّها الإعلامي السّلبي منذ أشهر وكثّفته مع اقتراب موعد الانتخابات ولم تتوانَ خلال اليومين الماضيين (قبل الانتخابات) عن استغلال أدنى فرصة وتحججت بمرض وفيروس من أجل ثني النّاس عن المشاركة في الانتخابات".
وترجّح معلومات غير رسمية تقدّم المرشحين المرتبطين بالحرس الثوري.
وقد أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية، السبت 22 فبراير (شباط)، فوز قائمة المرشحين المرتبطين بالحرس في العاصمة طهران.
ويشير استطلاع غير رسمي أجرته وكالة رويترز إلى أن غلاة المحافظين سيفوزون بنحو 178 مقعداً في البرلمان الذي يضم 290 مقعداً، في حين يحصل المستقلون على 43 مقعداً ويحصد المعتدلون 17 مقعداً.
هكذا، يتراجع في هذه الانتخابات السياسيون الإصلاحيون الذين أضعفهم قرار واشنطن الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم بين إيران وقوى عالمية في 2015 وإعادة فرض عقوبات في خطوة عرقلت إعادة التقارب مع الغرب.
وفيما لم تعلن السلطات الإيرانية، حتى الساعة، نسبة المشاركة في الانتخابات، يسعى حكام إيران، الذين يواجهون ضغطاً أميركياً شديداً بسبب البرنامج النووي، إلى نسبة مشاركة عالية لتعزيز شرعيتهم التي تضررت بعد احتجاجات شهدتها البلاد في نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، وواجهت حملة عنيفة تحت إشراف الحرس الثوري، وقُتل خلالها المئات واعتقال الآلاف.
وفي هذا التوجه، يُدرج قول المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي، الجمعة 21 فبراير، إن التصويت "واجب ديني".
وتشير بعض التقارير غير المؤكدة إلى أن مشاركة الناخبين كانت نحو 45 في المئة، وهي الأدنى منذ إعلان الجمهورية الإسلامية في 1979. ففي الانتخابات البرلمانية عام 2016 كانت نسبة التصويت 62 في المئة، بينما بلغت 66 في المئة في انتخابات 2012.
هدف خامنئي
ويواجه خامنئي ضغطاً متزايداً من الولايات المتحدة بسبب برنامج إيران النووي. ومن غير المرجح أن ينحسر السخط الناتج عن تدهور الاقتصاد في ظل العقوبات التي تكبل الاقتصاد الإيراني.
وأثار الرئيس الأميركي دونالد ترمب المخاطر في مواجهته مع طهران عندما قُتل قائد الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في غارة أميركية بطائرة مسيرة في بغداد في يناير (كانون الثاني) 2020.
ولن يكون للانتخابات البرلمانية تأثير كبير في السياسات الخارجية والنووية، التي يحددها خامنئي.
وقال مسؤول إيراني كبير، لوكالة رويترز، "عيون غلاة المحافظين معلقة بالرئاسة... وفوز غلاة المحافظين بالانتخابات الرئاسية إضافة للصعوبات الاقتصادية المتنامية قد يفتح صفحة جديدة بين إيران وأميركا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال مسؤول كبير آخر مقرب من معسكر غلاة المحافظين "البقاء في السلطة هو الشغل الشاغل لخامنئي. تأمين بقاء الجمهورية الإسلامية يعتمد في الأساس على تحسين الاقتصاد... بالنسبة إلى الزعيم الأولوية هي تأمين مصالح الجمهورية الإسلامية".
وقد أجبرت الأضرار التي لحقت بالاقتصاد الإيراني بسبب العقوبات خامنئي على منح دعمه المؤقت للاتفاق النووي الذي كان مهندسه الرئيس حسن روحاني. وأنهى ذلك العزلة الاقتصادية والسياسية للبلاد حتى خروج ترمب من الاتفاق في 2018.
مع الإشارة إلى أن الأزمة الاقتصادية أسهمت في دفع السلطة في إيران نحو مفاوضات مع الولايات المتحدة.
زيادة نفوذ الحرس
وتشكل الانتخابات الحالية، وفق مراقبين، للمحافظين مساحة أوسع للدعاية في انتخابات الرئاسة التي تجرى العام المقبل.
وقد تساعد مثل هذه النتيجة الحرس الثوري، صاحب الحضور القوي في حياة الإيرانيين، على زيادة نفوذه الضخم في الشؤون السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وتواجه الأحزاب الكبيرة المؤيدة للإصلاح إما الحظر أو الحل منذ 2009.
ويُرجح أن يفوز رئيس بلدية العاصمة السابق محمد باقر قاليباف برئاسة البرلمان، وهو أحد غلاة المحافظين وقاد في السابق القوات الجوية للحرس الثوري. ويحتاج لتحقيق ذلك إلى أصوات المحافظين الذين سعوا لأيام إلى التوصل إلى توافق على قائمة واحدة للمرشحين في طهران (30 مقعداً).
واستبعد مجلس صيانة الدستور 6850 من الساعين للترشح من بين 14 ألفاً من المعتدلين والمحافظين.